درعا

لا تستعجل دمشق الحلّ العسكري في درعا، بل لا تزال تُفسح المجال أمام المفاوضات، للعودة إلى سكّة التسوية، وتطبيق اتفاق انتشار الجيش في درعا البلد، وفرض سيادة الدولة على كامل المحافظة.

وما يحفّز الحكومة على الاستمرار في مقاربتها تلك، اعتبارها أن غالبية سكّان مركز المحافظة، المُقدَّر عددهم بنحو 50 ألف مدني، يريدون عودة الدولة إلى مناطقهم وتوفير الحماية لهم، ولهذا تُبدي دمشق صبراً في المفاوضات، على رغم إعلان تعثّرها أكثر من مرّة.

واصلت اللجنة الأمنية في محافظة درعا، أمس، التشديد على إصرار الدولة على قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه، وهو إعادة الأمن والأمان إلى كامل المنطقة الجنوبية، وأنها لن تقبل ببقاء الوضع على ما كان عليه خلال الفترة الماضية، وذلك بعد رفض ارهابيي حي «درعا البلد»، الخروج من الحي.

وتفيد المعلومات بأن المهلة التي منحتها اللجنة الأمنية في المحافظة أول من أمس لـ«اللجنة المركزية» في «درعا البلد» والأهالي لإخراج المدعو محمد المسالمة الملقب بـ«هفو» ومجموعته الارهابية والمدعو مؤيد الحرفوش الملقب بـ«أبو طعجة» ومجموعته الارهابية من «درعا البلد»، انتهت صباح أمس من دون أن يخرجوا.

أحمد الدرزي:

نجحت درعا وريفاها الشرقي والغربي في اختبار الهدنة، من دون تسجيل خروقات تُذكر، فيما جرى اتّخاذ خطوات ملموسة على الأرض لتثبيت التهدئة، لا سيما عبر إطلاق سراح الغالبية العظمى من الأسرى العسكريّين الذين اختطفهم المسلّحون مِن على الحواجز التي هاجموها قبل أيام.

أعلنت جامعة دمشق تعليق امتحانات الفصل الثاني من العام الدراسي 2020-2021 في مختلف كليات فرع الجامعة في مدينة درعا اعتباراً من يوم الخميس 29-7-2021 حتى إشعار آخر.

وأوضحت الجامعة في بيان أنه تم تعليق الامتحانات بسبب الظروف الأمنية السائدة حتى إشعار آخر، ولحين استقرار الأوضاع، وستتم إزاحة البرنامج الامتحاني تبعاً لذلك.

وكانت امتحانات الفصل الدراسي الثاني في جامعة دمشق بدأت في الرابع من شهر تموز الجاري وتستمر لمدة شهر تقريباً. 

يحيي السوريون اليوم الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، المدافع الأوحد عن أرضهم وكرامتهم واستقلالهم طيلة عقود لم تهدأ فيها العواصف والمؤامرات، وطعنات القريب والبعيد، فكان الذخيرة التي حمت البلاد وأهلها.

تاريخ الجيش العربي السوري الحافل بالإنجازات بقي على الدوام سلسة متصلة من التضحيات، فلم تلن عزيمته يوماً ولم يحد عن عقيدته التي حملها شعاره «وطن شرف إخلاص»، ليتجسد هذا الشعار قولاً وفعلاً وليكتب رجاله ملاحم عزة وفخار ممزوجة بدماء شهدائه الطاهرة التي بذلت بسخاء لحماية سورية من كل معتدٍ وأفّاق.

عاد جميع عناصر الجيش العربي السوري , الذين كانوا قد اختطفوا في ريف درعا أثناء المعارك العنيفة التي شهدتها المحافظة أول أمس, إلى مقراتهم سالمين.

فيما أعلن التلفزيون السوري أن عشرات العائلات من أهالي أحياء درعا البلد و طريق السد والمخيم عادوا إلى منازلها بعد أن خرجت منها باتجاه مدنية درعا نتيجة التوتر الحاصل فيها مؤخراً.

هذا وكان الجيش السوري قد شن قبل يومين, حملة عسكرية كبيرة لتطهير ريف المحافظة من عناصر مسلحة ترفض تسليم سلاحها الى السلطات السورية, لتعود الأمور للهدوء مع حديث عن وساطة روسية لحل الأزمة التي تفاقمت بشكل كبير مؤخراً.

كمال خلف:

على نحوٍ غير مسبوق منذ تسوية صيف عام 2018، أعادت مشاهد اليوم الفائت في درعا، ما عاشته هذه المنطقة في السنوات الأولى من الحرب، وذلك على وقع استنفار منصّات الفصائل المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتظهير شيء من توازن القوّة مع الجيش السوري.

ربّما تكون تركيا الدولة الأكثر اهتماماً بما يجري في تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيّد، حلّ الحكومة وتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوّابه.