أحلام مستغانمي صوت من رحم الثورة الجزائرية
أديبة وكاتبة عبرت بلغة رشيقة وساحرة عن الحب في زمن الحرب. ترى نفسها إمرأة من ورق، تعودت أن تعيش بين دفتي الكتب، أن تحب وتكره وتفرح وتحزن، وتقترف كل خطاياها على ورق.
تعلمت أن تكون كائنا حبريا، لا تخاف من رؤية نفسها عارية مرتجفة على ورق، تقول: "إن الكتابة بالنسبة لي متعة، ولا أمارسها إلا من هذا المنطلق"، إنها الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، التي تعتبر نجمة مضيئة في سماء المبدعات العربيات اللاتي استطعن أن يحاربن الرجل في عقر داره ويضفن للأدب العربي لمساتهن الأنثوية، متحديات القلم الذكوري الذي يستبيح لنفسه الحديث عن "التابو" ويحرّمه على المرأة الكاتبة.
تقول أحلام مستغانمي عن الكتابة: "لتشفى من حالة عشقية، يلزمك رفاة الحب لا تمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق. مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما يلزمك قبر و رخام و شجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك ، انت من يتأمل جثة حب في طور التعفن . لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة... أكتب، لمثل هذا خلقت الروايات".
ولدت صاحبة الثلاثية المشهورة أحلام مستغانمي في تونس العاصمة سنة 1953، وهي الابنة البكر لعائلة جزائرية من مدينة قسنطينية وجدت الأمان في تونس بعد أن هربت من وحشية قوات المستعمر الفرنسي الذي كان يبحث عن والدها محمد الشريف لكونه مطلوبا لدى السلطات الفرنسية لمشاركته في أعمال المقاومة الجزائرية. وهكذا كان مقدر لأحلام أن تولد وسط بيئة مشحونة بالعمل السياسي والنضالي.
بعد حصول الجزائر على الاستقلال عام 1962، عادت عائلة محمد الشريف إلى الجزائر، وقد فرضت الظروف على أحلام، بعد أن تعرّض والداه لوعكة صحية، أن تعمل مذيعة في الإذاعة الجزائرية فقدمت برناماج بعنوان "همسات" ساعد في شهرتها كشاعرة.
كانت أحلام مستغانمي من ضمن أول دفعة معرّبة تتخرج بعد الاستقلال من كلية الآداب في الجزائر سنة 1971. وكان التخرّج أول خطوة في طريق الألف ميل نحو مسيرة حافلة بالإبداعات الأدبية. بدأتها سنة 1973 مع أول إصداراتها: ديوان شعر "على مرفأ الأيام" عن المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر.
ورغم فرحتها بوليدها البكر إلا أنها كانت فرحة ناقصة فوالدها، الذي تهدي إليه كلّ نجاحاتها، كان طريح الفراش في المستشفى ولم يشارك ابنته نجاحها. وقد كان أثّر وضعه الصحي المتردي وسبب لأحلام معاناة كبيرة.
فقد كانت تكنّ عاطفة خاصة لوالدها تأثرت بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ. وقد كان والدها يعاملها بالمثل، فهو من شجّعها على الدراسة وهو من زرع فيها حبّ الوطن وعلّمها قيمة النضال والتضحية في سبيل القضية، وعن أحلام مستغانمي يقول والدها: "إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام، فهذا يكفيني فخرا، إنها أهم انجازاتي، أريد أن يقال إنني أبو أحلام، أن أنسب إليها، كما تنسب هي لي".
في السبعينات هاجرت أحلام مستغانمي إلى فرنسا وفي عاصمة الأنوار تزوجت من صحفي لبناني، وتفرّغت حينها لعائلتها وغابت مدة عن الساحة الأدبية العربية، لتعود في بداية الثمانينات وتجدد العهد مع القلم فشاركت في الكتابة في مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن، وحصلت في تلك الفترة على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون في الثمانينات لتستقر حاليا في بيروت.
تاريخ الجزائر وجد صدى واسعا في كتابات أحلام مستغانمي. وكان من الطبيعي أن تتأثر أحلام بالوضع الذي كانت تعيشه بلادها تحت الاستعمار، كما تأثرت أيضا بعقلية المجتمع الجزائري والعربي عموما ونظرته للمرأة ومعاناتها في مجتمع ذكوري المرأة فيه جارية، فما بالك لو أحست هذه المرأة ببذرة تمرّد تنهش احشائها. فكافحت في دراستها كما كافحت في كتاباتها، فأن تكتب، تقول أحلام، "يعني أن تفكر ضد نفسك، أن تجادل وتعارض وتجازف".
وقد وقعت أحلام مستغانمي في غرام الكتابة وسحر اللغة فأقامت معها علاقة عشق وتواصل أنجبت "الكتابة في لحظة عري"، صادر عن دار الآداب ببيروت سنة 1976. وبعد غياب عن الساحة الأدبية العربية، عادت أحلام مستغانمي بمولودها الأدبي الثاني سنة 1993 بعنوان "أكاذيب سمكة" صدر عن المؤسسة الوطنية للنشر.
ثمّ توالت أعمالها: "الجزائر امرأة ونصوص" صادر عن منشورات "أرماتان" بباريس سنة 1985، والثلاثية الحدث: "ذاكرة الجسد"، صادرة عن دار الآداب ببيروت سنة 1993، و"فوضى الحواس"، صادرة عن دار الآداب ببيروت سنة 1997، و"عابر سرير" "2000". وبقدر ما حملته هذه الأعمال من لغة رومانسية سلسة وحالمة جاءت مشحونة في باطنها وبين أسطرها برسائل فكرية تنبض تمرّدا ورفضا.
ترى الأديبة الجزائرية أن "اللغة يحدث أن تكون أجمل منا، بل نحن نتجمل بالكلمات، نختارها كما نختار ثيابنا، حسب مزاجنا ونوايانا". وقد تميّزت لغاتها في سائر أعمالها برومانسية رقيقة لكنها قوية قادرة على اختراق القارئ، خصوصا الرجل الذي ينقد عمل المرأة المبدعة دون أن يفصل بين إبداعها وبين كونها أنثى.
وقد أثبتت مستغانمي من خلال ثلاثيتها الشهيرة أن التعامل مع اللغة، شعرا ونثرا، ليس حكرا على الرجال بل تستطيع اللغة أن تكون سلاح المرأة في الدفاع عن حقوقها وإعلان تمرّدها مثلما هي سلاح الرجل في التعبير عن أفكاره وتفريغ ما يختلج باطنه من أفكار وغزل ومعارضة ونقد...
وقد اختارت أحلام لغة الثورة والتمرد، لغة مزيج من طفولة زاخرة بالأحداث مشبعة بصور من تونس والجزائر وثورتها العظيمة، وشباب حالم متمرّد في مجتمع تحكمه التقاليد يعاني من مخلفات الاستعمار، فجاء إنتاجها الأدبي حرا طليقا سامقا...... ثوريا متمردا. تقول مستغانمي في رواية "عابر سرير": "ذلك أن الرواية لم تكن بالنسبة لها سوى آخر طريق لتمرير الأفكار الخطرة تحت مسميات بريئة.
هي التي يحلو لها التحايل على الجمارك العربية، وعلى نقاط التفتيش، ماذا تراها تخبئ في حقائبها الثقيلة، وكتبها السميكة؟ أنيقة حقائبها. سوداء دائما. كثيرة الجيوب السرية، كرواية نسائية، مرتبة بنية تضليلية، كحقيبة امرأة تريد إقناعك أنها لا تخفي شيئا. ولكنها سريعة الانفتاح كحقائب البؤساء من المغتربين.
أكل كاتب غريب يشي به قفل، غير محكم الإغلاق، لحقيبة أتعبها الترحال، لا يدري صاحبها متى، ولا في أي محطة من العمر، يتدفق محتواها أمام الغرباء، فيتدافعون لمساعدته على لملمة أشيائه المبعثرة أمامهم لمزيد من التلصص عليه؟ وغالبا ما يفاجأون بحاجاتهم مخبأة مع أشيائه.
الروائي سارق بامتياز. سارق محترم. لا يمكن لأحد أن يثبت أنه سطا على تفاصيل حياته أو على أحلامه السرية. من هنا فضولنا أمام كتاباته، كفضولنا أمام حقائب الغرباء المفتوحة على السجاد الكهربائي للأمتعة.
ألّفت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي على مدى مسيرتها الأدبية روايات تعتبر من أكثر الروايات مبيعا ورواجا في العالم العربي، ويذكر أن "ذاكرة الجسد" هي الرواية العربية الوحيدة التي طبع منها قرابة العشرين نسخة إلى اليوم. كما تعتبر أحلام مستغانمي أول جزائرية تؤلّف رواية باللغة العربية.
وقّعت مستغانمي على بطاقة الشهرة في عالم الأدب من خلال روايتها "المفاجأة" "ذاكرة الجسد" التي نشرت في لبنان والجزائر عام 1993. واستحقت عنها مستغانمي جائزة الأديب الراحل نجيب محفوظ عام 1997. وخلال هذه المناسبة قال عنها أديب نوبل نجيب محفوظ: "أحلام نور يلمع وسط هذا الظلام الكثيف، كاتبة حطمت المنفى اللغوي الذي دفع إليه الاستعمار الفرنسي مثقفي الجزائر".
كما نالت الرواية جوائز عديدة وترجمت لعدة لغات، ويجري تدريسها في عدة جامعات عالمية، على غرار السربون، واعتبرها النقاد أحسن عمل روائي صدر في العقد الأخير.
ولعل أفضل ما يلخص "ذاكرة الجسد" لغة ومضمونا ما قاله عنها الشاعر نزار قباني/ وهو ينطبق على بقية جزئي الثلاثية "فوضى الحواس" و"عابر سرير" لكونهما استمرارا ومرحلة ثانية وثالثة لـ"لذاكرة الجسد": "قرأت رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي، وأنا جالس أمام بركة السباحة في فندق سامرلاند في بيروت.
بعد أن فرغت من قراءة الرواية، خرجت لي أحلام من تحت الماء الأزرق، كسمكة دولفين جميلة، وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطر ماء... روايتها دوختني. وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وإنساني، وشهواني....
وخارج عن القانون مثلي. ولو أن أحدا طلب مني آن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.... لما ترددت لحظة واحدة ... هل كانت احلام مستغانمي في روايتها "تكتبني" دون ان تدري... لقد كانت مثلي متهجم على الصفحة البيضاء، بجمالية لاحد لها. وشراسة لاحد لها.
وجنون لاحد له... الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور... بحر الحب، وبحر الايديولوجية... وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها، وأبطالها وقاتليها، وملائكتها وشياطينها، وأنبيائها وسارقيها.. هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب، ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري، والحزن الجزائري، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي..
وعندما قلت لصديق العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام، قال لي : لاترفع صوتك عاليا ... لان احلام اذا سمعت كلامك الجميل عنها، فسوف تجن.........؛ أجبته: دعها تجن .... لأن الأعمال الابداعية الكبرى لا يكتبها إلا المجانين........."،"1".
وقال عنها الرئيس الأسبق أحمد بن بله "إنّ أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربيّ. لقد رفعت بإنتاجها الأدب الجزائري إلى قامة تليق بتاريخ نضالنا. نفاخر بقلمها العربيّ، إفتخارنا كجزائريّين بعروبتنا".
أهدت أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد"، كحال بقية أعمالها، في المقام الأول إلى والدها كما أعدتها إلى ذكرى الروائي الجزائري الفرنكوفوني الراحل مالك حداد "1927-1978"، الذي قرر الامتناع عن الكتابة بأي لغة أجنبية بعد نيل بلاده الاستقلال، فانتهى به الأمر "شهيدا محبا للغة العربية".
و"ذاكرة الجسد" هي في الأصل ذاكرة أحلام مستغانمي وذاكرة والدها وذاكرة مليون شهيد وذاكرة ثورة ووطن، هي ذاكرة قسنطينة والجزائر التي فجعت في أبنائها. هي ذاكرة خالد الرسام الذي اتخذ الريشة سلاحا بعد أن بترت يده خلال معركته ضد الفرنسيين، وذاكرة سي الطاهر المناضل، الذي يحمل بعضا من سمات والد أحلام.
رواية اختزلت فيها أحلام مستغانمي الذاكرة في جسد واحد تمرّد على ذاكرته البالية ويرغب في ذاكرة جديدة شابة تتخلّص من أسمال الماضي هي ذاكرة عدا "أحلام"/"حياة".
في الرواية تقمّصت الكاتبة دور الراوي البطل خالد تتحدث الرواية عن حياة وخالد.
وقد كانت بارعة في التقاط دور الرجل والحديث بلسانه، مثلما كانت بارعة في الحديث بلسان حياة الشابة الجميلة التي توقع خالد الخمسيني في شباكها. ومن خلال هذه العلاقة تحدثت الكاتبة في الرواية عن صراعات عديدة، صراع العودة للوطن والحنين، صراع الحب والخيانة والغيرة وصراع مع مخلفات الماضي والتأقلم مع الحاضر، ربما صراع جزائر منهكة حائرة كيف ستتخطى فصولا من عذاب ذل الاستعمار.
وبعد نجاح "ذاكرة الجسد" أصدرت أحلام مستغانمي الجزء الثاني من ثلاثيتها "فوضى الحواس" التي جاءت لتدحض الشائعات التي اتهمتها بأنها ليست كاتبة رواية "ذاكرة الجسد". ومن خلال "فوضى الحواس" تتفجّر مفردات اللغة بين أصابع أحلام شعرا مرسوما في رواية.
"عابر سرير" هي الجزء الثالث من مشروعها الروائي. وينبني الجزء الأخيرة من الثلاثية من التركيبة نفسها رسمت "ذاكـرة الجسد" و"فوضى الحواس" سواء عبر الوقائع والأحداث أو عبر ذاكرة زيان المشرف على الموت والذي يعيدنا بدوره إلى صورة زياد الشاعر الفلسطيني الذي يتقاسم معه ثلثي الإسم وكامل النزف بين جرحي الجزائر وفلسـطين.
في "عابر سرير" تصفي أحلام مستغانمي حساباتها مع الوطن الذبيح لتنتهي الثلاثية بزفة لغوية مترعة بالحزن لحلم الجزائر المجهض.
تعبر كتابات مستغانمي، التي جعلت من بيروت مسكنها الدائم، عن الحنين إلى وطن بقولها: "يسكننا ولا نسكنه". ويظهر في أعمالها عشق لجزائر تفتقدها وأسى لجيل أخفق في بناء أمة قوية ذاقت ويل تحت الاستعمار زهاء قرن من الزمن. وتتجاوز رواياتها الحدود المرسومة لتحكي قصة الأحلام المنكسرة والمآسي التي تجزف بالإنسان، مما يجعل حكاياتها ذات مغزى لقرائها عبر مختلف أرجاء العالم العربي.
وقد ذهب النقاد عبد الله الغدامي في بحثه عن العلاقة بين الكاتبة أحلام ولغتها الروائية الى القول بأن "الكاتبة استطاعت أن تكسر سلطة الرجل على اللغة، هذه اللغة التي كانت منذ أزمنة طويلة حكرا على الرجل واتسمت بفحولته، وهو الذي يقرر ألفاظها ومعانيها فكانت دائما تقرأ وتكتب من خلال فحولة الرجل الذي احتكر كل شيء حتى اللغة ذاتها.
استطاعت أن تصنع من عادتها اللغوية نصوصا تكسر فيها عادات التعبير المألوف المبتذل وتجعل منها مواد اغراء وشهية، وراحت وهي تكتب تحتفل بهذه اللغة التي أصبحت مؤنثة كأنوثتها، وأقامت معها علاقة حب وعشق دلا على أن اللغة ليست حكرا على فحولة الرجال بل تستطيع أن تكون أيضا الى جانب الانوثة.
فصارت اللغة حرة من القيد والتابوهات وصار للمرأة مجال لأن تداخل الفعل اللغوي وتصبح فاعلة فيه فاستردت بذلك حريتها وحرية اللغة... فأحلام هي مؤلفة الرواية، وأحلام هي أيضا بطلة النص، واللغة فيما كتبته أحلام هي الأخرى بطلة، بحيث أن اللغة الروائية في هذين العملين ""ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس"" تطغى على كل شيء وتتحول الى موضوع الخطاب وموضوع النص.
فامتزجت بذلك أنوثة اللغة المستعادة مع أنوثة المؤلفة وكذا أنوثة "أحلام" البطلة في الروايتين ووحدة العلاقة بين الانثى خارج النص والانثى التي في داخل النص تعني عضوية العلاقة بين المؤلفة ولغتها.
وتمتد هذه العلاقة من خلال "اتحاد الانثى "أحلام مع كل العناصر الاساسية في الروايتين فأحلام هي أحلام، وهي المدينة وهي قسنطينة، وهي البطل وهي الوطن وهي الذاكرة وهي الحياة، لأنها في البداية كان اسمها حياة، وهي النص وهي المنصوص، وهي الكاتبة وهي المكتوبة وهي العاشقة وهي المعشوقة وهي اللغة وهي الحلم وهي الألم لأن الحلم والألم: أحلام تساوي حلما وألما"."2"
أثبتت أحلام عن جدارة بأنها ككاتبة تتفق مع نظيراتها من المبدعات على غرار غادة السمان، وبنت الشاطئ ونوال السعداوي، على رفضهن "تجنيس" النص الأدبي والنقدي، وتبويبه في خانة الأدب الذكوري والأدب الأنثوي.
وترفض أحلام نفسها تصنيف أعمالها في خانة الأدب النسائي وقوقعته في هذا المجال، أعمالها الأدبية، هي أعمال إنسان دون حرف التاء، تقول: "أنا أريد أن أحاكم ككاتبة دون تاء التأنيث وأن يحاكم نصي منفصلا عن أنوثتي ودون مراعاة أي شيء".
وقد اختارت مجلة "Arabian Business" العالمية في احصاء سنوي ترصد من خلاله أهم الشخصيات في العالم العربي، مرتين على التوالي في 2006 و2007، الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي من بين أقوى 100 شخصية عربية.
كما سبق للأديبة أن اختارتها المجلة العالمية Forbes الكاتبة العربية الأكثر انتشارا لتجاوز مبيعاتها عتبة المليونين وثلاثمائة ألف نسخة، ومن بين النساء العشر الأكثر تأثيرا في العالم العربي والأولى في مجال الأدب.
وكانت جريدة "الشروق" الجزائرية اختارتها الشخصية الثقافية لعام 2007، فيما اختارها مركز دراسات المرأة العربية، من أصل 680 شخصية تم ترشيحها لهذا المنصب.
1- نزار قباني 20/8 /1995..
2-انظر في هذا عبدالله الغدامي: المرأة واللغة ص 192، 193
حذام خريف
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد