تشيني يركز في جولته على الدور السعودي في العراق

26-11-2006

تشيني يركز في جولته على الدور السعودي في العراق

الجمل:   نشرت وكالة الأسوشيتيد برس تقريراً اخبارياً حول زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي التي قام بها إلى السعودية، وأجرى فيها اجتماعاً مع العاهل السعودي الملك عبد الله.
يقول التقرير: إن نائب الرئيس الأمريكي كان يسعى من أجل الحصول على تأييد ومساندة ودعم السعودية في التصدي  للعنف المتصاعد في العراق، وسلسلة أزمات الشرق الأوسط، والتي تقف السياسة الأمريكية فيها إزاء: إيران، لبنان، والفلسطينيين.
إن زيارة ديك تشيني والتي استغرقت أقل من يوم واحد، ركزت على اهتمام الحليفين –السعودية وأمريكا- حول الاضطراب الحاد المرتفع في سائر أنحاء المنطقة، والمصحوب بقيام العديد من الأطراف العربية بإلقاء اللوم والمسؤولية على عاتق سياسات الولايات المتحدة، وتصميم وعزم واشنطن والرياض من أجل استكشاف السبل الكفيلة بكسر الحلقة المغلقة، حتى ولو جزئياً.
وفي إشارة ودلالة على مدى استعجال اهتمامات الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط، قام الرئيس جورج بوش بترتيب جدول لمقابلة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في العاصمة الأردنية، وذلك ضمن سلسلة غير عادية من الزيارات والمقابلات بواسطة الرئيس الأمريكي ونائبه في المنطقة.
كلاً من الرحلتين تم التحضير والتخطيط لهما قبل اندلاع وانفجار العنف هذا الأسبوع، على نحو دراماتيكي أدى إلى تردي سوء الأوضاع والمواقف في بلدين يمثلان مصالحاً رئيسية في المنطقة، للولايات المتحدة، هما العراق ولبنان.
وعلى الجبهة الفلسطينية، قال أحد المسؤولين: إن المملكة العربية السعودية تأمل بألا تقوم واشنطن بتجاهل وإحباط الحكومة الفلسطينية الجديدة، التي سوف تظهر وتبرز من المباحثات بين حماس وفصيل حركة فتح المعتدل.
كانت واشنطن قد قامت بتعمد الابتعاد عن الحكومة التي كانت تقودها المجموعة الفلسطينية المسلحة، الرافضة للاعتراف بإسرائيل والرافضة للتخلي عن العنف.
وفي الوقت الذي يحاول فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس –زعيم منظمة فتح- أن يتوصل إلى حكومة وحدة وطنية مع حركة حماس، فإن العرب يأملون بأن تتعامل الولايات المتحدة بمرونة مع ذلك القدر من الاعتدال الذي يمكن أن تبديه حركة حماس أو أن تكون الولايات المتحدة إلى جانب الحكومة الجديدة، بما يسمح باستئناف عملية السلام مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
وفي لبنان، يقول أحد المسؤولين: إن السعوديين يرغبون بضمان عدم وجود تصدعات في عملية تقديم التأييد والدعم للحكومة اللبنانية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، والتي تحاول المجموعات المتحالفة مع سوريا وإيران الإطاحة بها، كما أن المملكة العربية السعودية، لها روابط قوية مع التكتل اللبناني المعادي لسوريا والذي يسيطر على مجلس الوزراء اللبناني.
أحد السياسيين اللبنانيين المعادين لسوريا، تم قتله بالرصاص، وقد أدى ذلك إلى تسليط الضوء على هشاشة الحكومة اللبنانية المدعومة أمريكياً، وهدد بجر ودفع الأزمة السياسية اللبنانية إلى حالة الصخب والهيجان الشديد، ثم في العراق، حيث قام المتمردون السنة بإطلاق سلسلة من تفجير السيارات المفخخة، على النحو الذي قتل أكثر من 200 مواطناً في المنطقة  الشيعية من بغداد، ما دفع بالعراق إلى الاندفاع بقدر كبير نحو هاوية الفوضى والاضطراب.
الوضع السني، يسلط الضوء على أن الولايات المتحدة، بحاجة إلى مساعدة المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط، وبالقدر نفسه أيضاً، تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة التأكيد مع حليفتها الرئيسة في الشرق الأوسط –السعودية- حول المخططات الأمريكية
العربية السعودية، وبلدان الخليج الأخرى، مهتمة أيضاً، وبعمق، حول مواجهة الغرب مع إيران حول منشآت، إيران النووية.
وبلدان الخليج تتخوف من إمكانية واحتمال قيام إيران بتطوير للأسلحة النووية، ومحاولاتها الرامية إلى توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، ولكنهم في الوقت نفسه أيضاً يخافون من أن الواقعة إذا حدثت، فإنها سوف تصيبهم أيضاً، وذلك لأن محاولات الغرب من أجل إجبار إيران لكي تتخلى عن برنامجها، سوف تؤدي على قيام الإيرانيين بالقصاص والانتقام.
إيران، الخصم الرئيسي الأول للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قامت بإعداد العدة لعقد لقاء قمة خاص بها، ووجهت الدعوة للرئيسين، السوري والعراقي ضمن ما نظر إليه – البعض- باعتباره عرضاً لتأكيد دور إيران كوسيط في الصراع العراقي.
ولكن سوريا، لم تقم بتاتاً بالرد على الدعوة، ويمكن أن يكون السبب في ذلك، تجنب الخصومة والعداء مع الولايات المتحدة. والرئيس العراقي جلال طالباني أصبح غير قادر على الذهاب إلى إيران، وذلك بسبب إغلاق مطار بغداد بعد انفجار أعمال العنف، وأعلن عن عدم قدرته على زيارة إيران قبل يوم الأحد على الأقل.
قال مسؤول سعودي: انه من المتوقع أن يطلب ديك تشيني من السعودية استخدام نفوذها الكبير على الأقلية السنية العراقية، والتي نفذ متمردوها هجمات دموية ضد القوات الأمريكية والشيعة العراقيين، وهي مساعدة أيضاً تهدف إلى ترقية عملية التسوية بين شيعة وأكراد العراق.
ومن ناحية أخرى، فإن السعودية سوف تطلب من الولايات المتحدة المساعدة في ضبط وكبح الميليشيات الشيعية العراقية، المسؤولة عن الهجمات الطائفية التي قتلت الآلاف. وقد رفض المسؤول السعودي ذكر اسمه بسبب حساسية المباحثات بين تشيني والملك السعودي عبد الله.
إن هذا الطلب يبدو من الصعب على واشنطن الإيفاء به وتحقيقه، فالولايات المتحدة ظلت بالأساس تضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لكي يهدئ ميليشيات الشيعة، ولكنه رفض وراوغ في بالقيام بذلك، طالما أن هذه الميليشيات ترتبط مع أحزاب سياسية شيعية، يعتمد المالكي عليها في حكومته.
بعد عملية القتل الأخيرة التي حدثت ضد الشيعة يوم الخميس الماضي، فسوف يكون من الصعب جداً، اتخاذ إجراء ضد الميليشيات، وفي صحوة انتعاش التفجيرات والقنابل، فقد هدد أحد الأطراف الشيعة بالانسحاب من حكومة المالكي إذا مضى نوري المالكي قدماً وقام بعقد قمة مع الرئيس بوش. وحالياً أعلن البيت الأبيض الأمريكي بأن اللقاء مازال قائماً.
المملكة العربية السعودية، والتي تتقاسم حدوداً طولها 900 كيلومتراً مع العراق، أعلنت مراراً وتكراراً عن اهتمامها بالعنف الدائر هناك –أي في العراق- وحثت الولايات المتحدة لكل تقوم بعمل أي شيء من أجل إعادة الهدوء، وفي يوم الاثنين الماضي، حث مجلس الوزراء السعودي القوات التي تقودها الولايات المتحدة، لكي تقوم بحماية حدود العراق، وفرض الهيمنة والسيطرة على أجزاء البلاد –أي العراق- من المخاطر السياسية والاستخبارية والأمنية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...