بعد مضي 15 سنة على ضجيج العولمة

31-12-2006

بعد مضي 15 سنة على ضجيج العولمة

الجمل:نشر الباحث الاقتصادي المختص بشؤون العولمة: جون فيفر، على موقع إفبايف الأمريكي، مقالاً حمل عنوان: (عولمة في تراجع)
يقول جون فيفر: عندما جاءت –عملية العولمة- في أول الأمر، كجزء من المصطلح الانجليزي الذي ساد في خطاب مطلع حقبة تسعينيات القرن الماضي، كان مفترضاً أن تكون العولمة بمثابة موجة المستقبل.
وعلى مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، كانت كتابات المفكرين العولميين مثل كينينخي أوماي، وروبرت رابخ أكثر احتفاء بظهور وبروز ما اصطلحوا على وصفه بتسمية عالم خالٍ من الحدود.
افترض منظّرو العولمة، بأن العملية التي عن طريقها سوف تصبح الاقتصاديات الوطنية المستقلة، تتكامل وظيفياً ضمن اقتصاد عالمي واحد، هي عملية حتمية تقدمت ووصلت إلى نقطة اللاعودة، أي مثلها مثل عملية انتقال الاقتصاد من مرحلة الاقطاع إلى مرحلة الرأسمالية.
كذلك كان هؤلاء المنظرون يقولون: إن معارضي العولمة سوف يكون مصيرهم الانهزام تماماً مثل المشعوذين الذين كانوا يروجون في القرون الوسطى للدجل والسحر والخرافات، وكان في نهاية الأمر أن تحطمت أفكارهم المتخلفة على تروس ماكينات الثورة الصناعية.
الآن بعد مضي 15 عاماً على الضجة الكبرى التي أثارها منظّرو العولمة، يمكن القول بوضوح أن العوامل الداخلية على الاقتصاد الوطني مايزال تأثيره قوياً وطاغياً على تأثير العوامل الخارجية في هذا الاقتصاد، وحتى أمريكا نفسها –المستفيد الأول والأكبر من عملية العولمة- أصبحت تفرض المزيد من الضرائب والجمارك على السلع الواردة لحماية أسواقها، كذلك أصبحت تعمل على بناء الأسوار والجدران العازلة لمنع شعوب أمريكا الجنوبية من التسلل إلى أراضيها.
وهكذا بانقضاء عام 2006 وحلول عام 2007م والذي سوف يشهد اكتمال عملية الجدار العازل بين أمريكا وحدودها مع المكسيك.. يمكن القول: إن البشرية لم تعد تتقدم باتجاه العولمة، بل باتجاه مجتمعات القرون الوسطى القائمة على القلاع والأسوار الحجرية العالية، ولن يكون الجدار الأمريكي العازل هو الذي سوف يكتمل قيامه، بل هناك الجدار السعودي- العراقي، والجرار العراقي- السوري.. وبالتأكيد فإن إسرائيل سوف تعمل من أجل بناء جدرانها العازلة.
وحالياً هناك مشروع تحت الدراسة لبناْ جدار عازل باكستاني- أفغانستاني.
بعد إقامة مثل هذه الجدران فإن العالم سوف يشهد موجة بناء الأسوار العالية المزودة بـ(القلاع) تماماً على غرار الامبراطوريات القديمة بل وربما تلجأ بعض الدول إلى بناء الحواجز والجدران بين محافظاتها الداخلية لمنع الحروب الأهلية.. ومن يدري فقد بنى العراقيون جدارين داخليين الأول لفصل الأكراد عن السنّة، والثاني لفصل السنة عن الشيعة.
والآن يمكن القول: إن العد التنازلي لإعدام عملية العولمة، قد بدأ ووصل إلى نقطة اللاعودة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...