المعارضة اللبنانية تواصل اعتصامها

03-12-2006

المعارضة اللبنانية تواصل اعتصامها

يواصل أنصار المعارضة اللبنانية التي تضم بشكل أساسي كلا من حزب الله و"التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون اعتصامهم وتظاهراتهم لليلة الثانية في العاصمة بيروت مطالبين برحيل حكومة فؤاد السنيورة تحت شعار "نحن" (نريد حكومة نظيفة).

وكان مئات المتظاهرين قد نصبوا مساء أمس الجمعة خيما بالقرب من مكاتب رئيس الوزراء وباتوا فيها بعد أن أعلنت قوى المعارضة أنها ستستمر في اعتصامها حتى استقالة الحكومة.

ويتهم المتظاهرون السنيورة وحكومته بالولاء للولايات المتحدة والغرب وبالاستفراد بالحكم بينما تتهم الحكومة وقوى الأكثرية البرلمانية المعارضة بأنها موالية لسوريا ولإيران وتهدف لإعادة النفوذ السوري إلى لبنان.

- يأتي ذلك في الوقت الذي زارت فيه وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت لبنان لإظهار دعم بريطانيا "للحكومة اللبنانية الدستورية والديموقراطية"، حسب قولها.

وبعد لقائها السنيورة في السراي الحكومي أشادت بيكيت بالحكومة اللبنانية واصفة إياها بأنها "أظهرت شجاعة كبيرة وثباتا بوجه مشاكل كبيرة جدا".

من جانبه، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك أنه يخشى من أن يتدخّل جيران لبنان في أزمته السياسية إذا لم تُحلّ سريعا.

وحذّر مبارك بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أنه في حال استمرار التظاهرات المعادية للحكومة وأخذها طابعا طائفيا، قد يتدخّل داعمون خارجيون لمختلف المجموعات الطائفية ممّا سيزيد التوتر في البلاد.
أما لافروف الذي يزور القاهرة فقال إن الهدف الاساسي هو تجنّب تحوّل التشنّجات إلى حرب أهلية في لبنان.

وتشهد الحكومة اللبنانية أزمة كبيرة بدأت باستقالة الوزراء الشيعة منها ومطالبة حزب الله والتيار الوطني الحر بتشكيل ما يسمّيانه "حكومة وحدة وطنية" يكون لهما فيها عدد كاف من المقاعد يسمح بتعطيل قرارات الحكومة.

وبعد اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميّل الأسبوع الماضي، قد تُحل الحكومة تلقائيا في حال استقالة اثنين من وزرائها الحاليين.

ويوم أمس الجمعة أدانت الولايات المتحدة ما أسمته "التهديدات بالعنف والترهيب" في لبنان واتهم المتحدة باسم الخارجية الأمريكية توم كيسي كلا من سوريا وإيران بالتحريض على الاحتجاجات.

وكان السنيورة قد أعلن أنه سيقاوم هذه الضغوط والتي وصفها بانها محاولة انقلاب، مؤكدا أن "حكومته باقية".

-  وكان يوم الجمعة قد شهد تظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الالاف من الأشخاص الذين رفعوا الأعلام اللبنانية وهتفوا شعارات معادية للسنيورة، وسط إجراءات أمن شديدة وانتشار كثيف للجيش اللبناني.

كما يبدو أن تظاهرة يوم الجمعة كانت شبيهة بالتظاهرة التي أجبرت حكومة عمر كرامي على الاستقالة قبل 18 شهرا.

وفي كلمته في حشد المعتصمين دعا العماد ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والحكومة الى الاستقالة "تلبية لمصالح الشعب".

وقال عون متحدثا للمتظاهرين من خلف زجاج مضاد للرصاص ان المظاهرة الواسعة تحيي العيش المشترك والوحدة الوطنية، ليس بالكلام، بل بنمط حياة اصبح اللبنانيون يعيشونه.

وأشار عون إلى أن "المعارضة تسعى اليوم الى العودة الى السلطة ليس كي يكون لها وزراء، بل للمشاركة الفعلية غير الساعية الى التعطيل بل الى المشاركة الحقيقية".

وأضاف متوجها للسنيورة "من لا يخاف من شعبه لا يحتمي وراء مدرعات الجيش والاشرطة الشائكة"، في اشارة الى التدابير الامنية التي اتخذت بمحيط القصر الحكومي اللبناني.

وقد وعدت المعارضة بانها ستقوم بعدة خطوات أخرى مفاجئة في إطار الضغط على الحكومة وحملها على الاستقالة.

- من جانبه أكد السنيورة أنه لن يُجبر على الاستقالة وتعهّد بالصمود أمام ما سمّاه "محاولة انقلاب".

ومن جهة اخرى، رد وزراء في الحكومة على ما ورد من كلام في تظاهرة الجمعة.

وقال وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان الحكومة شرعية وباقية، ولا يستطيع احد الطلب من فؤاد السنيورة الرحيل الا لحين ان يسمي المجلس النيابي رئيس حكومة جديد بعد استشارات نيابية واستشارات مع رئيس الجمهورية.

وقال فتفت إن الحكومة ليست في صدد اعلان حالة الطوارئ في البلاد لان شروط ذلك ليست متوفرة من جهة، ولان التظاهر يجري بطريقة سلمية فلا داعي لاتخاذ تدابير من هذا النوع.

ومن جهتها قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض ان الحكومة دستورية وانها لن تسقط تحت ضغط الشارع ودعت حزب الله الى العودة الى الحكومة والى الحوار لان حسب حد قولها الامور لا تحل في الشارع بل من خلال المؤسسات.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...