اللقاء الثلاثي يبحث شكل «جنيف 2» ونص الدعوات للمشاركين

05-11-2013

اللقاء الثلاثي يبحث شكل «جنيف 2» ونص الدعوات للمشاركين

تستضيف مدينة جنيف السويسرية اليوم الاجتماع الثلاثي التشاوري بشأن مؤتمر «جنيف 2»، والذي سيبحث في شكل المؤتمر والأطراف والدول التي ستوجه الدعوة إليها للمشاركة فيه ونص تلك الدعوات.
 
وتلقت دول الجوار السوري وبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن دعوة للمشاركة في جانب من اجتماع جنيف التحضيري.
جاء ذلك بعدما وفرت جامعة الدول العربية الغطاء لمشاركة «الائتلاف » المعارض في المؤتمر، بدعوة مجلسها على مستوى وزراء الخارجية بعد اجتماع عاصف، المعارضة السورية «بجميع أطرافها»، للتجاوب مع الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولي والتعجيل بتشكيل وفدها لحضوره.
ونال الائتلاف جائزة ترضية عندما أكد وزراء خارجية العرب دعمهم له و«لموقفه التفاوضي المطالب بالضمانات الدولية اللازمة لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف 2».
وأحبط وزراء الخارجية العرب محاولة السعودية إنهاء مهمة المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. وأعلنت خولة مطر المتحدثة باسم المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أن ممثلي الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة خلال لقائهم التحضيري لمؤتمر «جنيف 2»، سيبحثون نص الدعوات التي ستقدم للمشاركين في هذا المؤتمر.
وقالت مطر أمس: «نعم، ستكون هذه الوثائق على طاولة المحادثات»، إذ سيتم النظر في نصوص الدعوات باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لكل من الحكومة السورية والقوى المعارضة واللاعبين الغربيين.
وكان البندان المتعلقان بتشكيلة المعارضة التي ستشارك في المؤتمر وأي دول يجب دعوتها قد أفشلا مرتين المشاورات الثلاثية. كما سيبحث المشاركون في مشاورات جنيف موعد عقد المؤتمر وشكله.
وذكرت مطر «كما أوضح الإبراهيمي فإن بان كي مون هو من يجب أن يعلن عن تاريخ إجراء المؤتمر»، مشيرة إلى أن الائتلاف الوطني المعارض سيجتمع في 9 تشرين الثاني الجاري باسطنبول لبحث موضوع المشاركة في «جنيف 2». وأضافت: «لذلك فإنني أشك كذلك بأنه سيعلن الثلاثاء (اليوم) تاريخ (عقد المؤتمر)».
وسيمثل الأمم المتحدة في الاجتماع التحضيري الإبراهيمي، الذي أنهى مؤخراً جولة إقليمية قادته إلى القاهرة وأنقرة والدوحة وطهران ودمشق وبيروت. بينما سيمثل الجانب الروسي نائبا وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، على أن يترأس الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وسينضم إلى المشاورات الثلاثية في النصف الثاني من النهار باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومن ثم وفود من الدول المجاورة لسورية وهي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، إذ سيتم كذلك بحث الجانب الإنساني للأزمة حيث إن هناك مليوني لاجئ سوري في هذه الدول.
وحسبما نقلت صحيفة «السفير» اللبنانية فإن ناصر القدوة، مساعد الإبراهيمي، عرض في مداخلة أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله مساء أول من أمس في القاهرة، لجدول أعمال الاجتماع التحضيري الذي سيعقد في جنيف اليوم الثلاثاء. وبيّن القدوة أن الاجتماع التحضيري سيحسم جدول أعمال «جنيف 2» والدول التي ستشارك، فضلاً عن هوية الوفد المعارض، بعد أن حسمت الحكومة السورية أمر مشاركتها ومن سيمثلها. وتحدث القدوة عن وجود قرار دولي حاسم بالذهاب إلى «جنيف 2».
ووفق مداخلة القدوة، فإن «جنيف 2» سيعقد على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى جلسات عمل على مستوى وزراء الخارجية المدعوين، إضافة إلى ممثلي النظام والمعارضة في سورية. أما المرحلة الثانية، فتكون محصورة بأطراف الأزمة السورية ويترأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويشارك فيها أيضاً وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بصفتيهما يمثلان الدولتين المبادرتين إلى الدعوة للمؤتمر.
في سياق متصل، لم تخرج محصلات اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ عن المرسوم له أميركياً، على الرغم من محاولات سعودية جر المجتمعين إلى تشديد مواقفهم.
وبعد جلسة مغلقة طويلة وفي وقت متأخر من مساء الأحد أنهى وزراء الخارجية اجتماعاً عاصفاً تخللته مناقشة ثلاثة بيانات مقدمة بشأن «جنيف ٢»، الأول مقدم من السعودية وقطر والإمارات، تحفظت عليه العراق ولبنان والجزائر، والثاني مقدم من الأمانة العامة للجامعة العربية تحفظت عليه دول الخليج، أما الثالث فهو قائمة طلبات قدمها الائتلاف للعراق طالباً دعمها أمام الحكومة السورية.
وفي خطوة تشير إلى إصرار السعودية على إفشال الحل السياسي طالبت بإنهاء مهمة الإبراهيمي، وعرض مندوبها الطلب للتصويت من المجتمعين الذين أجمعوا على استمرار مهمته.
وفي نهاية الجلسة الطويلة، التي امتدت إلى بعد ساعات حظر التجول في القاهرة وبعد أن غادر الصحفيون ليأسهم من عقد مؤتمر صحفي، خرج البيان الختامي للاجتماع ليدعو «جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2» والتعجيل بتشكيل وفدها لحضور هذا المؤتمر».
وأكد الوزراء «الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري وموقفه التفاوضي المطالب بالضمانات الدولية اللازمة لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف2 وذلك بما يكفل التوصل إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وفقاً لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، والذي جرى إقراره بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لسنة 2013».
وشدد الوزراء العرب على ضرورة «تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة بما فيها السلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وذلك خلال فترة زمنية محددة وبالتوافق بين جميع الأطراف والتوصل إلى إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي أساسه المساواة في الحقوق وسيادة القانون، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم الطائفية أو العرقية أو الدينية أو اللغوية أو غير ذلك، ويتم فيه التداول على السلطة بشكل سلمي ديمقراطي وتعددي، وتشمل المرحلة الانتقالية صياغة دستور جديد للبلاد يقر عبر الاستفتاء العام بحيث تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار الدستور».
وأكد المجلس ضرورة «اعتماد نتائج مؤتمر «جنيف 2» من مجلس الأمن والعمل على تنفيذها واتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يحاول إعاقة تنفيذ بنودها».
وشدد المجلس على «ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بتوفير المناخ الملائم لمواكبة انطلاق أعمال مؤتمر «جنيف 2» وذلك عبر اتخاذ إجراءات عاجلة وهي ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سورية وبالخصوص المناطق التي تعاني من الحصار وسياسة التجويع ورفع جميع أشكال الحصار والمعوقات لإدخال مواد الإغاثة الإنسانية للمواطنين المتضررين».
كما طالب الوزراء بـ«الإفراج عن جميع المعتقلين والمحتجزين السياسيين على خلفية الأحداث الأخيرة بدءاً بالنساء والأطفال، وتبني آلية للكشف عن مصير المفقودين ووقف عمليات الاعتقال وإعادة المهجرين والنازحين إلى أماكن سكنهم، والتزام جميع الأطراف بالوقف الشامل لإطلاق النار وكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت وأياً كان مصدرها».
وعبّر المجلس عن دعمه لمهمة الإبراهيمي «وما يقوم به من جهود مع تأكيد ضرورة تضافر الجهود ومواصلة المساعي العربية والدولية لضمان عقد مؤتمر «جنيف 2» في أقرب الآجال».
وأكد المجلس «مواصلة الجهود العربية واستمرار الدور المحوري الذي تضطلع به جامعة الدول العربية في معالجة الأزمة السورية وتكثيف التشاور والتنسيق مع الأمم المتحدة والمبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي وكذلك مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية للتحضير الجيد لمؤتمر «جنيف 2» ورعايته وإنجاح أعماله».
وتشكل الدعوة العربية، إشارة واضحة إلى اجتماع الائتلاف في اسطنبول مطلع الأسبوع المقبل، للقبول بالذهاب إلى «جنيف 2»، وخاصة في ضوء قوة الدفع الأميركية- الروسية من جهة وتراجع دور بعض القوى الإقليمية المتحفظة، ولاسيما السعودية، من جهة ثانية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، للحاضرين في الجلسة المغلقة للاجتماع العربي: إن فكرة الاجتماع الوزاري ولدت بعد لقائه رئيس الائتلاف في نيويورك حيث أبلغه أن معظم أعضاء «الائتلاف» غير موافقين على «جنيف 2»، وأن الحل يكون بإصدار قرار عربي بدعوة المعارضة لقبول المشاركة.
وقال العربي إنه عندما التقى الجربا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس، اتفقا على أن يأخذ رئيس «الائتلاف» بيان القاهرة ويضعه على طاولة المشاركين في اجتماع اسطنبول نهاية الأسبوع الحالي (السبت).
وفي كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العربي، وضع الجربا شروطاً لمشاركة الائتلاف في مؤتمر «جنيف 2»، في خطوة من شأنها التسبب في مزيد من الارتباك في المحادثات المقترحة بعد أن قال الإبراهيمي إنه لن تكون هناك شروط مسبقة.
وأكد الجربا أن الائتلاف لن يحضر ما لم يكن هناك إطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد. وأضاف: إن الائتلاف لا يقبل أيضاً حضور إيران، واصفاً إياه بـ«قوة احتلال». وهناك اختلاف بين القوى العالمية حول حضور إيران. وقالت طهران إنها مستعدة للحضور وقال الإبراهيمي: إن الأمم المتحدة تفضل حضور إيران لكن ليس هناك اتفاق حول ذلك إلى الآن.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية متحدثاً قبل زيارة الوزير جون كيري للقاهرة والرياض إن الوزير سيوضح للسعوديين أن إيران لن يكون مرحباً بحضورها المحادثات السورية ما لم تقر اتفاقاً سابقاً يدعو الرئيس الأسد لترك للسلطة.
وأضاف المسؤول: «إيران لم تفعل ذلك ولن يكون ممكناً حتى بحث إمكانية مشاركتها من دون ذلك». وشدد على أن الأمر يتعلق «بمجرد التأكد من أنهم يفهمون التفاصيل التي تؤكد كم نتخذ موقفاً حازماً».
 
 من جهة أخرى تحدثت مصادر دبلوماسية عربية حضرت اجتماع وزراء الخارجية العرب مساء الأحد عن مشادات عاصفة وقعت بين وزير خارجية العراق هوشيار زيباري وبين وفد الائتلاف الوطني السوري بسبب الكلمة التي ألقاها رئيسه أحمد الجربا والإملاءات التي فرضها على الوزراء.
وذكرت المصادر أن الكلمة والإملاءات أثارت غضب زيباري، فوجه كلمات قاسية لوفد الائتلاف خلال الجلسة المغلقة للاجتماع الطارئ، مطالباً إياهم بعدم تضييع الفرصة الأخيرة لحل الأزمة في سورية سياسياً وإيقاف نزيف الدماء ودعاهم للتوحد وتشكيل وفد للمشاركة في جنيف٢.
وذكرت مصادر إعلامية أن زيباري نصح الجربا في ختام السجال بينهما «بذهاب الائتلاف إلى جنيف 2، وإلا فستخسرون كل شيء».
كما اعترض زيباري على ذكر كلمة «الاحتلال الإيراني»، التي كررها الجربا في كلمته، وعلى جلوسه أيضاً في المنصة الرئيسية إلى جانب رئيس الجلسة وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
كما شهدت الجلسة المغلقة مداخلة حادة من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور احتج فيها على اتهامات الجربا للبنان وإقحام حزب اللـه في الصراع الدائر في سورية.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن» حول ما دار بينه وبين وفد الائتلاف، أشار زيباري إلى أنه «طلب بتشدد من المعارضة السورية أن تشارك بايجابية في مؤتمر جنيف2 والمقرر عقده لحل الأزمة السورية التي طالت كثيراً مع استمرار نزيف الدم السوري إضافة إلى التداعيات الخطيرة التي تنعكس على دول الجوار السوري وخاصة العراق الذي تربطه مع سورية حدود جغرافية كبيرة إضافة إلى استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار السوري ما يشكل أوضاعاً إنسانية كبيرة تمر بها سورية العزيزة.
وقال زيباري على هامش مشاركته في الاجتماع العربي «لقد قدمت مداخلة في الاجتماع تمثلت باعتبار مؤتمر «جنيف 2» فرصة مهمة لابد من عدم إضاعتها والعمل على التمسك بها من أجل إنجاح عقد المؤتمر، وخلق الأجواء الايجابية، وتجنب وضع شروط مسبقة يمكن أن تكون معرقلة لعقد هذا المؤتمر»، موضحاً أن العراق سيساهم بفعالية كبيرة في مؤتمر «جنيف 2» كما ساهم في مؤتمر جنيف 1 وشارك في وضع البيان الختامي للمؤتمر الذي أصبح مرجعاً لجميع الأطراف في هذه المرحلة.
وأوضح أن العراق جدد تمسكه في الاجتماع الوزاري العربي بدعم الحل السياسي للأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري ومهمة المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي وكل الجهود العربية والدولية التي تصب في هذا الاتجاه.

المصدر: الوطن + وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...