الأولوية في واشنطن وإسرائيل للتكتم على أسباب الحرب على لبنان
جاءت حرب إسرائيل على لبنان بعد أن أخذ (أمراء الظلام) الأمريكيون استراحة قصيرة، ووفق المخطط، تقوم إسرائيل بالاعتداء على لبنان، على النحو الذي يفتح السبيل ويمهد الطريق من أجل توسيع نطاق الحرب، وذلك من أجل فرض كامل السيطرة على المنطقة الممتد نم الضفة الغربية وحتى سواحل بحر قزوين الذي يمثل البداية الرئيسة لآسيا الوسطى، والتي أطلق عليها الاستراتيجيون تسمية: قلب العالم، من يسيطر عليها يسيطر على العالم. وبعد اللطمة القاسية التي وجهها حزب الله لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب لبنان، ولـ(جماعة لوبي هرمجدون اللبنانية في بيروت)... أصبحت أبرز معالم المشهد السياسي في إسرائيل تشير إلى الآتي، وفقاً لأرقام استطلاعات الرأي التي قام بها معهد داهاف الإسرائيلي:
- 63% من الإسرائيليين يطالبون بإقالة رئيس الوزراء ايهود أولمرت.
- 74% من الإسرائيليين يطالبون بإقالة وزير الدفاع عامير بيريتس.
- 54% من الإسرائيليين يطالبون بإقالة رئيس هيئة الأركان الجنرال دان حالوتس.
والثلاثة يحاول كل منهم تبرير موقفه:
- ايهود اولمرت رئيس الوزراء قال بأنه نفذ توصيات وزير الدفاع عامير بيريتس.
- عامير بيريتس وزير الدفاع قال بأنه نفذ توصيات رئيس هيئة الأركان الجنرال دان حالوتس.
- الجنرال دان حالوتس قال بأنه قال لوزير الدفاع عامير بيريتس بأن حزب الله يمكن القضاء عليه بالطيران، ولا داعي للغزو البري.. وبأن وزير الدفاع هو الذي أمر الجيش بتنفيذ الغزو البري.
- قال وزير الدفاع عامير بيريتس بأن رئيس الوزراء ايهود أولمرت هو الذي أمر الغزو البري..
لم يقل أولمرت شيئاً، وظل صامتاً على طريقة (وقف حمار الشيخ في القضية).. ولكن مهما استمر صمت أولمرت، فأصل الحكاية أصبح معروفاً.. وبوضوح أكثر: لو قال أولمرت بأن الإدارة الأمريكية ممثلة في شخص جورج دبليو بوش هي التي طلبت مني القيام بذلك، فإن ذلك سوف يؤدي إلى جعل الإدارة الأمريكية في مواجهة (أمرين أحلاهما مرّ). أول الخيارين: آما أن ينفي الرئيس بوش ادعاء أولمرت، وبالتالي يحترق أولمرت من جراء أن يظهر أمام الجميع بأنه ( كذاب)، وهو أمر لن يجرؤ أي رئيس أمريكي على القيام به، لأن اللوبي الإسرائيلي بالمرصاد، ويحتفظ بكل وثائق ومستندات وصور الفضائح الخاصة بالمسؤولين الأمريكيين، وسوف يفعلون بالرئيس بوش أسوأ مما فعلته مونيكا لوينسكي بالرئيس كلينتون، خاصة وأن (هوايات) بوش وتوني بلير قد أصبحت شبه معروفة..
وثاني الخيارين: أن يقول الرئيس بوش انه فعلاً قد طلب من أولمرت ذلك، وفي هذه الحالة سوف يحترق بوش وأولمرت أيضاً، لأن بوش سوف يواجه الرأي العام الأمريكي والعالمي، والتحقيق تحت عنوان (لبنان غيت).. وأولمرت سوف لن يغفر له الإسرائيليون ذلك، لأن الغرور الصهيوني يقول بوضوح: لا يمكن لرئيس وزراء إسرائيل أولمرت أن يأتمر بأمر جورج بوش الذي ظل طوال فترة رئاسته يأتمر بأمر إسرائيل.
ولن يتوقف حريق البيت الأبيض عند جورج دبليو بوش، بل سوف يمتد ليشمل الكونغرس، (مجلس النواب ومجلس الشيوخ)، ووزارة الخارجية الأمريكية، ووكالة الأمن القومي، وبقية أجهزة الاستخبارات الأمريكية التابعة لها.. إضافة إلى أن الحريق سوف ينتقل إلى الشرق الأوسط، وذلك لأن كل المشاورات الـ(سرية) وغير المعلنة، التي كان يجريها زياد عبد النور وإليوت أبراهام مع جماعة (لوبي هرمجدون اللبناني)، سوف تكشف دورهم الخفي،والمساعدات والتوصيات التي قدموها من أجل تشجيع القيادة الأمريكية على القيام بعمل من أجل القضاء على حزب الله وحلفائه في المنطقة.
تحاول الحكومة الإسرائيلية التكتم بأقصى ما يمكن على المعلومات، ومؤخراً أوقفت إجراءات التحقيق، وأصبحت تركز على الموضوعات الأخرى، والتعنت في الأجندة مثل التفاوض حول الأسرى، وعدم رفع ا لحصار عن لبنان... وغير ذلك.. حتى ينتقل اهتمام الرأي العام إلى قضايا أخرى.
أما الإدارة الأمريكية، فعلى الفور باشرت في الملفات الأخرى مثل: الملف الإيراني، ملف دارفور.. وغيرها.
وحالياً يقول مؤشر السياسة الأمريكية: ان كل الأولوية القصوى تتمثل في ضرورة عدم إعطاء أي فرصة لذوبان الثلج، كي لا يبان المرج. وينفرط عقد " أمراء الظلام" التي أعدت تقرير "بناء الدفاعات الأمريكية"، والذي شكل المخطط التنفيذي التفصيلي لهيمنة أمريكا على العالم، على أساس اعتبارات: الهيمنة؛ الهيمنة.. وليس سوى الهيمنة، مهما كان الثمن حتى لو كان نووياً.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد