باكستاني حول أكياس البلاستيك إلى معرض للحب

06-03-2007

باكستاني حول أكياس البلاستيك إلى معرض للحب

في معرض نادر هو الأول من نوعه في باكستان -وقد يكون على مستوى العالم أيضا- وتحت عنوان "أنا أحبك" عرض الفنان خليل جشتي مجموعة من أعماله، وهي عبارة عن مجسمات بشرية مصنوعة من أكياس البلاستيك ذات اللونين الأبيض والأسود.

وباستخدام الأكياس وحدها مع مسدس حرارة ولاصق شفاف تمكن جشتي من تصميم مجسمات تحمل معاني جميلة وأليمة للحب في نفس الوقت كانت محل استقطاب الباكستانيين والأجانب المقيمين بالعاصمة إسلام آباد على مدار الأسبوعين الماضيين، وما زال أمام المعرض عدة أيام لإغلاق أبوابه أمام زواره.

جشتي تعمّد كتابة معاني المجسمات حسب تفسيره الخاص على أوراق صغيرة جدا من الصعب الالتفات إليها أو رؤيتها بسهولة وضعت على الجدران المجاورة لهذه المجسمات، وعند استفسار الجزيرة نت قال جشتي إنه يريد لزوار معرضه ألا يتأثروا بتفسيره لما تحمله مجسماته من معان وأن يترك الباب مفتوحا لتفسيرات الزوار ليرى مدى تطابق أو اختلاف وجهات النظر.

ومن المعاني التي يفسر بها جشتي مجسماته "تفاهم"، "غير معروف"، "نجاحك هو فشل لي" وهو المجسم الأغرب بالمعرض حيث يصور مجسم أمرأة تحمل عصا وتسير بحذر على خيط رفيع بمكان مرتفع فيما مجسم رجل بالأسفل يبدو أنه يحاول التقاط المرأة إذا ما سقطت.

وعند استفسار الجزيرة نت من جشتي عن المعنى، أشار إلى أن المرأة إذا نجحت في قطع مسافة الحبل ولم تسقط إلى أسفل حيث ينتظرها حبيبها فإن ذلك فشل بالنسبة له حيث يعول على سقوطها.

معظم المجسمات تتألف من شخصيتين رجل وامرأة هما بالأصل متحابان يتحاوران بطرق معبرة جدا إما إيجابية عبر الورد وتقديم الزهور وما شابه أو إخفاء كل منها مسدسا خلف ظهره بنية قتل كل منهما للآخر بالوقت المناسب، أو حبيب يحمل حبيبته المتوفاة أو غير ذلك من معان بعضها مألوف وبعضها غريب للحب الذي تعارف عليه البشر.

ويقول جشتي إنه استوحى الفكرة من موقف رأى فيه زوجته وهي تخدم أمها الصماء أثناء مرضها، أما فيما يتعلق بالمواد فقد استوحاها من رؤيته لكميات كبيرة من القمامة تحوي أكياسا بلاستيكية قرر استخدامها لتطبيق فكرة التعبير الصامت عن معاني الحب.

ويقول الفنان الباكستاني إنه متعلق جدا بفكرة الحوار ويشير إلى أن معظم مجسماته بالمعرض هي بحالة حوار صامت بين شخصين أو حوار شخص مع نفسه، وإن صناعة هذه المجسمات من البلاستيك الناعم بعيدا عن استخدام المواد الأخرى ذات الطبيعة القاسية إنما تعبر عن شخصيته.

وحول استخدام اللونين المتضادين الأبيض والأسود، يرى جشتي أن هذين اللونين يعطيان إجابة واضحة لما يريد إيصاله من أفكار ومعان.

طلاب المدارس والمثقفون وكثير من الدبلوماسيين الأجانب زاروا معرض جشتي، وانبهروا من دقة المجسمات وما تعكسه من تعابير رغم أنها مصنوعة من بلاكستيك لا يلقي كثيرون له بالا.

يُذكر أن الفنان خليل جشتي تخرج في كلية الفنون بمدينة لاهور عام 1988، ومنذ ذلك الوقت وهو يمارس عمله المفضل في نحت المجسمات بمواد مختلفة كان آخرها البلاستيك. وله معارض دولية كثيرة حيث يعيش منذ أربع سنوات بولاية كاليفورنيا الأميركية.

مهيوب خضر

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...