«حصان طروادة» لتدمير الخلايا السرطانية

24-12-2012

«حصان طروادة» لتدمير الخلايا السرطانية

أظهرت دراسة بريطانية أن أسلوب العلاج الذي أطلق عليه اسم «حصان طروادة» نجح نجاحا كاملا في علاج مرض سرطان البروستات لدى الفئران.
وأكد فريق الباحثين أن مرض السرطان اختفى بعد أن أدخلت فيروسات عدة إلى جهاز المناعة لدى الشخص المريض، حيث تسللت إلى داخل الورم.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة «أبحاث السرطان» البريطانية، إلى أن عشرات الآلاف من الفيروسات تم إطلاقها من خلال خلايا الدم البيضاء لقتل الخلايا السرطانية.
ويشكل استخدام الفيروسات لتدمير الأورام ذات النمو السريع حقلا جديدا في مجال علاج السرطان، إلا أن أحد أكبر التحديات التي تواجهه هو كيفية دفع الفيروسات لأن تنفذ عميقا إلى داخل الورم حتى تستطيع تدميره.
وقالت المشرفة على الدراسة كلير لويس من جامعة شيفلد البريطانية إن «المشكلة تكمن في اختراق الخلايا السرطانية، إذ نعاني فعليا من إمكانية توافر موجة من خلايا الدم البيضاء التي يمكنها التغلغل واختراق الورم للوصول إلى مركزه».
واستخرج فريق الباحثين خلايا جهاز المناعة من عينات الدم، التي تهاجم الأجسام الغريبة تقليديا. ومزجت هذه الخلايا بالفيروسات، مثل فيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، بعد أن نزعت القدرات الهجومية منها، وحوّلت إلى مجرد أداة مزجت بخلايا الدم البيضاء.
وحقنت الفئران المصابة بمرض السرطان بخلايا الدم البيضاء بعد يومين فقط من انتهاء مرحلة العلاج الكيميائي. وتضمنت كل خلية نوعين من الفيروسات في هذه المرحلة، التي بدأت بالتكاثر لدى وصولها إلى داخل الورم. وانفجرت الخلايا البيضاء حيث أطلقت كل واحدة منها حوالي عشرة آلاف فيروس بعد مرور حوالي 12 ساعة، حيث انتشرت في المنطقة المصابة لقتل الخلايا السرطانية.
وبعد مرور أربعين يوما، شفيت الفئران التي أعطيت فيروس «حصان طروادة» من جميع الأورام.
وأوضحت البروفيسورة في أبحاث السرطان إيما سميث أن «نقل الفيروسات عبر خلايا جهاز المناعة إلى داخل الورم، يعتبر أمراً مثيراً ويحتاج إلى المتابعة من العلماء»، مضيفة أن «هذه الدراسة تظهر إمكانية تحول العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة إلى سلاح أكثر فاعلية ضد أمراض السرطان».
من جهتها، أكدت المشرفة على فريق أبحاث سرطان البروستات في بريطانيا كاتي هومليس أن «الدراسة تؤكد أن علاج حصان طروادة نجح في خفض معدلات تفاقم أورام سرطان البروستات، ما يجعل العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة أكثر فعالية»، موضحة «إذا نجحت هذه الطريقة في تقديم العلاج للبشر، فإنها يمكن أن تحرز تقدما في إيجاد العلاجات الأفضل لسرطان البروستات لدى الرجال بما يحد من انتشاره داخل العظام».

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...