في مناطق هندية، المرأة مضطهدة برغم «ندرتها»
عندما وصلت الشابة موني بفستان زفافها إلى شمال الهند، لفت نظرها غنى هذه المنطقة بقصب السكر، إلا أن آخر ما كان يخطر ببالها أنها ستكون زوجة لزوجها وأخويه الذين لم يحالفهم الحظ بالزواج، بل عليها أن تنجب أولادا من الثلاثة.
موني، امرأة في منتصف الأربعينات، كانت قد قررت ترك المنزل بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على زواجها تحت ذريعة زيارتها للطبيب. وقالت في مركز مجتمعي في ولاية أتر برديش الشمالية إن «زوجي وأهله قالوا ان علي أن أقسم نفسي بين إخوته... كانوا يأخذونني متى شاؤوا، في الليل أو النهار. وكل مرة تمنعت بها، كنت آكل نصيبي من الضرب بما يصل إلى أيديهم... وفي بعض الأحيان كانوا يرمونني في الخارج طوال الليل أو يحرقون جسدي بالكيروسين».
ونادرا ما يتم التبليغ عن تلك الحالات للشرطة، لأن النساء قليلا ما يخرجن من المنازل وحدهن. وكثيرات هن، على غرار موني، يحترقن بشعور عار ليس لهن يد به. واليوم، بعدما أصبحت موني أما لثلاثة أولاد أنجبتهم من زوجها وأخويه لم تشتك إلى الشرطة.
واعتبر عمال المؤسسات الاجتماعية أن الاجهاض الانتقائي للفتيات منذ عقود، الذي بات من صميم هذه الثقافة، هو الذي أدى إلى انخفاض أعداد النساء في بعض المناطق الهندية، وما أدى بدوره إلى ارتفاع مظاهر الاغتصاب، والاتجار بالبشر، وبروز ظاهرة «تشارك الزوجة» بين الأخوة. ويعزو البعض سبب انتشار ظاهرة الاجهاض الانتقائي إلى نظر الأهل إلى الذكر كـ«ممتلكات» نظرا لأنه يجني المال ويحمل اسم العائلة، والأنثى كالـ«ديون» وعار للعائلة إذا قامت بعلاقات خارج إطار الزواج.
والمنطقة التي تشهد كل تلك المظاهر، والتي لا تبعد أكثر من ساعتين بالسيارة عن العاصمة نيودلهي المشهورة بأبراجها اللامعة، ومراكزها التجارية المتطورة، وحيث ترتدي الفتيات السراويل الضيقة ويركبن الدراجات النارية، ويشغلن أعلى المراكز، تبدو كأنها عالم مرمي على حدة. فنساء قرية بغبات يرتدين الحجاب، ويحتجزن في البيوت، ويمنعن من الخروج إلا برفقة أحدهم، في الوقت الذي يقضي فيه معظم الرجال وقتهم في زراعة قصب السكر، أو يتسكعون في فيء الأشجار يشربون الشاي والشيشة، ويتململون من قلة الزوجات.
وبحسب الإحصاءات الرسمية للعام 2011 تبين أن هناك 858 امرأة في مقابل كل ألف رجل في حي بغبات. وفي كل قرية، هناك على الأقل خمسة أو ستة رجال لا يجدون زوجة، وفي بعض القرى قد تجد أكثر من ثلاثة أو أربعة رجال غير متزوجين في العائلة نفسها.
(عن «دايلي مايل»)
إضافة تعليق جديد