نوى: الجيش يمهل المسلحين ساعات قبل المعركة الكبرى
خلال العملية الأخيرة للجيش السوري على مدينة نوى، جنوبي منطقة جاسم في ريف درعا، استطاعت وحداته تثبيت مواقعها داخل الأحياء الشمالية والغربية للمدينة. وخلال الاشتباكات المتقطعة، تسعى المعارضة إلى تنظيم تراجعها وتثبيت وجودها في الأحياء الوسطى والجنوبية لنوى. وفي وقت كثَّف فيه سلاح الجو ضرباته على مثلث النار نوى ــــ إنخل ــــ الشيخ مسكين، نالت نوى حصتها من القصف المروحي على تجمعات المسلحين داخل المدينة وعلى أطرافها.
كذلك استهدف القصف مقارّ عدة، تابعة لكلّ من «حركة المثنى الإسلامية» و«جبهة النصرة» في درعا البلد. وفي عمق نوى، صدّ الجيش محاولات عدة لمقاتلي المعارضة، تهدف إلى إحداث ثُغَر في الأحياء التي تقدم إليها الجيش أول من أمس، ما أدى إلى سقوط عدد من الكوادر العسكرية في «النصرة» و«الجبهة الإسلامية».
وفي ظل التقدم الحالي للجيش على المحاور الثلاثة للمحافظة، ألقت طائرات تابعة للجيش مناشير فوق أحياء نوى وجاسم فجر أمس، تقول: «ماذا حققتم من تدمير وتخريب التحصينات التي بناها الشعب والجيش لمواجهة الكيان الصهيوني وصد عدوانه عن أرضنا وشعبنا؟ ندعوكم إلى ترك السلاح والعودة إلى حضن الوطن. لا يزال لدى الشعب السوري القدرة على التسامح واستيعاب من تاه عن جادة الصواب»، ليختم المنشور: «لديكم مهلة عشر ساعات لتقرروا... إما ترك السلاح والعودة إلى حضن الوطن... وإما الذهاب إلى جهنم وبئس المصير». ويؤكد مصدر عسكري أن الجيش «بعد هذه المهلة، سيوسع من عملياته العسكرية بنحو تصاعدي، وصولاً إلى كسر أي نفوذ للميليشيات المسلحة في تلك الأحياء». ويشدد المصدر على أنّ «على المسلحين أن يدركوا أنها بالفعل الفرصة الأخيرة للنجاة، حيث لم يعد لديهم طرق أخرى للهروب، بعد أن طوق الجيش تجمعاتهم المتفرقة، التي راهنوا على عدم إمكان محاصرتها، لكثرتها وتبعثرها في أرجاء المحافظة».
إلى ذلك، قُتل قائد كتيبة «درع الحارث» نضال سليم المصري، أحد أبرز القيادات الميدانية في «حركة المثنى» خلال الاشتباكات العنيفة التي شهدها حيّ المنشية في مدينة درعا. وبحسب مصادر محلية، كان للمصري دور بارز في تنسيق جهود فصائل المعارضة في محافظة درعا. وإضافة إلى دوره البالغ في تنظيم حركة السلاح على الحدود السورية ــــ الأردنية، كان تأثيره كبيراً في تأسيس وإدارة «لواء أسود السنّة». ويذكر أنّ المصري هو الابن الرابع لشيخ السلفية الجهادية، سليم المصري، الذي كان له أثر كبير في نشر الفكر السلفي في العديد من أرجاء المحافظة، بحسب المصادر ذاتها. في سياق آخر، لم ينهِ حيّ المطار إزالة آثار المجزرة التي خلّفها سقوط قذائف هاون على أحد التجمعات الانتخابية ليل أول من أمس، حتى استكملت «كتيبة المدفعية والتفجير» التابعة لـ«حركة المثنى الإسلامية» استهدافها لحيّي التسيل والمطار ومحيط مستشفى دار الشفاء بقذائف أخرى، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المدنيين. وفي ريف دمشق، واصل الجيش عملياته في المليحة، حيث أفشلت وحداته هجوماً للمسلحين على نقاط الجيش. وفي التفاصيل، أكد مصدر في «قوات الدفاع الوطني» أن الهجوم «جاء متزامناً من ثلاثة محاور، في محاولة بائسة لاستعادة المواقع التي خسرتها المجموعات الإرهابية خلال الأيام الماضية. غير أن تحصينات الجيش وقوات الدفاع كانت أكثر جاهزية».وفي حيّ جوبر، لا يزال الجيش يحصن مواقعه في الجزء الشمالي ووسط الحي، فيما تولى سلاح الجو استهداف تجمعات مقاتلي «شهداء جوبر» في الجزء الشرقي. إلى ذلك لا يزال استهداف العاصمة بقذائف الهاون مستمراً، إذ شهدت مناطق القصاع والعباسيين والكسوة سقوطاً لقذائف عدة اقتصرت أضرارها على الماديات، فيما أدى سقوط أخرى على منطقة القيمرية، في دمشق القديمة، إلى إصابة مدني وأضرار مادية كبيرة في المكان.
أحمد حسان: الأخبار
إضافة تعليق جديد