مجزرة في درعا
تتسع دائرة المواجهات في محافظة درعا الجنوبية، ففيما يحرز الجيش تقدماً في بلدتي نوى وداعل، يسعى مسلّحو المناطق الأخرى في المحافظة إلى تخفيف الضغط عن البلدتين.
وفي وقت متأخر ليل أمس أطلق مسلحو المعارضة قذيفتي هاون على خيمة انتخابية في حيّ المطار في مدينة درعا، ما أدى إلى استشهاد 20 شخصاً، وجرح 75. وقد واصل الجيش تقدّمه في بلدة نوى من جهة أطرافها الشرقية، وقال مصدر عسكري إنّ «حجم المواد المتفجرة هائل لدى المسلّحين. هم يفخّخون كل شيء، السيارات والمباني والطرق، إلا أن ذلك لم يثن الجيش عن التقدم وإن كان يجعله بطيئاً».
في موازاة ذلك، واصل الجيش ضرب معاقل المسلّحين في بلدة داعل، شمالي مدينة درعا، فيما تستعد وحدات منه للدخول إليها «لكونها تمثّل، بالإضافة إلى بلدة الشيخ مسكين المجاورة، مدخلاً رئيسياً لمحافظة درعا من جهة العاصمة»، بحسب المصدر نفسه.
إلى ذلك، امتدت الاشتباكات إلى درعا البلد، وإلى الريف الشمالي والشرقي للمحافظة أيضاً. في المقابل، اتبع المسلّحون في معظم تلك المواجهات تكتيكاً عسكرياً يهدف إلى «إشغال الجيش عن عملياته في نوى وداعل»، بحسب مصدر ميداني. ويضيف المصدر: «لقد عملوا جاهدين على توسيع مساحة الاشتباك لتعمّ معظم أرجاء المحافظة»، إلا أن ذلك «لم يؤثّر في مجريات العملية العسكرية، فالقوات المسلّحة المخصصة لها لن تشارك في مواجهات المناطق الأخرى، التي كلّفت بها وحدات أخرى من الجيش». وقتل في الاشتباكات أمس، قائد كتيبة «درع الحارث» الملقب بـ«أبو أحمد الدرع» في حي المنشية في درعا البلد. وذكرت وكالة «سانا» أنّ وحدات من الجيش أوقعت أفراد مجموعة مسلحة كانت تجهّز تحصينات ومتاريس في المدرسة الشمالية لبلدة انخل، في ريف درعا الشمالي. ودارت اشتباكات أخرى في قريتي خربة جمرة وجدل في منطقة اللجاة في ريف درعا.
مقتل عدد من القياديين المسلحين في معارك المليحة
وفي حلب، فكّ الحصار عن سجن حلب المركزي بعد مرور أكثر من 13 شهراً. السجن الذي يقع على المدخل الشمالي لمدينة حلب، والذي يضم نحو أربعة آلاف سجين، شهد أشرس المعارك منذ أول من أمس، لتنتهي بدخول الجيش السجن. وبحسب مصادر ميدانية، شهد ليل الخميس «معارك عنيفة بين الجيش والمسلحين الذين فرّ عدد كبير منهم»، مضيفة أنّ «المعارك استمرت حتى ساعات الصباح الأولى».ولا يشكّل السجن أهمية لدى الجماعات المسلحة لناحية موقعه الاستراتيجي فقط، بل هو يضمّ أبرز المطلوبين المتطرفين. ولطالما حاول المسلّحون اقتحام السجن محاولين السيطرة عليه أو تحرير عدد من السجناء، وكان أبرزها الهجوم الذي شنّته، منذ أشهر، «جبهة النصرة» وحلفاؤها بقيادة سيف الله الشيشاني، الذي قتل دون إحراز أي خرق.
ويتيح دخول الجيش إلى السجن وفكّ الحصار عنه قطع طريق امداد رئيسي للمعارضين بين الأحياء التي يسيطرون في شمال شرق حلب والمدينة. وفي السياق، أعلن متحدث باسم الجيش أمس أنّ فك الحصار عن السجن يعني «تشديد الطوق حول الخلايا الإرهابية في شرق وشمال شرق حلب ويقطع الطريق الذي يستخدمه الإرهابيون» لوصل الضاحية الشمالية لحلب.
وعقب فك الحصار، تبادلت الجماعات المسلحة المعارضة في ما بينها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الاتهامات «بالهروب والتخلي عن السجن».
خسائر فادحة بين المسلّحين
على صعيد آخر، تتكبّد الفصائل المسلّحة خسائر فادحة يومياً في معارك الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وخصوصاً في المليحة، حيث «أسهمت سيطرة الجيش على المناطق الرئيسية للبلدة بتحسين الوضع القتالي لمصلحته بنحو كبير»، حسب مصدر ميداني. وقتل أمس رامي شاكر، الملقب بأبو يزن، أحد زعماء «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، مع عدد من مسلّحي التنظيم المذكور. وقتل أيضاً أبو أحمد العسسي من زعماء «الجيش الحر». ودارت اشتباكات أخرى في كل من جوبر ومزارع عالية في دوما، قتل إثرها العديد من المسلّحين. وفي حرستا، عثر الجيش على نفق بلغ عمقه أكثر من 10 أمتار تحت الأرض، كان يستخدمه المسلّحون في تحركهم.
ليث الخطيب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد