لماذا تعرقل إسرائيل صفقة الصواريخ الروسية إلى السعودية

04-11-2009

لماذا تعرقل إسرائيل صفقة الصواريخ الروسية إلى السعودية

الجمل: أعلنت تل أبيب معارضتها الشديدة لقيام روسيا بتزويد السعودية بمنظومة بطاريات الدفاع الجوي الروسية المتطورة من طراز إس-400. وتقول المعلومات، بأن الاعتراض لم يأتِ من وسط السياسيين، وإنما بواسطة العسكريين الإسرائيليين.
* ماذا تقول المعلومات:
سعت واشنطن إلى تشجيع عقد الصفقة السعودية-الروسية والتي تتيح لروسيا الآتي:
• الحصول على مبلغ 7 مليار دولار مقابل تزويد السعودية بمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة.
• الالتزام بالصفقة مع السعودية سوف يترتب عليه المزيد من الصفقات مع بقية دول الخليج.
وأضافت المعلومات، بأن واشنطن قد سعت لعقد صفقة السلاح السعودية-الروسية وفقاً للشروط الآتية:
• الامتناع عن تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، والتي سوف تتيح لإيران الدفاع عن منشآتها النووية والاستراتيجية الحيوية الأخرى.
• الامتناع عن تزويد خصوم إسرائيل بالقدرات العسكرية، بما يؤدي إلى تغيير معادلة الميزان العسكري الحالية في غير مصلحة إسرائيل.
هذا، وأشارت المعلومات إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية إزاء صفقة السلاح الروسية-السعودية، قد تمثلت في الآتي:
• أن يتم إلزام السعودية بعدم نشر منظومة الدفاع الجوي الروسية في مناطق شمال أو وسط السعودية، لأن وجودها في هذه المناطق سوف يترتب عليه انكشاف سرّية التحركات الجوية الإسرائيلية أمام الرادارات السعودية.
• أن تتعهد الرياض بنشر بطاريات منظومة الدفاع الجوي الروسية الجديدة حصراً في منطقة جنوب شرق المملكة العربية السعودية، بحيث يتم استخدام هذه المنظومة حصراً في رصد تحركات الجانب الإيراني.
هذا، وأضافت المعلومات، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبدى عدم الاعتراض على صفقة السلاح الروسية-السعودية، أما وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك قد وقف إلى جانب وجهة نظر الجنرال غابي أشكينازي، والتي حذَّرت من قيام السعوديين بنشر منظومة الدفاع الجوي في مناطق شمال وشمال غرب المملكة، وتحديداً في قاعدة تبوك الجوية العسكرية السعودية.
* الإدراك العسكري الإسرائيلي لمخاطر منظومة الدفاع الجوي الروسية:
يقول الخبراء الإسرائيليون بأن روسيا تمتلك منظومة الدفاع الجوي من طراز (إس-300) المتطورة، ومنظومة الدفاع الجوي من طراز (إس-400) الفائقة التطور، و أشارت المعلومات العسكرية الإسرائيلية إلى أن منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز (إس-400) تتميز بالخصائص الآتية:
- القدرة على القيام بعمليات الاعتراض الصاروخي بما يصل إلى معدل إطلاق ستة صواريخ في وقت واحد لجهة القيام باعتراض ستة أهداف مختلفة.
- القدرة على استخدام الصواريخ إصابة الأهداف المختلفة ضمن مدى 400كم.
- القدرة على استخدام الصواريخ لإصابة الطائرات، مقاتلات الشبح، صورايخ كروز والصواريخ البالستية الموجودة ضمن نطاق 400 كم.
- القدرة على اكتشاف ورصد ومتابعة حركة الطائرات ومقاتلات الشبح وصورايخ كروز والصواريخ البالستية ضمن نطاق 3500 كم.
يقول العسكريون الإسرائيليون بأن نشر السعوديين لمنظومة الدفاع الجوي الروسية في شمال أو شمال غرب السعودية، وعلى وجه الخصوص في قاعدة تبوك العسكرية السعودية سوف يتيح للسعوديين رصد ومتابعة كل التحركات الجوية الإسرائيلية، سواء حركة الطائرات أو حركة الصواريخ التي تتم في كافة أنحاء إسرائيل، وعلى وجه الخصوص التحركات الجوية الإسرائيلية التي تتم في المناطق التابعة للقيادة العسكرية الجنوبية الإسرائيلية والقيادة الوسطى الإسرائيلية.
هذا، وبرغم عدم اعتراف السياسيين الإسرائيليين الواضح على صفقة السلاح الروسية-السعودية، وبرغم حديث العسكريين الإسرائيليين عن إمكانية قيام الرياض بنشر منظومة الدفاع الجوي الروسية في مناطق جنوب السعودية، فإن الموقف الإسرائيلي الجاري يتمثل في الآتي:
• التركيز على عدم مصداقية التعامل مع السعوديين.
• حَثْ موسكو على ضرورة عدم تزويد السعودية بالأسلحة المتطورة.
يقول الإسرائيليين، بأن الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان قد سبق وأن أقام بتزويد السعودية بطائرات (إف-15) المقاتلة، واشترط عليهم عدم نشر هذه الطائرات في مناطق وسط أو شمال غرب السعودية، ولكن برغم التزام الرياض بذلك، فإن طائرات (إف-15) الأمريكية تمَّ، وبشكلٍ مباشر، نش رها في قاعدة تبوك الجوية العسكرية السعودية. وتأسيساً على ذلك، فإن سخرية القدر -كما هو واضح- تمثَّل في أن التوافق السعودي-الإسرائيلي إزاء معاداة إيران، هو توافقٌ قد سعى الإسرائيليون إلى مكافأة الرياض عليه عن طريق الآتي: عدم السماح للرياض بالحصول على منظومات الدفاع الجوي الروسية المتطورة.
هذا، وبرغم إدراك تل أبيب التام بأن السعودية لم ولن تشكل تهديداً عسكرياً لإسرائيل، فإن الإسرائيليين، وبكلّ وضوح، مازالوا أكثر رفضاً لمساعي الرياض الرامية إلى تطوير القدرات العسكرية السعودية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...