تسريبات عن التقرير الاستخباري السنوي لأمن إسرائيل
الجمل: استعراض الوقائع الحالية ومعطياتها الجارية في منطقة الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم أصبح يطرح المزيد من المؤشرات والحيثيات لجهة أن إسرائيل ستجد نفسها ضمن بيئة استراتيجية – أمنية شديدة الاضطراب ومحفوفة بالمخاطر.
* ماذا تقول سردية آخر التسريبات الإسرائيلية؟
يقول آخر وأهم التسريبات القادمة من تل أبيب أن خبراء المؤسسة العسكرية - الأمنية الإسرائيلية يقومون حالياً بوضع اللمسات الختامية على ورقة التخمين الاستخباري – الأمني السنوي الخاص بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وتقول المعلومات بأن هذه الورقة سيتم تقديمها إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال شهر كانون الأول القادم. وينظر الخبراء إلى الورقة باعتبارها تتميز بأهميتها الفائقة الحساسية لجهة الدور الذي تلعبه معطياتها في الآتي:
• تحديد الخطوط العامة لمسار توجهات مجلس الوزراء الإسرائيلي وبقية مؤسسات الدولة الإسرائيلية خلال العام القادم.
• التأثير الشديد على عملية صنع القرار الإسرائيلي.
• تشكيل الإدراك العام اللازم لدفع القرار الإسرائيلي باتجاه تبني ودعم الخيارات التي تتضمن الفرص وتتفادى المخاطر.
• رسم خارطة علاقات التعاون والصراع في المنطقة من وجهة نظر المصالح الإسرائيلية.
• رسم خارطة علاقات التعاون والصراع في الساحة الدولية من وجهة نظر المصلحة الإسرائيلية.
هذا، ونظراً لأهمية التخمين الاستخباري السنوي الإسرائيلي الجاري إعداده حالياً، فإن محتوى مضمون التخمين سيلعب دوراً رئيسياً في توجيه وإعادة توجيه الصراع السياسي الدائر حالياً في الساحة السياسية الإسرائيلية.
* أبرز التسريبات حول محتوى التخمين الاستخباري الإسرائيلي:
ستتطرق الورقة إلى العديد من القضايا والملفات ذات التأثير الجزئي والكلي على استراتيجية الأمن الإسرائيلي ويمكن الإشارة إلى هذه القضايا والملفات بحسب ما أوردته التسريبات الإسرائيلية على النحو الآتي:
أولاً: لجهة المخاطر والتهديدات تمت الإشارة إلى الآتي:
• ملف إيران: من الممكن أن تجد إسرائيل نفسها في عام 2009م وهي تواجه لوحدها إيران النووية. وقد يترتب على ظهور إيران النووية توافق أمريكي – إيراني، وتوافق عربي – إيراني، وتوافق عربي – أمريكي حول إيران.
• ملف السلطة الفلسطينية: من الممكن جداً مواجهة السلطة الفلسطينية للانهيار، وستكون أبرز تداعيات هذا الانهيار:
- اختفاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الساحة السياسية إذا تمت هزيمته في الانتخابات طالما أن فترة ولايته ستنتهي يوم 9 كانون الثاني القادم.
- تفكك وانهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي بالضرورة إلى تقويض مشروع حل الدولتين المطروح على طاولة مفاوضات السلام الحالية.
• ملف سوريا: يجب العمل من أجل الاتفاق مع سوريا وذلك برغم الثمن الباهظ الذي يتوجب على إسرائيل دفعه، لأن اتفاق السلام مع سوريا سيؤدي إلى:
- إبعاد دمشق عن الصراع.
- إفساح المجال أمام اتفاقية السلام مع لبنان.
- اصطفاف محور سوريا – إيران – حزب الله – حماس.
• ملف لبنان: سيتم إجراء الانتخابات اللبنانية في العام القادم ويجيب على إسرائيل مراعاة:
- أن لا تكون نتيجة الانتخابات بأي حال من الأحوال خصماً من مصالح إسرائيل.
- أن تحافظ إسرائيل على تطوير وتعزيز قوة ردعها لحزب الله.
- أن تعمل إسرائيل بشكل هادئ ضد تهريب السلاح إلى الحزب.
• ملف الدول العربية السنية: يتوجب على إسرائيل تقوية روابطها مع هذه البلدان مثل:
- السعودية: وهي الأكثر أهمية لجهة بناء الروابط معها وبالتالي يتوجب على إسرائيل اللجوء لشتى الأساليب لتوسيع الحوار مع السعودية وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالقضايا التي تتضمن المصالح المشتركة بين السعودية وإسرائيل.
- الأردن: يعاني الأردن حالياً من أزمة سياسية واقتصادية حادة، وإضافة لذلك تشعر عمان بأنه قد تم التخلي عنها وتقليل أهميتها وبرغم ذلك ما تزال عمان تنظر إلى إسرائيل والغرب باعتبارهما مصدر الدعم الاستراتيجي للأردن.
• ملف غزة: يتوجب استمرار الهدنة مع تشديد الضغط على حماس.
ثانياً: لجهة الإجراءات الوقائية تمت الإشارة إلى الآتي:
• ملف إيران: يتوجب على تل أبيب الموازنة بين جدوى الاعتبارات الآتية:
- دعم التحالف الدولي الساعي لفرض العقوبات الشاملة ضد إيران.
- وضع الخطط العسكرية اللازمة لقيام إسرائيل وحدها بضرب إيران.
- منع أي تقارب أمريكي – إيراني يمكن أن يترتب عليه دخول واشنطن مع طهران في صفقة وبالتالي لابد من العمل الوقائي الاستباقي لإفشال مشروع أي صفقة إيرانية – أمريكية وإجهاضها في وقت مبكر.
- منع حدوث أي تقارب بين المعتدلين العرب وإيران لأن ذلك قد يؤدي إلى الإضرار بعلاقاتهم الجيدة حالياً مع إسرائيل، وسيعرقل مخططات إسرائيل واستراتيجيتها الرامية إلى إبقاء نفوذها وسيطرتها على المعتدلين العرب وعلى وجه الخصوص السعودية ومصر والأردن.
• ملف السلطة الفلسطينية: يتوجب العمل باتجاه الآتي:
- تقوية محمود عباس عن طريق عرقلة إجراء أي انتخابات فلسطينية وتمديد ولاية محمود عباس.
- إضعاف حركة حماس عن طريق استمرار الهدنة مع إبقاء الضغوط الشديدة عليها والضغط على مصر والأردن لجهة فرض المزيد من الضغوط عليها وفي حالة انهيار الهدنة يجب استغلال المواجهة بعمل عسكري ناجح يقضي على حماس بشكل كامل، ويجب كذلك منع حماس من تقوية علاقاتها مع الأطراف الدولية.
• ملف لبنان: يتوجب العمل باتجاه الآتي:
- تأمين الدعم الكافي لفوز حلفاء وأصدقاء إسرائيل اللبنانيين في الانتخابات القادمة.
- يجب التأكد مما إذا كان دعم أصدقاء إسرائيل يصر بمصالح إسرائيل الأخرى في المنطقة، فإنه يتوجب في هذه الحالة عدم تقديم أي دعم لهم.
- مساعدة الحكومة اللبنانية الحالية عن طريق تقديم بعض التنازلات إزاء مزارع شبعا والغجر.
- عدم معارضة قيام أمريكا بتسليح الجيش اللبناني، ولكن مع مراعاة أن يكون ذلك ضمن الحد الأدنى الذي لا يهدد إسرائيل.
• ملف سوريا: يتوجب القيام بالآتي:
- الاستفادة من فرصة صعود الإدارة الديمقراطية الجديدة لتطوير المفاوضات مع سوريا طالما أن إدارة بوش التي ظلت تعارض ذلك لن تكون موجودة بعد الآن.
- الاستعداد لاحتمالات أن يتطلب اتفاق السلام مع سوريا صفقة انسحاب من مرتفعات الجولان.
• ملف المعتدلين العرب: حيث يتوجب الاحتفاظ بالعلاقات القوية مع المعتدلين العرب مع التركيز على القيام بالآتي:
- دعم الروابط مع السعودية لجهة دفعها للتقارب أكثر فأكثر مع إسرائيل.
- عدم السماح للإدارة الأمريكية بمواصلة تقديم المعونات العسكرية للمعتدلين العرب لأن ذلك سيترتب عليه تقويض أركان التفوق الإسرائيلي.
- دعم وجود النظام الأردني في السيطرة على الأوضاع الداخلية عن طريق تعزيز التعاون مع إسرائيل في المجالات الأمنية والاقتصادية ضمن مشروطية أنه كلما تعاونت الأردن أمنياً مع تل أبيب كلما تعاونت تل أبيب اقتصادياً مع عمان.
أما بالنسبة للإدارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة فقد أشارت التوصيات إلى الآتي:
• ضرورة عدم التهاون في التصدي للملف النووي الإيراني.
• على إسرائيل أن تعد خططها العسكرية لضرب القدرات النووية الإيرانية حتى إذا أدى ذلك للدخول في خلافات مع واشنطن.
• الانتباه والتركيز على التحركات الدبلوماسية السرية الجارية على خط واشنطن – طهران والعمل بشكل سريع على إجهاضها مسبقاً وعدم التردد في الدخول في خلافات مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول الموضوع اللبناني إذا كان موقف هذه الإدارة يتعارض مع الموقف الإسرائيلي لجهة إدراك أن الخطر الرئيس الذي يواجه إسرائيل هو أسلحة الدمار الشامل ولكن كذلك القدرات الصاروخية السورية والإيرانية إضافة إلى صواريخ حماس وحزب الله، وتأسيساً على ذلك يتوجب دفع الإدارة الأمريكية باتجاه العمل على نزع هذه القدرات ضماناً لأمن وتفوق إسرائيل الذي يتوجب على الإدارة الأمريكية الالتزام به.
• التنسيق والتفاهم مع الإدارة الأمريكية حول مستوى الرد الإسرائيلي المطلوب لجهة ردع استفزازات حركة حماس وحزب الله على أساس اعتبارات أن الرد العسكري الإسرائيلي يجب أن يتميز بالشدة والفعالية في القضاء على مصادر الخطر. كما أن إسرائيل يجب أن تراعي عدم التورط في حرب استنزاف جديدة وهو أمر لا يمكن الحصول على نتيجته إلا إذا كانت الضربة الأولى التي ستوجهها إسرائيل كافية للقضاء على مصدر الخطر بالشكل المطلوب مع تطبيق الإجراءات الإقليمية والدولية والمحلية التي تمنع صعود هذا الخطر مرة أخرى.
وأضافت التسريبات إلى أنه إذا استمرت التصعيدات المعادية لإسرائيل فإن عليها أن تعد العدة لمواجهة واسعة مع التقيد بمبدأ أن يتم القضاء على مصدر الخطر تماماً وفي أقصر وقت ممكن.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد