الموقف الأمريكي الجديد من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والاحتمالات المتوقعة

22-05-2011

الموقف الأمريكي الجديد من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والاحتمالات المتوقعة

الجمل: شهدت عملية سلام الشرق الأوسط الفلسطينية ـ الإسرائيلية تطوراً جديداً بسبب الموقف الرسمي الأمريكي الذي أعلنه الرئيس أوباما في خطابه الأخير، وطالب فيه بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود ما قبل حرب عام 1967م، فما هي حقيقة الموقف الأمريكي، وما هي ردود الأفعال التي برزت، وما هو تأثير الموقف الأمريكي المحتمل على سيناريو الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة؟

* مسرح الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي: التطورات الجديدة الجارية

دخل ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي مرحلة جديدة، بفعل تأثيرات العديد من تطورات الأحداث والوقائع الجارية والتي كان أبرزها:تسيبي ليفني
•     توقيع اتفاق مصالحة حركة فتح ـ حركة حماس، والذي أنهى حالات الخلاف العدائية بين الطرفين بما أفسح المجال واسعاً أمام تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
•    قيام اللاجئين الفلسطينيين بعمليات الحشد الجماهيري وتسيير المواكب ضمن فعاليات ذكرى النكبة، بما تضمن القيام بعبور الأعداد الكبيرة من اللاجئين للحدود الإسرائيلية مع لبنان وسوريا وقطاع غزة.
•    استقالة مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل على خلفية تعنت الحكومة الإسرائيلية إزاء ملف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.
•    قيام الإدارة الأمريكية رسمياً وعلى لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتحديد الموقف الأمريكي الذي طالب الإسرائيليين بقبول قيام الدولة الفلسطينية ضمن حدود ما قبل حرب 1967م.
أدت هذه الوقائع إلى دفع ملف عملية سلام الشرق الأوسط، باتجاه مرحلة نوعية جديدة، وتشير الوقائع الجارية حالياً إلى احتمالات أن تتعرض إسرائيل للمزيد من الضغوط بواسطة الأمريكيين وبواسطة الاتحاد الأوروبي. أما الطرف الفلسطيني، فمن المحتمل أن يسعى إلى القيام بتوحيد موقفه خلال الأيام القادمة استعداداً للتطورات الجارية على خطوط أطراف مثلث تل أبيب ـ واشنطن ـ بروكسل.
هذا، وتقول المعلومات والتقارير بأن العديد من الأطراف العربية والشرق أوسطية تقوم في هذه الأيام بالضغط على الفصائل الفلسطينية المتناحرة من أجل تجميد أو إنهاء خلافاتها.

* خارطة طريق التحركات الجارية: سيناريو الانقلابات الوقائية

تقول المعلومات والتسريبات، بأن كل واحد من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يقوم حالياً بالمزيد من التحركات الدبلوماسية الوقائية، على أمل أن ينجح في تحقيق الاستباق الوقائي ضد انقلاب الطرف الآخر، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
•    خارطة طريق التحركات الإسرائيلية: سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى زيارة العاصمة البريطانية لندن، والتفاهم مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وبعد ذلك بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو زيارته الجارية حالياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لعقد اللقاءات مع الرئيس الأمريكي أوباما وكبار المسؤولين الأمريكيين إضافة إلى حضور فعاليات منظمة الإيباك التي تمثل كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي الناشطة في أمريكا.
•    خارطة طريق التحركات الفلسطينية: تقول التسريبات، بأن الحراك الفلسطيني يجري حالياً ضمن عدد من المسارات، وهي المسار الفلسطيني (الداخلي) حيث تسعى حركة فتح وحركة حماس إلى التفاهم مع بقية الأطراف الفلسطينية من أجل حشد الدعم المطلوب لمواقفها، إضافة إلى وجود مسار خاص يتعلق بحوار حركة فتح ـ حركة حماس من أجل إكمال إنفاذ ترتيبات المصالحة الأخيرة.. وعلى (المسار العربي)، تقول التسريبات بأن حركة فتح وحركة حماس تكثفان الاتصالات مع بعض الأطراف العربية، وعلى وجه الخصوص مع أطراف مربع: القاهرة ـ الرياض ـ الدوحة ـ عمان. وعلى (المسار الخارجي)، تنحصر التحركات الفلسطينية بين أنقرا وموسكو، وفي هذا الخصوص نشير إلى أنه لم يعد خافياً على أحد الاتصالات الجارية حالياً بين أنقرا وحركة حماس الفلسطينية، أما بالنسبة لموسكو، فتقول المعلومات والتسريبات بأن وفداً فلسطينياً مشتركاً يجمع حركة حماس وحركة فتح سوف يقوم بزيارة العاصمة الروسية موسكو، من أجل عقد اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس، وذلك بهدف الحصول على موقف روسي مساند للموقف الفلسطيني، في اجتماعات اللجنة الرباعية وأيضاً في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سوف يتطرق لموضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية لم تسع حتى الآن لجهة القيام بأي فعاليات لجهة النظر والتنسيق وترتيب المواقف إزاء التطورات الهامة الجارية في ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، سواء بالنسبة لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو بالنسبة لبروز الموقف الرسمي الأمريكي الجديد إزاء عملية سلام الشرق الأوسط.

* الموقف الإسرائيلي: تطورات البيئة السياسية الداخلية والخارجية

برغم اهتمام الإسرائيليين الشديد خلال الأسابيع الماضية بمتابعة تطورات الحدث السوري وقبله تطورات الحدث المصري، فقد ظلت الساحة السياسية الإسرائيلية مهتمة أيضاً بالتطورات الجارية في ملف عملية سلام الشرق الأوسط، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:الرئيس الأمريكي باراك أوباما
•    تبادل الاتهامات بين رموز الأحزاب السياسية الإسرائيلية حول موقف حكومة نتانياهو إزاء المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وذلك على النحو الذي دفع شخصيات إسرائيلية مثل الجنرال إيهود باراك والجنرال بن أليعازر إلى توجيه الانتقادات العلنية محملين نتانياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان بدفع الدبلوماسية الإسرائيلية إلى مواجهة الكارثة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المحدد له شهر أيلول (سبتمبر) 2011م القادم، والذي سوف يعترف بالدولة الفلسطينية.
•    تبادل الاتهامات بين رموز الأحزاب السياسية الإسرائيلية حول الموقف الإسرائيلي المطلوب لجهة التعامل مع الموقف الأمريكي الرسمي الأخير الذي أكد على مطالبة تل أبيب بقبول مشروع إقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود ما قبل حرب عام 1967م.
تتفاوت ردود الأفعال الإسرائيلية إزاء الموقف الأمريكي، وفي هذا الخصوص  تحدثت تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما المعارض مؤكدة الوقوف إلى جانب الموقف الأمريكي، إضافة إلى انتقادها لموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أساس اعتبارات أنه سوف لن يؤدي إلا إلى الإضرار بمصالح إسرائيل الاستراتيجية. إضافة إلى مطالبة نتانياهو بالتنحي عن منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
تقول المعلومات والتسريبات، بأن الاتصالات الإسرائيلية جارية على قدم وساق مع الأطراف الأوروبية الثلاثة، (ألمانيا ـ فرنسا ـ بريطانيا) للضغط على الإدارة الأمريكية من أجل دفعها باتجاه تعديل الموقف الأمريكي الرسمي بما يتطابق مع الموقف الإسرائيلي، وفي هذا الخصوص جاءت زيارة نتانياهو إلى العاصمة البريطانية لندن، ولكن، من المتوقع أن تشهد نافذة علاقات عبر الأطلنطي تفاهماً بين واشنطن ولندن، على خلفية زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى العاصمة البريطانية لندن. وبرغم التحركات الإسرائيلية المكثفة، فإن الاحتمال ضعيف بأن تجد تل أبيب سندها القوي في أوروبا، وتجعل منه بديلاً لسندها القوي في واشنطن!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...