القرم تضبط استقلالها على التوقيت الروسي بوتين يعترف بها وأوباما يفرض عقوبات

18-03-2014

القرم تضبط استقلالها على التوقيت الروسي بوتين يعترف بها وأوباما يفرض عقوبات

إعلان الاستقلال، وطلب الانضمام إلى روسيا، وحل الوحدات العسكرية الأوكرانية والتداول بالروبل. كلها خطوات سارعت سلطات القرم إلى اتخاذها أمس، غداة الاستفتاء حول انضمام شبه الجزيرة إلى موسكو، التي اعترفت بها موسكو، في وقت لم يتأخر فيه الغرب في فرض عقوبات، طالت بعض المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين.جندي أوكراني يقف على أحد الحواجز قرب الحدود مع القرم أمس (أ ب أ)
وأمس، أعلن برلمان القرم استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا وطالب بضمها إلى روسيا. كما صوّت النواب الـ85 بالإجماع على تأميم كل أملاك أوكرانيا فيها واعتماد الروبل عملة رسمية مع الهريفنيا، وتفكيك الوحدات العسكرية الأوكرانية.
وجاء في الوثيقة التي صوّت عليها نواب القرم أن «جمهورية القرم تدعو الأمم المتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة». وتوضح الوثيقة أيضاً أن القوانين الأوكرانية لم تعد تطبق على القرم وأن سلطات كييف لم تعد تمارس في شبه الجزيرة أي سلطة.
وأوضح رئيس برلمان القرم فولوديمير قسطنطينوف أن الوحدات العسكرية الأوكرانية المنتشرة في القرم «سيتم حلها»، وأن الجنود الأوكرانيين «عليهم الرحيل».
وسارع البرلمان أيضاً، إلى اتخاذ قرار بتأميم الأسهم العائدة إلى شركة النفط الأوكرانية العامة «تشيرنومورنفتغاز»، بالإضافة إلى تأميم أسهم شركتين أخريين في القطاع نفسه هما «أوكرترانسغاز» و«فيودوسيا» في جنوبي شرق القرم.
وأعلن رئيس الوزراء سيرغي أكسيونوف أن القرم ستنتقل في 30 آذار الحالي إلى توقيت موسكو الذي يتقدم كييف بساعتين، قبل أن يستقل طائرة إلى موسكو على رأس وفد، حيث من المفترض أن يصوّت البرلمان الروسي «الدوما» على ضم القرم إلى روسيا يوم الجمعة المقبل. ووفقاً للنتائج النهائية للاستفتاء التي أعلنت صباح أمس، فقد أيدت نسبة 97 في المئة من الناخبين انضمام القرم إلى الاتحاد الفدرالي الروسي.
وقبل أن ينتظر ليلقي كلمته أمام البرلمان الروسي اليوم، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، مرسوماً يعترف رسمياً بشبه جزيرة القرم دولة مستقلة، بحسب ما أعلن الكرملين.
وقالت الرئاسة الروسية، إن موسكو قررت بعدما عبّر «شعب القرم عن إرادته في استفتاء القرم العام الذي جرى في 16 آذار 2014 الاعتراف بجمهورية القرم دولة مستقلة ذات سيادة تتمتع فيه مدينة سيباستوبول بمكانة خاصة»، وسيدخل المرسوم حيّز التنفيذ «يوم توقيعه».
ووفقاً للقانون الدولي، فإن الاعتراف بالقرم دولة مستقلة مرحلة ضرورية لانضمامها إلى روسيا، وعلى ذلك أن يتم بموجب اتفاق بين دولتين مستقلتين.
إلا أن الحليفين الأميركي والأوروبي، عاجلا إلى اتخاذ تدابير بحق عدد من المسؤولين الروس والأوكرانيين الموالين لروسيا. وقرر الاتحاد الأوروبي استهداف 21 شخصية أوكرانية وروسية، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس.
وقالت مصادر ديبلوماسية إن العقوبات التي اتُّخذت خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل أمس، تستهدف 13 مسؤولاً روسياً وثمانية أوكرانيين موالين لروسيا. (تفاصيل صفحة...)
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما فرض عقوبات على 11 مسؤولاً روسياً وأوكرانياً من بينهم الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش.
ومن بين المسؤولين الروس السبعة الكبار، نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين، ورئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، بالإضافة إلى مستشارين اثنين مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين وبرلمانيين اثنين. وفي الجانب الأوكراني، تستهدف واشنطن مسؤولين في القرم ويانوكوفيتش ومستشاراً للأخير.
وحذّر أوباما روسيا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات إضافية بسبب الوضع في أوكرانيا، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحل الديبلوماسي لا يزال ممكناً.
وقال الرئيس الأميركي إن أي «استفزازات جديدة لن تؤدي إلا إلى زيادة عزل روسيا وتراجع مكانتها في العالم»، مؤكداً أن «المجموعة الدولية ستبقى متضامنة من أجل رفض كل الانتهاكات لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها».
وأضاف أن «استمرار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى زيادة عزلة روسيا ديبلوماسياً، فيما سيعاني اقتصادها معاناة إضافية»، لافتاً في الوقت عينه إلى أنه «لا تزال هناك وسيلة لحل هذا الوضع عبر السبل الديبلوماسية، بما يتوافق مع مصالح روسيا وأوكرانيا على حد سواء».
من جهتها، قامت أوكرانيا بتعبئة جزئية لقواتها المسلحة واستدعت سفيرها في روسيا للتشاور. وصادق البرلمان في كييف على تعبئة جزئية للقوات المسلحة لمواجهة «تدخل روسيا في الشؤون الداخلية الأوكرانية».
وصادق 275 نائباً على الإجراء الذي دعا إليه الرئيس الانتقالي أوليكسندر تورتشينوف بعدما اعتبر الاستفتاء «مهزلة كبرى». كما وافق النواب على منح قرابة 6.9 ملايين هريفنيا إضافية (530 ألف يورو) تقريباً لضمان جهوزية القوات المسلحة.
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو إنها تشعر بالحزن لسكان القرم «ضحايا لامبالاتهم وسذاجتهم». وتوقعت تيموشينكو، على موقع حزبها على الانترنت، أن «النظام الروسي سيثبت لهم سريعاً أن ليلة قطبية قد تحدث حتى في المناطق» المشمسة من شبه الجزيرة.
وفي موسكو، رحّب الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشيف بنتيجة استفتاء القرم، مندداً بفكرة الغربيين فرض عقوبات على مسؤولين روس وأوكرانيين.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن غورباتشيف قوله إنه «إذا كانت القرم في فترة ما متحدة مع أوكرانيا بحسب القوانين السوفياتية... من دون السؤال عن رأي الشعب، فإن هذا الشعب قرر اليوم تصحيح ذلك الخطأ، يجب الترحيب بذلك وليس إعلان عقوبات».
وأضاف أن «فرض عقوبات يقتضي أسباباً جدية جداً ويجب أن تكون مدعومة من الأمم المتحدة». ورأى أن «التعبير عن إرادة شعب القرم وانضمامه إلى الاتحاد الروسي كمنطقة ليس سبباً كافياً».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...