العامل السوري في الصراع العراقي ـ العراقي وزيارة بايدن المفاجئة لبغداد

27-12-2011

العامل السوري في الصراع العراقي ـ العراقي وزيارة بايدن المفاجئة لبغداد

Image
11

الجمل: كشفت التسريبات العراقية عن وصول نائب الرئيس الأمريكي السيناتور جو بايدن بشكل مفاجئ وغير معلن إلى العاصمة العراقية بغداد، فما هي حقيقة وصول بايدن المفاجئ إلى العراق، وإلى أي مدى يمكن الحديث عن جدوى ومصداقية الضغوط الأمريكية على بغداد في مرحلة ما بعد خروج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق؟

* السيناتور جو بايدن في بغداد: توصيف المعلومات الجارية
تقول المعلومات بأن التوترات السياسية العراقية الداخلية، إضافة إلى مواقف السياسة الخارجية العراقية الداعمة لدمشق، وتزايد روابط بغداد ـ طهران، أصبحت تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لدوائر صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص جاءت زيارة السيناتور جو بايدن المفاجئة لبغداد من أجل الآتي:
•    الضغط على بغداد لجهة التقارب مع مواقف محور الرياض ـ الدوحة المرتبط بواشنطن والمعادي لدمشق وطهران وحركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
•    الضغط على بغداد لجهة التراجع عن ملف الإجراءات القانونية الصادرة بحق الزعيم السني العراقي طارق الهاشمي (نائب الرئيس العراقي) والإجراءات السياسية الصادرة بحق الزعيم السني العراقي صالح المطلك (نائب رئيس الوزراء العراقي).
•     الضغط على بغداد لجهة تصفية خلافاتها مع تكتل القائمة العراقية الذي يتزعمه السياسي العراقي إياد علاوي الحليف لدول مجلس التعاون الخليجي.
•    الضغط على بغداد لجهة التعاون مع أنقرا من أجل تمرير تدفقات التجارة التركية عبر الأراضي العراقية، كبديل للممر السوري الذي أصبح مغلقاً أمام تدفقات التجارة التركية.
لم تتضح بعد طبيعة ردود أفعال بغداد إزاء ضغوط السيناتور بايدن، ولكن من المتوقع أن يجد السيناتور بايدن صعوبة كبيرة إزاء التوصل لصفقة كاملة حول هذه الملفات.

* المواجهات الدبلوماسية في المسرح العراقي: إلى أين؟
سعت واشنطن خلال سنوات الاحتلال العسكري الأمريكي التسعة للعراق، لجهة ضبط الدور الإقليمي العراقي بقوة الحديد والنار، والآن، وعلى خلفية انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، وعودة استقلال القرار السياسي العراقي، برزت أزمة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العراقية المكبوتة، وفي هذا الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن هذه الملفات أعادت إنتاج نفسها ضمن السياقات الشرق أوسطية الجديدة.
•    تأثير العامل السعودي  ـ الخليجي: أصبح التأثير ضعيفاً، وذلك بسبب الدعم السعودي ـ الخليجي لأمريكا خلال السنوات الماضية، إضافة إلى دور الشرائح الاجتماعية العراقية المرتبطة بالسعودية، وحالياً، تنظر الأغلبية العظمى من العراقيين إلى دول مجلس التعاون الخليجي باعتباره الشريك لأمريكا في جريمة احتلال العراق بالقوة العسكرية.السيناتور الأمريكي جو بايدن
•    تأثير العامل التركي: نظر الرأي العام العراقي والسوري والشرق أوسطي باحترام وتقدير بالغ لرفض أنقرا المشاركة في العمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق، وأيضاً رفض أنقرا الوقوف إلى جانب التوجهات الإسرائيلية العدوانية، إضافة إلى رفض أنقرا لمشروع فصل إقليم كردستان العراق وإقامة الدولة الكردية المستقلة، إضافة إلى نوايا أنقرا الساعية لجهة إدماج تركيا ضمن بيئتها الشرق أوسطية، ولكن، لاحقاً على خلفية سعي أنقرا لجهة إدماج نفسها ضمن ملف محور الرياض ـ الدوحة، والتعاون مع واشنطن وحلف الناتو في حرب ليبيا، إضافة إلى محاولات الضغط على بغداد واستهداف دمشق، فقد تدهورت قوة أنقرا الرمزية بشكل مريع في منطقة الشرق الأوسط، بما أدى إلى إثارة الشكوك حول مدى مصداقية توجهات أنقرا إزاء التخلص من ملف التبعية التركية لمحور واشنطن ـ تل أبيب. وتزايدت هذه الشكوك إلى مستوى اليقين عندما أقدمت أنقرا لجهة القبول بنشر بطاريات الدرع الصاروخي الأمريكي، والذي ظلت أنقرا تفاخر لفترة طويلة بمزاعم رفضه. وحالياً فقد تدنى تأثير أنقرا على بغداد إلى حدوده الدنيا.
•    تأثير العامل الإيراني: سعت طهران منذ البداية، وبشكل واضح لا لبس فيه لجهة مطالبة واشنطن بسحب قواتها وإنهاء احتلال العراق بالقوة، وذلك على أساس اعتبارات أن القيام بذلك هو مفتاح الحل الرئيسي لكل مشاكل العراق وأزمات المنطقة، وبفعل استمرار تأكيد طهران على مواقفها، فقد استطاعت أن تصبح الرابح الرئيسي لعلاقات الصداقة والتعاون مع العراقيين، باستثناء الأطراف العراقية المرتبطة بواشنطن، ودول مجلس التعاون الخليجي، وحالياً تتمتع طهران بدعم ومساندة ما لا يقل عن 70% من دعم الرأي العام العراقي.
بالنسبة لتأثير العامل السوري، فمن الواضح أن بغداد تدرك بشكل واضح مدى أهمية دور محور بغداد ـ دمشق ـ طهران في دعم وإسناد استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأيضاً منطقة الخليج العربي وتركيا، وذلك على أساس اعتبارات أن التدهور الإقليمي سوف تنتقل عدواه بأسرع ما يمكن نحو منطقة الخليج العربي، ومنطقة جنوب شرق تركيا، وفي هذا الخصوص فقد برزت العديد من المؤشرات المبكرة الدالة على ذلك، ومن أبرزها تزايد خسائر الميزان التجاري التركي، وتزايد ضغوط الجماعات المعارضة في شرق المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي، فهل يا ترى سوف يستطيع السيناتور جو بايدن إعادة السفينة العراقية إلى بحر النفوذ الأمريكي بعد أن وصلت بغداد إلى شط الأمان. أم لا؟

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

كأنكم نسيتم انه صاحب مشروع تقسيم العراق!!!!!! يعني جاء ليصلح الحال ولا ليزيد الطين بلَه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...