اكتشاف جزيء الذاكرة وإنزيم ضروري للحكومة
اكتشف علماء من المركز الطبي لجامعة ولاية نيويورك آلية جزيئية تحافظ على الذاكرة في الدماغ.
وأظهر الباحثون أن تثبيط هذا الجزيء يؤدي إلى محو محتويات الذاكرة الطويلة المدى، كما يمكن محو قرص الحاسوب.
بيد أن محو محتويات الذاكرة في الدماغ لا يمنع من إعادة ملء الذاكرة، بشكل يشابه إعادة استخدام قرص حاسوب بعد إلغاء محتوياته. وقد يكون لهذا الاكتشاف في المستقبل تطبيقات في علاج الألم المزمن، واضطراب إجهاد ما بعد الصدمة، وفقد الذاكرة وغيرها.
ورد ذلك في تقرير لفريق البحث نشر مؤخرا بمجلة سيانس العلمية، وأصدر المركز خلاصة للاكتشاف أتاحتها شبكة يوبانت.
ذكر الباحثون أن جزيئا إنزيميا يدعى بروتين "PKMzeta" يحافظ على محتويات الذاكرة الطويلة المدى من خلال التدعيم المستمر للوصلات المشبكية بين الخلايا العصبية. يتوازى ذلك مع آلية تخزين المعلومات رقميا كأصفار أو آحاد في القرص الصلب للحاسوب.
ومن خلال تثبيط هذا الإنزيم تمكن العلماء من محو محتوى الذاكرة بعد تخزينه بيوم واحد أو حتى بشهر واحد. هذه الوظيفة الخاصة بتخزين الذاكرة مرتبطة تحديدا بـ"PKMzeta"، لأن تثبيط الجزيئات الأخرى ذات الصلة لم يعطل الذاكرة.
يؤمل أن تفيد هذه النتائج في علاج الاضطرابات المتسمة بفرط التدعيم الباثولوجي للوصلات المشبكية، مثل ألم الاعتلال العصبي، ومتلازمة الطرف الشبحي، وخلل التوتر، وإجهاد ما بعد الصدمة.
وعلى العكس، قد يساعد التعرف على الآلية الجزيئية الأساسية لتخزين الذاكرة في تركيز الجهود على تطوير وسائل علاجية تعزز مثابرة وبقاء الذاكرة وتحول دون فقدها. وفي وقت سابق من هذا العام، وجد علماء جامعة نيويورك أن بروتين "PKMzeta" هو وثيق الصلة بتعقيدات مرض الزهايمر، خاصة فيما يتعلق بتعطيل وظيفة تخزين الذاكرة.
وفي سياق متصل، أعلن باحثون من المركز الطبي لجامعة كولومبيا قبل أيام -في دراسة طبية جديدة منشورة في النسخة الإلكترونية من مجلة "الخلية"- عن نجاحهم في استعادة الذاكرة الاعتيادية والوظيفة المشبكية لفئران تعاني من مرض الزهايمر.
وكان فريق بحث جامعة كولومبيا قد تعرف على إنزيم ضروري للإدراك الطبيعي، لكنه معطوب لدى فئران تستخدم كنموذج للإصابة بالزهايمر. واكتشف الباحثون أن الفئران استعادت قدرتها على تكوين محتويات ذاكرة جديدة عندما تم تعزيز وظيفة الإنزيم.
تشير الدراسة إلى أن تعزيز وظيفة هذا الإنزيم المعروف بـ"Uch-L1" قد تتيح إستراتيجية واعدة لمكافحة الزهايمر، وربما تؤدي إلى ارتداد تأثيراته السلبية.
مازن النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد