إعادة إنتاج حركة طالبان وآليات الاستنساخ الأصولي

20-06-2009

إعادة إنتاج حركة طالبان وآليات الاستنساخ الأصولي

الجمل: سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى غزو واحتلال أفغانستان ثم فرض السيطرة الكاملة عليها عن طريق باكستان ولكن لم يستتب الأمر لأمريكا في أفغانستان وحسب وإنما أصبحت الساحة الباكستانية مسرحاً حقيقياً للرمال المتحركة الأصولية الإسلامية.
* إعادة إنتاج حركة طالبان وآليات الاستنساخ الأصولي:
تقول المعلومات أن حركة طالبان الأفغانية التي تجد المساندة بواسطة قبائل الباشتون الأفغانية قد نجحت في بناء حركة طالبان الباكستانية التي أصبحت تجد حالياً المساندة بواسطة قبائل الباشتون الباكستانية وعلى هذه الخلفية سعت الولايات المتحدة إلى تنفيذ مخطط يهدف إلى استخدام قبائل البنجاب الباكستانية في القتال ضد قبائل الباشتون. وتقول التحليلات أن هذا الأسلوب هو محاولة أمريكية لتعميم نموذج حركات الصحوة العراقية التي نجحت أمريكا في إنشائه في العراق بقيادة الزعيم السني المغدور أبو ريشة، ولكن ما إن بدأت أمريكا الخطوات الأولى لتنفيذ مخطط إشعال الصراع الباشتوني البنجابي داخل باكستان حتى ظهرت المفاجأة التي أصبحت تهدد حالياً بكسر ظهر محور واشنطن – إسلام آباد والمفاجأة هي ظهور حركة طالبان البنجابية.
كان ظهور هذه الحركة صاعقاً للأوساط الأمريكية المعنية بتخطيط الحرب ضد الإرهاب في شبه القارة الهندية وتحديداً عمليات مكافحة الحركات المسلحة الباكستانية وكان خبير جماعة المحافظين الجدد فريدريك كاغان من أبرز الذين حاولوا تحليل ظاهرة نشوء حركة طالبان البنجابية ضمن دراسة تحليلية نشرها الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد المسعى الأمريكي.
* نقل المعركة من وادي سوات إلى وزيرستان:
تشير المعلومات الميدانية الجارية في مسرح الحرب الباكستانية إلى أن حركة طالبان الباكستانية قد أعدت العدة لاستدراج القوات الباكستانية إلى معركة جديدة في وزيرستان ويمكن الإشارة إلى خصائص المسرح في وزيرستان على النحو الآتي:
• تقع وزيرستان في شمال غرب باكستان.
• تبلغ مساحة وزيرستان حوالي 11585 كيلو متراً.
• تنقسم وزيرستان إدارياً إلى: وزيرستان الجنوبية، ووزيرستان الشمالية.
هذا، وتشير المعلومات إلى أن منطقة وزيرستان برغم تمتعها بحق الحكم الذاتي ضمن مناطق القبائل الباكستانية السبعة الممتدة على طول خط الحدود الباكستانية – الأفغانية فإن منطقة وزيرستان كانت مسرحاً للعديد من المواجهات المسلحة الدامية مع القوات الباكستانية منذ أيام نظام الجنرال الباكستاني الأصل ضياء الحق.
إضافة لذلك، تقول المعلومات أن حركة طالبان الباكستانية أصبحت تسيطر بالكامل على منطقة وزيرستان ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
• وزيرستان الجنوبية: تخضع لسيطرة الملا بيت الله محسود الذي يتولى منصب أمير حركة طالبان الباكستانية.
• وزيرستان الجنوبية: تخضع لسيطرة الملا حافظ غول باهادور الذي يتولى منصب نائب الأمير.
اندلاع الصراع بين القوات الباكستانية وحركة طالبان الباكستانية في وزيرستان ما زال محل خلاف بين القادة العسكريين والسياسيين الباكستانيين فمن جهة يحاول حلفاء الولايات المتحدة الدفع باتجاه الاستفادة من نجاح القوات الباكستانية في استعادة منطقة وادي سوات باتجاه إعطاء قوة زخم أكبر باتجاه تنفيذ المزيد من عمليات التعقب الساخن لحركة طالبان الباكستانية.
من الجهة الأخرى يحاول البعض الدفع باتجاه عدم التورط في المزيد من العمليات العسكرية ضد طالبان الباكستانية لأن ظهور طالبان البنجابية سيدفع إلى المزيد من التدهور واستنزاف القدرات العسكرية الباكستانية إضافة إلى توريط باكستان في نزاعات ممتدة يمكن أن تحول باكستان إلى مستنقع لتنازع الأصوليات الإسلامية الذي سوف لن ينتهي قريباً.
* هل من امتدادات جديدة لحركة طالبان؟
تشير المعلومات والتسريبات إلى وجود امتداد جديد لحركة طالبان هو حركة طالبان البنغلاديشية التي برغم أنها تحمل اسم الحزب القومي البنغلاديشي فقد لاحظ الخبراء لجهة المطابقة بينها وبين طالبان الأفغانية والباكستانية ما يلي:
• اعتماد الخصائص نفسها المذهبية الطالبانية.
• تنفيذ المزيد من عمليات القتل والتطهير العرقي ضد الهندوس البنغلاديشيين.
• تنفيذ المزيد من عمليات القتل والتطهير العرقي ضد البوذيين البنغلاديشيين.
إضافة لذلك، تقول التسريبات أن الحزب القومي البنغلاديشي أصبح يسعى حالياً لفرض الجزية على الهندوس والبوذيين إضافة إلى إلزام السكان المسلمين بالزكاة ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد راح هذا الحزب يشدد الضغوط لجهة حظر عمل المرأة وتحريم التصوير والرسم والنحت والفنون الأخرى إضافة إلى قتل أصحاب محلات الحلاقة وتصفيف الشعر والكوافير. وتقول المعلومات أن عناصر هذا الحزب يقومون بتهديد أولياء أمور الطلاب وأرباب الأسر من أجل إرسال أبنائهم لتلقي التعليم في المدارس الديونبدية التي تدرس المنهج الطالباني بدلاً عن إرسالهم إلى المدارس الحكومية والخاصة وتقول المعلومات بأن عناصر طالبان البنغلاديشية يقومون حالياً بإعداد المزيد من عمليات التصنيف الاجتماعي القائم على أساس اعتبارات الفرز الإثنو-طائفي في أوساط المسلمين والعمل على إرغام أنصار الطوائف الأخرى على التخلي عن انتماءاتهم والالتزام بالإسلام على المذهبية الطالبانية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...