لـيـبـيـا تـحــت وصــايــة تحــالــف دولــي جــديــد

27-10-2011

لـيـبـيـا تـحــت وصــايــة تحــالــف دولــي جــديــد

اعلن في الدوحة امس عن تحالف دولي جديد منبثق عن الحلف الأطلسي يضم 13 دولة بينها اميركا وفرنسا وبريطانيا وقطر، شكل على هامش اجتماع «اصدقاء ليبيا» العرب والاجانب في العاصمة القطرية لمتابعة العمليات العسكرية الاطلسية، التي طالب المجلس الانتقالي الليبي بتمديدها حتى نهاية العام الحالي على الأقل.
في هذا الوقت كشف رئيس الأركان القطري عن أن مئات الجنود القطريين شاركوا في المعارك على الأراضي الليبية إلى جانب الثوار، خصوصاً في اطار تحديد الأهداف وتنسيق الاتصالات مع الحلف الأطلسي، فيما قال الرئيس السوداني عمر البشير إن جزءاً من تسليح قوات الثوار التي دخلت طرابلس كان سودانياً. ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد وعبد الجليل يتوسطان قادة عسكريين خلال مؤتمر «أصدقاء ليبيا» في الدوحة أمس (أ ف ب)
وخلال اجتماع عقد في الدوحة لـ«لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا»، والذي شاركت فيه القيادات العسكرية للحلف الأطلسي، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل «نحن نطمح بأن يستمر (الناتو) في حملته حتى نهاية العام على الأقل خدمة لنا ولدول الجوار ولدول الجنوب».
وقال عبد الجليل إن الهدف من هذا التمديد للمهمة الأطلسية «ضمان عدم تسرب الأسلحة إلى تلك الدول، وضمان أمن وأمان الليبيين من بعض فلول القذافي الذين فروا إلى دول الجوار»، بالإضافة إلى «تطوير المنظومة الدفاعية والأمنية الليبية».

ووجه عبد الجليل الشكر إلى الحلف الأطلسي، قائلاً إنه لولا تدخله لما تمكن الثوار من الانتصار على نظام القذافي. كما أشار إلى دور رئيس قامت به قطر في إدارة المعركة مع النظام.
وقال «نحن مدينون للمجتمع الدولي بالشيء الكثير من خلال ذلك القرار الشهير الذي اتخذ لحماية المدنيين في ليبيا، واتخاذ الوسائل اللازمة لهذا الغرض، وأوكل هذا الأمر إلى الناتو، وانضم إليه الكثيرون من الأشقاء والأصدقاء وشكلوا خير معين لقوانا على الأرض... ونحن نقول، بعد الله سبحانه، ما كان لثوارنا ان يحققوا هذا النصر على الأرض لولا المساعدة الكثيرة التي قدمها الحلف ... لقد حمى المدنيين من بطش القذافي وأعوانه ومرتزقته».
وعن دور قطر، التي كانت أول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، قال عبد الجليل إنها «كانت شريكاً أساسياً في كل المعارك التي خضناها، شريكا أساسيا وفاعلا أصيلا»، مشيرا إلى ان القطريين كان «يديرون المعركة من الناحية الإستراتيجية» حتى دخول الثوار إلى طرابلس.

من جهته، أعلن رئيس الأركان القطري اللواء حمد بن علي العطية ان تحالفا دوليا جديدا منبثقا من الحلف الأطلسي وتقوده قطر سيتابع العمليات في ليبيا، خصوصا في مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح، بعد انتهاء مهمة حلف الأطلسي.
وأوضح أن التحالف الجديد، الذي يضم 13 دولة على الأقل بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وعقد اجتماعه الأول أمس في الدوحة، شكل تحت مسمى «لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا» التي سيكون عملها على الأراضي الليبية، ولكن من دون إرسال قوات للمشاركة في حفظ الأمن.
وأكد العطية أن المجموعة هي «حلف جديد يضم من يريد ان يكون في هذا التحالف لمساندة ليبيا في المرحلة المقبلة».
وحول أسباب تشكيل هذا التحالف الجديد، قال العطية ان «الكل اجمع على تشكيل تحالف جديد لان حلف الناتو كان سينتهي دوره، وبما ان العمليات يمكن ان تستمر، طرحت هذه الفكرة وطرح ان يكون لقطر القيادة في هذا الحلف». كما أشار إلى ان قطر ستكون «مسؤولة عن التنسيق في هذا الحلف».
وسيشمل عمل هذا الحلف بحسب العطية «عملية التدريب والتنظيم وبناء المؤسسات العسكرية الليبية وجمع الأسلحة وإدخال الثوار في هذه المنظومة». وأشار إلى أن «هذه العملية ستكون على الأرض الليبية... وهناك غرفة عمليات جاهزة تضم أطياف الحلف في طرابلس وقد جهزتها قطر».
ومن جهة أخرى، كشف العطية عن ان مئات الجنود القطريين شاركوا على الأراضي الليبية في العمليات إلى جانب الثوار، وتركز دورهم خصوصا على التنسيق بين الحلف الأطلسي والثوار. وأوضح أن «قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم مدنيون وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية. لقد كنا نحن علاقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو... كنا متواجدين بينهم وكان عدد القطريين على الأرض بالمئات في كل منطقة»، مشيراً إلى أنهم كانوا «يديرون عمليات التدريب» إضافة إلى «توجيه الثوار وتحديد الأهداف».

وأرجأ حلف شمال الأطلسي، حتى يوم غد، قراره الرسمي حول إنهاء مهمته في ليبيا بهدف القيام بمشاورات جديدة مع الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي.
وأوضحت متحدثة باسم الحلف أن الأمين العام اندرس فوغ راسموسين سيواصل حتى «التشاور مع الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي» بهدف اتخاذ القرار المناسب بشأن العملية.
وكانت عملية «الحامي الموحّد» أطلقت على أساس القرارين 1970 و1973 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي واللذين فرضا حظراً جوياً فوق ليبيا، وعقوبات على نظام العقيد معمر القذافي السابق، وسمحا بإجراءات لحماية المدنيين.
وقال نائب المندوب الليبي الدائم لدى الأمم المتحدة ابراهيم الدباشي إن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد يطلب رسميا من مجلس الامن الدولي تمديد المهمة العسكرية في ليبيا.
وقال الدباشي أمام مجلس الأمن إنه نظراً لأنه لم يتم تفعيل القوات الجوية الليبية، فان المجلس الوطني الانتقالي قد يطلب تمديد المهمة العسكرية في ليبيا.
ويعكف مجلس الأمن الدولي على وضع قرار ينهي منطقة حظر الطيران فوق ليبيا. وقال دبلوماسيون في نيويورك إنهم يعملون على أساس ان المهمة العسكرية تنتهي في 31 تشرين الأول الحالي، فيما قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إن تمديد المهمة بعد 31 تشرين الأول سيكون «غير واقعي».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن العملية العسكرية للحلف الأطلسي في ليبيا «انتهت الآن» مضيفا ان فرنسا وشركاءها في الأطلسي يدرسون «طريقة أخرى لمواكبة العملية الانتقالية» في ليبيا.
وأضاف «نعتقد في أي حال ان علينا التغيير. وصلنا إلى مرحلة جديدة. الالتزام العسكري الذي حقق الأهداف التي وضعناها انتهى الآن. هل هناك طريقة أخرى لمواكبة المجلس الوطني الانتقالي في هذه المرحلة التي ما زالت انتقالية؟ سننظر في الأمر».

في هذا الوقت، ذكر المسؤول العسكري في المجلس الانتقالي الليبي عبد المجيد مليقطة أن سيف الإسلام القذافي ورئيس جهاز الاستخبارات في نظام القذافي عرضا تسليم نفسيهما للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
لكن المحكمة أوضحت أن ليس لديها ما يؤكد هذه المعلومات. وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله «ليس لدينا تأكيد بهذا الشأن الآن. نحاول الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي للحصول على مزيد من المعلومات».
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في حزيران الماضي مذكرات باعتقال معمر القذافي وسيف الإسلام والسنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعد.

وفي الخرطوم، قال الرئيس السوداني عمر البشير إن السودان قدم دعماً لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي في قتالهم ضد قوات القذافي. وأوضح أن «القوات التي دخلت طرابلس كان جزء من تسليحها سودانياً مئة في المئة».
وأضاف إن «دعم الشعب السوداني سواء كان الإنساني ام عبر السلاح، وصل إلى كل الثوار الليبيين في مصراتة والجبل الغربي والزاوية وكل مكان في ليبيا».
في هذا الوقت، قال مسؤول ليبي إن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سيقوم بزيارة لليبيا قريباً يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي.

أسرة القذافي تعتزم مقاضاة الناتو أمام المحكمة الجنائية الدولية
تعتزم أسرة العقيد الليبي معمر القذافي رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية تتهم فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بارتكاب «جريمة حرب» بسبب مقتله.
وقال محامي أسرة القذافي مارسيل سيسالدي، في مقابلة مع قناة «أوروبا 1»، إن «مروحيات الناتو هي التي أطلقت النار على قافلته. ولم تشكل تلك القافلة أي خطر على السكان (المدنيين). بالتالي فهو قتل مخطط له من قبل الناتو».
وأضاف أنه «بينما لم تقتل الضربات الجوية القذافي إلا أنها أصابت الزعيم السابق الذي أجهزت عليه قوات المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق».
وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل عن تشكيل لجنة تحقيق بشأن مقتل القذافي في أعقاب دعوات من قبل الامم المتحدة وعدد من الدول الغربية إلى إجراء تحقيق.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...