عنان يعمل على إفشال خطته واجتماع الوزراء العرب اليوم وتلويح بـ«البند السابع»

26-04-2012

عنان يعمل على إفشال خطته واجتماع الوزراء العرب اليوم وتلويح بـ«البند السابع»

تزايدت الدعوات الدولية، أمس، للإسراع بنشر المراقبين الدوليين الـ300 في سوريا، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أن نشر أول مئة منهم يستلزم شهرا، فيما تجددت التهديدات لدمشق باحتمال استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع الذي يجيز استخدام القوة على الرغم من تأكيد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان ان العنف تراجع بشكل كبير مع بدء انتشار المراقبين.
وتأتي هذه التطورات على الصعيد الدولي مع استمرار الوضع الامني المتوتر في سوريا، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم لبحث التطورات في سوريا ومهمة انان، والتي كررت دمشق تمسكها بها، محملة «المجموعات الإرهابية» مسؤولية تصاعد أعمال العنف من اجل إحباطها.
وبرزت أمس قضية جنسية المراقبين الدوليين، حيث ترفض دمشق مشاركة دول منضوية في إطار «مجموعة أصدقاء سوريا» في البعثة، وهو حق ترفضه واشنطن وباريس. وأعلن المسؤول في الفريق الدولي المكلف مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا نيراج سينغ إن مراقبين اثنين استقرا في حماه. وقال «لدينا الآن مراقبان في حمص ومراقبان في حماه يقومون بمهامهم في تلك المناطق، ولدينا فريق يقوم أيضا بجولات ميدانية من دمشق». ووصل أربعة مراقبين ليلا إلى سوريا ليصل عدد الفريق الى 15، فيما ينتظر وصول عدد إضافي اليوم. وزار وفد من المراقبين دوما وحمص القديمة.

ودعا انان، مجلس الأمن، إلى نشر «سريع» لـ300 مراقب تابعين للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن العنف تراجع كثيرا مع وصول طليعة المراقبين، لكن مسؤولا في المنظمة الدولية قال إن نشر أول مئة من هؤلاء سيستغرق شهرا على الأقل.
وقال انان، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن الرئيس السوري بشار الأسد لم ينفذ حتى الآن وعده بوقف العنف، مؤكدا أن الوضع «خطير وغير مقبول».
ونقل دبلوماسيون عن انان، الذي كان يتكلم عبر الفيديو من جنيف، تأكيده أن «الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا أمر حاسم، وإن كان أي حل لا يخلو من المخاطر». وأضاف «نحتاج إلى أن تكون لدينا عيون وآذان على الأرض قادرة على التحرك بحرية وسريعا». وأشار إلى «تراجع العنف بشكل كبير» بعد وصول «عدد ضئيل» من المراقبين إلى حمص. وتابع أن مهمة بعثة المراقبين الذين سينتشرون لمدة ثلاثة أشهر في البدء «لن تكون لأجل غير محدود».
وأوضح انان انه تلقى في 21 نيسان الحالي رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم يعلن فيها أن السلطات سحبت كل قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن السورية ولكنه طلب إيضاحات من دمشق حول هذا الانسحاب. وأشار إلى انه في حال تأكد هذا الانسحاب فسيكون أمرا «مشجعا»، مضيفا مع ذلك أن «الوعود الوحيدة التي يؤخذ بها هي التي يتم احترامها».
وأعلن رئيس إدارة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسو إن انتشار مئة من أفراد البعثة البالغ عددهم 300 سيحتاج إلى شهر.
وقال دبلوماسي ان عددا من الدول الاعضاء في مجلس الامن، وخصوصا فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا، فوجئت بالمهلة الضرورية لنشر المراقبين. وأعلنت المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، بعد الاجتماع المغلق لمجلس الامن، ان «جميع اعضاء مجلس الامن شددوا على الحاجة الى نشر سريع للمراقبين»، فيما قال نظيرها الروسي فيتالي تشوركين «دعوناهم فقط الى البحث عن وسائل غير تقليدية لنشر اسرع للمراقبين». واضاف ان «الامر سيكون مثيرا للقلق اذا تقاعست دمشق عن سحب قواتها واسلحتها». وتابع «اذا كان هذا هو الحال واذا لم ينفذ بالفعل التعهد في الرسالة فهذا سيعني خرقا للتعهد الذي قطعوه يوم السبت الماضي، وسألفت نظر موسكو الى ذلك بالتأكيد.»
وأعلن لادسو ان دمشق ترفض استقبال مراقبين من الدول الاعضاء في مجموعة «اصدقاء سوريا»، مضيفا ان سوريا رفضت السماح لواحد على الاقل من المراقبين بدخول أراضيها بسبب جنسيته. وقالت رايس ان لادسو «اشار الى ان هذا امر غير مقبول اطلاقا من وجهة نظر الامم المتحدة».
وقال دبلوماسيون ان الجنرال النروجي روبرت مود سيعين غدا رئيسا لبعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا. واوضحوا ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وجه رسالة الى مجلس الامن ابلغه فيها بعزمه على تعيين مود، الذي كان تفاوض مع النظام السوري على نشر اول 30 مراقبا للامم المتحدة الذين وصل بعضهم الى سوريا.
وقال المتحدث باسم انان، أحمد فوزي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أن «ما نقله عن انان (امس الاول) من ان مستوى العنف في سوريا مازال مقلقا وان دمشق لم تلتزم كليا بوقف النار وسحب الآليات مبني على استنتاجات آتية من مصادر عديدة، منها الإعلامية، وهناك مصادر اخرى يمكننا الاطلاع عليها تقول ان الاسلحة الثقيلة لم يتم سحبها بشكل كامل وانما بشكل جزئي من المدن».
وأضاف فوزي أن «انتشار المراقبين يتطلب وقتا وانه ليس مجرد عملية إرسال أشخاص إلى الأرض، فهم بحاجة الى معدات وسيارات وتقنيات. ونحاول ايجاد مراقبين بأسرع ما يمكن من البعثات المجاورة في المنطقة، حيث سيصل عددهم مع نهاية الشهر الحالي الى 30 مراقبا، ومن ثم سنبدأ، بعدما يقرر انان ان الموقف على الارض يساعد على انتشار البعثة الكبرى، بالعمل على ذلك».
وردا على ما اعلنته رايس من ان دمشق رفضت مراقبا بسبب جنسيته وانها ترفض المراقبين التابعين لدول «أصدقاء سوريا»، قال فوزي «من الأفضل طرح هذا السؤال على الجانب السوري»، موضحا ان «الامم المتحدة ترفض اختيار الجنسيات في قوام قوات حفظ السلام، وهي تعرف الحساسيات السياسية ولديها خبرة في انتقاء الجنسيات». وأكد أن «التعامل مع الجانب السوري يأتي عبر الحوار»

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، بعد استقباله معارضين سوريين في باريس، إن «الأمور لا تسير على نحو جيد، وخطة انان في خطر كبير، لكن لا تزال هناك فرصة لهذه الوساطة، شرط نشر سريع لـ300 مراقب في غضون 15 يوما وليس ثلاثة أشهر».
واعتبر جوبيه، الذي اتصل بانان ليطلب منه نشرا سريعا جدا للمراقبين كما اتصل برئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ان يوم 5 ايار المقبل، وهو موعد تقديم انان تقريره المقبل، سيشكل «لحظة الحقيقة»، مضيفا «إذا لم يجد ذلك نفعا فلا يمكننا السماح للنظام (السوري) بتحدينا. سيكون علينا الانتقال الى مرحلة جديدة مع قرار بموجب البند السابع في الامم المتحدة لاتخاذ خطوة جديدة لوقف هذه المأساة»، لكنه ابدى شكوكا حول امكان التوصل الى هذا القرار، موضحا «نقدر انه سيصطدم على الارجح بفيتو يستخدمه هذا العضو او ذاك في مجلس الامن، لكن هذا سبب اضافي للاستمرار في عملنا».
وأعلن جوبيه ايضا ان «من غير المقبول» ان ترفض دمشق مراقبين من الامم المتحدة.

وشدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال لقائه وفدا من «اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي» وأعضاء من مجلس السلم العالمي وبعض منظمات الطلبة والشباب العربي والعالمية،. أن «هذا الشعب يؤمن بأن الحوار الوطني هو السبيل للخروج من هذه الأزمة التي تتعرض لها بلاده من دون أي تدخل خارجي».
وشدد المقداد على أن «الحملة الدعائية والتضليلية وجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة تزداد شراستها سياسيا واعلاميا كلما تقدمت سوريا بخطوة في برنامج الاصلاح الشامل»، مشيرا إلى أن «المجموعات الارهابية المسلحة صعدت بشكل أكبر جرائمها بحق المدنيين وقوات الجيش وحفظ النظام منذ أن وافقت سوريا على خطة انان وبدأت بتنفيذ بنودها منذ 12 نيسان الحالي».
ودعا رئيس وفد «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة قدري جميل، في مؤتمر صحافي في موسكو عشية اجتماعه مع مسؤولين روس، «المجلس الوطني السوري إلى التخلي عن فكرة التدخل الأجنبي». 

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...