المعارضة المأجورة والدول الداعمة لها تحضر لمفاوضات حرب بدلا من السلام
سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل ساعات من اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الى استخدام سياسة العصا والجزرة، محذراً دمشق من أن واشنطن ودولا أخرى ستقدم مساعدة عسكرية للمعارضة إذا رفض النظام السوري المشاركة في المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية، بالرغم من إشارته إلى أن الروس تلقوا بالفعل أسماء الوفد السوري الذي سيشارك في المؤتمر.
وفيما أعلن عن عقد سلسلة اجتماعات تضم مجموعات مختلفة من الدول خلال الأيام المقبلة، واصلت الدول الداعمة للمعارضة السورية والمسلحين وضع العراقيل أمام قطار مؤتمر «جنيف 2» واستباق أهدافه. وأعلن وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن، بالإضافة إلى تركيا، أنه «لا مكان» للرئيس بشار الأسد في مستقبل البلد، مجددين دعمهم «للمجلس العسكري السوري ودوره المركزي في إحداث تغييرات متطورة وإيجابية على الأرض، ودعمهم للائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري».
وبحث لافروف والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في اتصال هاتفي بينهما «القضايا المتعلقة بالتحضير للمؤتمر الدولي بشأن سوريا». وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قد شدد «على ضرورة إقناع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة خلال المؤتمر بضرورة الاتفاق على سبل تنفيذ بيان جنيف».
وقلل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قبيل سفره إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا، من التفاؤل بإمكانية نجاح مؤتمر «جنيف 2». وقال «يمكن أن يكون الأمر مثل جنيف مجدداً ولكننا نعتقد أن هذا من شأنه تأجيل الأمور فحسب. سنناقش تلك القضايا ونعمل على كيفية التوصل إلى حل سريع. ومن أجل ذلك علينا أن نتخذ قراراً بشأن خريطة طريق عندما نعود من الولايات المتحدة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني قطري رفيع المستوى قوله «هناك غرفة عمليات في الديوان الأميري (القطري) فيها ممثلون من كل وزارة يجلسون في الغرفة ويقررون حجم الأموال التي ستخصص للمساعدات السورية». وأضاف «تجري مشاورات كثيرة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وهم يساعدون قطر في شراء الأسلحة ونقلها إلى سوريا لكن كمستشارين فقط». وأشار مسلحون إلى أن الدوحة تسلّح المعارضين في شمال سوريا والسعودية في جنوبها.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت في استوكهولم في السويد، قبل مشاركته ولافروف في اجتماع لثماني دول لها أراض بالقطب الشمالي، «إذا قرر الرئيس الأسد عدم الحضور إلى طاولة المفاوضات فسيكون ذلك سوء تقدير كبير آخر منه»، لكنه أضاف «لا أعتقد أن هذه هي الحال في الوقت الراهن. لافروف تلقى بالفعل أسماء من سيتفاوضون».
وهدد كيري النظام السوري بتقديم «دعم إضافي» للمعارضة السورية إذا رفض الأسد المشاركة في المؤتمر الدولي. وقال «إذا أخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطئ في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات، فمن الواضح أن المعارضة ستحظى بدعم إضافي، سيكون هناك جهود إضافية، وللأسف لن يتوقف العنف». وأعلن مسؤول أميركي أن واشنطن قد تسلّح المعارضين إذا فشل المؤتمر، لكنها ستحاول في البداية التوصل إلى حل سياسي.
وأعلن كيري أن تحديد موعد المؤتمر أمر يعود للأمم المتحدة لكنه توقع انعقاده أوائل حزيران المقبل، مشيرا إلى إنجاز قدر كبير بالفعل من العمل تجاه إجراء المفاوضات. وقال «تحدثت مع كل وزراء الخارجية تقريباً في المجموعة الأساسية التي ستلتقي الأسبوع المقبل لوضع خطط هذا التفاوض»، مشيراً إلى انه تحدث مع «رئيس أركان الجيش الحر» سالم إدريس وانه ملتزم بعملية التفاوض، متوقعاً مشاركة المعارضة في المؤتمر.
وكان وزير الإعلام عمران الزعبي قد قال، في مقابلة مع قناة «المنار»، إن دمشق تريد تفاصيل حول المؤتمر قبل أن تتخذ قرارها بشأن المشاركة فيه، رافضاً أي جهد سياسي يمس السيادة السورية».
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن وزراء خارجية السعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر وتركيا أشاروا، في بيان بعد اجتماعهم في دبي، إلى «بيان جنيف في 30 حزيران الماضي كأساس مناسب للوصول إلى الحل، إذا ما تمت تلبية التطلعات الشرعية للشعب السوري وتفهم أن الرئيس الأسد ونظامه وأعوانه ممن تلطخت أيديهم بالدماء لا مكان لهم في مستقبل سوريا».
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن اجتماعاً لمجموعة «أصدقاء سوريا»، التي تضم 11 دولة، على مستوى وزراء الخارجية، سيعقد في الأردن منتصف الأسبوع المقبل.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا يجمع ممثلي المعارضة والنظام «صعب جدا»، موضحاً، لإذاعة «ار تي ال» الفرنسية، أن المؤتمر لا يدعو الأسد إلى الاستقالة، لكنه أضاف «نريد تشكيل حكومة انتقالية تتسلم السلطات من بشار الأسد وبالتالي سيتم استبعاده بحكم الأمر الواقع».
وقال ديبلوماسيون فرنسيون إن اجتماعاً لكبار مسؤولي مجموعة الثلاث، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، سيعقد في باريس غدا، فيما سيعقد لقاء آخر على مستوى مجموعة الخمس، مع روسيا والصين، الجمعة في مكان لم يحدد بعد.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال منتدى «الإعلام العربي» في دبي، إن المعارضة السورية لم تحصل بعد على مقعد سوريا في الجامعة بالرغم من جلوس ممثلين عن «الائتلاف» المعارض في مقعد دمشق في قمة الدوحة. وأوضح «تقرر حرمان سوريا من المشاركة في الاجتماعات، لكن سوريا دولة مؤسسة في جامعة الدول العربية ومكانها محفوظ».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد