إيران تهدّد بغلق هرمز إذا حظر نفطها
رفعت إيران أمس، مستوى الخطر، بإصدارها تهديدا صريحا بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي أمام الصادرات النفطية في حال فرض حظر نفطي عليها، وذلك بالتزامن مع دخول مناوراتها البحرية في منطقة المضيق المرحلة الثانية التكتيكية، فيما كانت مصادر سعودية تنفي تعهد الرياض للجانب الايراني بعدم زيادة انتاجها النفطي إذا فرض الحظر، وتستبعد تنفيذ طهران تهديدها.
في الأثناء، عقد وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي اجتماعا مع سفراء بلاده في العالم، تحت عنوان «الدبلوماسية والصحوة الإسلامية». واعتبر صالحي أن «الوقت الراهن يعتبر فترة حساسة ومصيرية للغاية في تاريخ البلاد والثورة، وأن أعداء النظام الإسلامي يمارسون ضغوطا هائلة باستخدام جميع امكانياتهم بهدف إثارة البلبلة في داخل البلاد وإيجاد صدمة في العلاقات الخارجية عن طريق سيناريوهات متعددة مثل ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية وأمنية وشن حرب ناعمة».
ونقلت وكالة «ارنا» الايرانية للانباء عن نائب الرئيس محمد رضا رحيمي قوله «إن فرض حظر على النفط الايراني، فلن تمر نقطة نفط واحدة من مضيق هرمز». وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الاميركية أن نحو ثلث إجمالي شحنات النفط المنقولة بحرا في العام 2009 مرت عبر مضيق هرمز. وتقوم سفن حربية أميركية بدوريات في المنطقة لضمان المرور الآمن للنفط.
وقال رحيمي إن إيران «لا ترغب بإثارة العداء واستخدام القوة وان شعارها هو الصداقة والاخوة إلا ان الغربيين لا يريدون التخلي عن
مخططاتهم». وصرح بان «الاعداء سيتخلون عن مؤامراتهم عندما يرون ان الشعب الايراني سيواجههم بكل ما أوتي من قوة».
ويمر معظم الخام الصادر من السعودية، ايران، الإمارات، الكويت، والعراق، إضافة إلى كل الغاز الطبيعي المسال من قطر تقريبا، في قناة الشحن البحري لمضيق هرمز وعرضها حوالي 6.4 كيلومترات، فيما تستطيع السعودية تصدير بعض الخام عبر البحر الأحمر.
وكان وزير النفط الايراني رستم قاسم قال إن السعودية وعدت ايران بعدم تعويض السوق عن النفط الايراني إذا فرض عليه حظر، لكن مصدرا مطلعا على شؤون القطاع النفطي أكد أن «ايران لم تتلق أي وعود. من المستبعد جدا ان تعزف السعــودية عن تغطية الهوة في الطلب إذا فرضت العقوبات» على النفط الايراني. كما أكد مصدر آخر أنه «إذا فرضت العقوبات، سيرتفع سعر النفط في اوروبا، وستبدأ السعودية ومعها دول خليجية أخرى بالبيع هناك لتغطية الهوة، والاستفادة أيضا من السعر المرتفع». وقال مندوبون خليجيون في منظمة «اوبك» إن التهديد الايراني بغلق مضيق هرمز، سيؤذي طهران لا المصدرين الخليجيين فحسب.
وارتفع سعر الخام الأميركي المرجعي بحوالي دولار واحد إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، بعد التهديد الايراني، إلا أن مندوبا خليجيا في «اوبك» اعتبر «أنه حتى الآن، يبقى أي تحرك في سعر النفط قصير المدى، فلا أتوقع أن تنفذ ايران تهديدها».
وتزامن هذا التصعيد في التوتر، مع تصريح المتحدث باسم مناورة «الولاية 90» التي تجريها البحرية الايرانية في منطقة مضيق هرمز، الأميرال محمود موسوي بأن «المرحلة الاولى من المناورة التي جرت خلال الأيام الثلاثة الماضية تركزت على انتشار الوحدات المشاركة وقيامها بالتمارين المقترحة قبل أن تبدأ المرحلة التكتيكية». وأعلن أن المرحلة الثانية التي بدأت أمس ستشهد «اتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون قيام قوات العدو الافتراضي باختراق مواقع» القوات الايرانية. وتشمل منطقة المناورات الضخمة شرقي مضيق هرمز وبحر عمان وخليج عدن وشمالي المحيط الهندي.
وفي هذا الوقت بدأت ايران في إعادة توجيه صادراتها نحو آسيا، حيث وقعت اتفاقا مع افغانستان يقضي بتصدير مليون طن سنويا من البنزين والكيروزين والوقود إلى الأخيرة، بما يزيد الصادرات إلى هذا السوق الافغاني خمسة أضعاف، حسبما نقلت وسائل الإعلام الايرانية عن وزير النفط الايراني علي رضا ضيغمي.
إلى ذلك، قال الرئيــس الاسرائيلي شمعون بيريز ان لدى اسرائيل «ردودا» على «التــهديد» النووي الايراني مؤكدا في الوقت نفسه ان هذا التهديد يمثل «مشكلة للعــالم أجــمع» وليس لاسرائيل وحدها. واكد بيريز في المؤتمــر الســنوي لسفــراء اسرائيل في القدس المحتــلة «لدى اســرائيل ردود على المشكــلة الايرانية. لكن مســؤولية حلها هي مسؤولية العالم اجمع. ولن تكون حكرا على اسرائيل». واشار الرئيس الاسرائيلي الى ان العــقيدة التي يطلق عليها «الغموض المقصود» لاسرائيل في المجال النووي تشكل وسيلة ردع «فاعلة» ضد طهران. وتتمثل هذه العقيدة بالنسبة لاسرائيل، التي لم توقع على معاهدة عدم الانتشار النووي، في عدم تأكيد او نفي امتلاكها ترسانة نووية، تقدر بنحو مئتي رأس نووي.
واضاف بيريز «لدى اسرائيل قدرات ردع، حقيقية ام غير حقيقية. لا احد يعلـم تحديدا ماذا يوجد في ديمونا لكن يجب ان اقول ان تخيلات وشكوك دول الشرق الاوسط في هذا الشأن تكسب قوة الردع الاسرائيلية فاعلية كبرى». واكد ان «قرار اسرائيل باتباع سياسة الغموض طوال هذه السنوات كان قرارا ذكيا».
ومن جانب آخر، افادت وكالة انباء «فارس» الايرانية بأن النيابة العامة طلبت العقوبة القصوى، وهي الاعدام على الارجح، للاميركي الايراني المتهم بـ«التجسس للسي آي ايه» والذي اعتقل في طهران في منتصف كانون الاول الحالي، وذلك في الجلسة الاولى لمحاكمته في طهران. وقال المدعي كما نقلت عنه الوكالة ان اعتراف المتهم امير ميرزاي حكمتي «يظهر بوضوح ان المتهم تعاون مع السي آي ايه وتحرك ضد الامن القومي (الايراني). لهذا السبب اطلب العقوبة القصوى». وكان التلفزيون الايراني بث مشاهد لحكمتي وهو يعترف بان «مهمته» كانت اختراق وزارة الاستخبارات الايرانية لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد