الشرع: شرطان لتحسّن العلاقة مع واشنطن
حدّد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أمس، شرطين رئيسيين امام ادارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما لإثبات »حسن النية« ازاء محاورة دمشق، عبر طلب رفع اسم سوريا من قائمة »الإرهاب«، وإلغاء ما سمي »بقانون محاسبة سوريا«، مؤكدا حرص دمشق على تعزيز التضامن العربي، وإن انتقد غياب رغبة السعودية في محاورة سوريا، برغم الخطوات التي تحققت في لبنان.
إلى ذلك، ذكرت وكالة (سانا) إن الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أعربا، خلال اتصال هاتفي تلقاه الأسد، »عن قلقهما البالغ إزاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعيش مأساة إنسانية جراء الحصار المفروض عليه«. وأكدا »ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل كسر هذا الحصار، واتفقا على العمل من اجل إرسال مساعدات عاجلة إلى الشعب الفلسطيني في غزة«.
وتوقع الشرع، خلال عرض سياسي أمام المؤتمر السنوي للقيادات المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في دمشق، انتهاء مرحلة الحروب الاستباقية وتحول العالم إلى عالم متعدد الأقطاب، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية أدت دورا مهما في تسريع الانتقال إلى هذه المرحلة. وانتقد »المعاهدة الاستراتيجية« بين واشنطن وبغداد، معتبرا أن وجود الأميركيين في المنطقة تهديد لسوريا، مستغربا استعجال العراقيين لتوقيع الاتفاقية قبل رحيل إدارة الرئيس جورج بوش.
وبدأ الشرع عرضه السياسي بقراءة نص مكتوب، أشار فيه إلى أن الشرق الأوسط يمر حاليا »بمرحلة انتقالية ليس من السهل تحديد آفاقها المستقبلية«.
واعتبر الشرع أن مجرد التغيير في الولايات المتحدة إيجابي، مشيرا إلى ما يقوله المقربون من أوباما من أنه يريد إجراء حوار مع سوريا وإيران، موضحا أن هذا الحوار يجب أن يستند إلى المصالح المتبادلة. واعتبر أن أول أمر سيكون على جدول أعمال هذا الحوار هو تحسين أجواء العلاقات السورية الأميركية، وذلك عبر تحقيق شرطين أساسيين لتحقيق »حسن النية« في هذه العلاقة، الأول هو طلب إدارة أوباما من الكونغرس رفع اسم سوريا عن لائحة الإرهاب ما يفتح الباب للشرط الثاني بإلغاء ما سمي »بقانون محاسبة سوريا«.
وعن الغارة الأميركية على قرية السكرية في سوريا، قال الشرع إن ذلك »أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الوجود الأميركي، المؤقت او الدائم، يهدد أمن القطر السوري«، موضحا أن »ضرب المنشأة القريبة من دير الزور في أيلول العام ٢٠٠٧ جرى بتغطية أميركية وتسهيلات ملاحية أميركية«، مشددا في الوقت ذاته على أهمية العلاقات العراقية السورية، مشيرا إلى أن العراق يعتبر أغنى دول المنطقة لرصيده من الماء والغاز والنفط ولذا »يجب عدم التفريط بالعلاقات السورية العراقية«.
وفي الموضوع الفلسطيني، اعتبر الشرع أن رفع الحصار »لا يحتاج إلى جهد دولي«، وإنما »هو مسؤولية عربية«، مشيرا إلى أن دمشق طرحت استعدادها لكسر الحصار عبر إرسال مواد غذائية عبر معبر رفح، إلا أن الاقتراح قوبل بتلكؤ مصري.
وحول العلاقات مع الرياض، قال الشرع إن السعوديين يحيلون الخلاف القائم مع دمشق إلى لبنان. وعدد الخطوات التي تحققت في لبنان حتى الآن من اتفاق الدوحة إلى انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون الانتخابات وحتى إعلان العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان. وتساءل »أين المشكلة؟« معتبرا أن »هناك من يوجه داخل السعودية ومن الخارج عن بعد كي يتم نفض اليدين من العراق وفلسطين عبر التركيز على لبنان، رغم التسوية فيه«. وكرر حرص سوريا على تنقية العلاقات العربية العربية، منوها بتحسن العلاقة مع الأردن.
وحول السلام، شدد الشرع على أن سوريا لن تقبل بأقل من الانسحاب الكامل من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران.
وحول مؤتمر حوار الأديان الذي أقيم في نيويورك، اعتبر الشرع أن الهدف من المؤتمر كان ينسجم مع فوز المرشح الجمهوري جون ماكين بالرئاسة لا أوباما، ما يسمح باستمرار العمل على المشروع »كشعار لتحول في المنطقة«، مذكرا بالمبادرة السعودية للسلام، والتي تحولت إلى عربية في قمة بيروت بعد إدخال العرب تعديلين جوهريين عليها، بمساهمة دمشق، الأول تضمينها حق العودة والثاني أن يسبق الانسحاب التطبيع مع إسرائيل.
وتساءل الشرع، خلال حديثه عن هذا المؤتمر والعلاقة مع السعودية، »كيف يمكن للبعض أن يذهب إلى نيويورك ليحاور في الأديان ولا يقبل الحوار مع جيرانه في المنطقة؟«.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد