شعر وموسيقى في ظلّ «السنديان»
«الملاجة» تلك القرية الصغيرة على الساحل السوري اعتادت إقامة مهرجان سنوي في الهواء الطلق، هو في الواقع كرنفال شعبي، يجتمع فيه أبناء القرية والقرى المجاورة للإنصات إلى الشعر والغناء والموسيقى. في وادٍ بين جبلين تتناثر المنحوتات وأشجار السنديان بين الكراسي، فيما يتخذ الشعراء المشاركون أماكنهم فوق منصّة حجرية. «مهرجان السنديان» الذي انطلق منذ 12عاماً بمبادرة من الشاعر الراحل محمد عمران، استكملته ابنته رشا عمران بمقترحات جديدة. إذ لم يعد مهرجاناً شعرياً، بل انفتح على الفنون الأخرى واستقطب أسماء مهمة أمثال أدونيس، وقاسم حداد ومحمد بنيس، وعباس بيضون، وإذا بالمكان يتحوّل إلى متحف طبيعي، يضجّ بالحياة والبهجة. المهرجان الذي رعته احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 استضاف هذه الدورة الشعراء: جودت فخر الدين، ميسون القاسمي، مرام المصري، هاشم شفيق، وفاء العمراني، هنادي زرقة، جرجس شكري، عبدالسلام حلوم، والنمساوية ليزا ماير، فيما غاب غسان زقطان من فلسطين بعدما منعته السلطات الإسرائيلية من المغادرة. يومان في الملاجة، ويومان في دمشق، أضفت على هذا الصيف الملتهب نكهة مختلفة وتجاوباً لافتاً من جمهور متعطّش لأي نسمة إبداعية قادمة من المركز، فكان أن ضج المكان في الأمسية التي أقامها شربل روحانا وفرقته بتجاوبٍ لافت، إضافة إلى فرقة «حوار» السورية التي عزفت مقطوعات موسيقية من أعمال مرسيل خليفة وآخرين. ورشة البستان للثقافة والفنون التي يديرها الفنان فارس الحلو، أهدت المهرجان معرضاً تشكيلياً بعنوان «لوحة وقصيدة» بمشاركة تشكيليين استمدوا لوحاتهم من قصائد لشعراء معروفين.
وفي دمشق، اجتمع الشعراء في «بيت السباعي» وسط دمشق القديمة وتناوبوا على إلقاء قصائدهم، فيما خُصص اليوم الثاني للاحتفاء بالشاعر الراحل محمود درويش، فاختار الشعراء قصائد من أعماله في قراءات امتدت من «أحمد العربي» إلى «كزهر اللوز أو أبعد»، فيما قرأت ليزا ماير قصيدة للشاعر بالألمانية. واختتمت الأمسية بندوة نقدية عن صاحب «لا تترك الحصان وحيداً».
خليل صويلح
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد