ردود الفعل الإسرائيلية إزاء الموقف السوري الجديد من قضية مزارع شبعا
الجمل: تقول بعض المعلومات والتقارير الواردة في الصحافة العالمية بأن سورية ترغب في تحويل الإشراف على مزارع شبعا المحتلة حاليا بواسطة إسرائيل على مسؤولية الأمم المتحدة، وذلك ضمن عملية الجهد المبذول لحل مشكلة المزارع المتنازع على تبعيتها السيادية.
• النزاع حول مزارع شبعا:
اخذت إسرائيل منطقة مزارع شبعا ضمن عملية احتلالها لمرتفعات الجولان ثم بعد ذلك عملت على وضعها تحت دائرة نفوذ القانون الإسرائيلي بعد إعلان إسرائيل رسميا ضم مرتفعات الجولان السورية إلى أراضيها ولكن الأمم المتحدة اعلنت رفض قرار إسرائيل وذلك في القرار الدولي رقم 497.
ثار الخلاف حول مزارع شبعا عقب انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضي جنوب لبنان في 25 أيار 2005 وفي 18 حزيران 2000 دار نزاع بين سورية ولبنان والأمم المتحدة حول مدى اكتمال عملية سحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وطالبت فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله بضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا.. وبأن استمرار الوجود الإسرائيلي في مزارع شبعا هو استمرار لوجود الاحتلال الإسرائيلي على أراضي جنوب لبنان.
• أزمة مزارع شبعا والموقف السوري:
تقول التقارير والأخبار العالمية بأن الموقف السوري الجديد إزاء أزمة مزارع شبعا قد عبر عنه وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس الذي زار دمشق مؤخرا في خطابه الذي أرسله إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وتقول بعض التقارير بأن موراتينوس قد أرسل خطابه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بعد قيامه بمناقشة أزمة المزارع مع القيادة السورية في دمشق وفي هذا الخطاب اشار ميغيل موراتينوس وزير الخارجية الاسباني والذي يحمل صفة المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط إلى رغبة سورية في تحويل منطقة مزارع شبعا إلى ولاية بإشراف الأمم المتحدة إلى حين يتم ترسيم الحدود بشكل نهائي.
• أزمة مزارع شبعا والموقف اللبناني:
تشير المعلومات إلى وجود خلاف في الموقف اللبناني، وذلك بسبب محاولة بعض القوى اللبنانية استخدام أزمة السيادة على المزارع ضمن مناورات تصفية الحسابات الداخلية والتعاون مع الأطراف الخارجية، هذا وبرغم إصرار حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية إلا أن لحكومة السنيورة وقوى 14 آذار موقفا مختلفا.
- تقول حكومة السنيورة بضرورة إرجاء موضوع مزارع شبعا إلى حين ترسيم الحدود وتحاول تبعا لذلك استخدام أزمة مزارع شبعا كذريعة للمطالبة بترسيم الحدود السورية – اللبنانية.
- زعماء قوى 14 آذار يعملون على إدراج أزمة مزارع شبعا كورقة يستخدمونها من أجل الحصول على الدعم الإسرائيلي – الأمريكي الخارجية وقد التقطت إسرائيل الإشارة وأصبحت تعمل على تأجيل الانسحاب إلى حين حلول اللحظة المناسبة التي يمكن أن تتنازل فيها الحكومة اللبنانية عن المزارع لصالح إسرائيل.
- ردود الأفعال الإسرائيلية إزاء الموقف السوري الجديد:
نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن المصادر السياسية الإسرائيلية قولها بأن الموقف السوري الجديد معناه ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل، والتي تعارض في الوقت الحالي القيام بأي عملية انسحاب من مزارع شبعا إضافة إلى إن تحويل مسؤولية الإشراف على المزارع إلى الأمم المتحدة في حد ذاتها تتعارض مع الموقف الإسرائيلي المطالب بعدم التحدث والنقاش مطلقا حول موضوع مزارع شبعا إلا بعد الاكتمال النهائي لعملية ترسيم الحدود، وإضافة لذلك يرى الموقف الإسرائيلي بأن الانسحاب في الوقت الحالي من المزارع سوف يكون بمثابة (هدية وجائزة) لحزب الله اللبناني حليف سورية في المنطقة.
وتقول صحيفة هاآرتس أيضا بأن إسرائيل غير راضية من جراء عدم قيام اسبانيا باطلاع إسرائيل على مضمون خطاب الوزير الاسباني ميغيل موراتينوس قبل إرساله إلى الأمم المتحدة وفقط علم الدبلوماسيون الإسرائيليون عن طريق الصدفة بمحتوى ومضمون الخطاب من خلال بعض المناقشات التي دارت في أروقة الأمم المتحدة مؤخرا.
وأشار باراك رافيد إلى أن خطاب وزير الخارجية الاسباني إلى الأمين العام بان كي مون حول الموقف السوري الجديد، هو خطاب سوف تترتب عليه بعض التوترات والخلافات بين اسبانيا وإسرائيل ومن دلائل غضب وعدم رضا الإسرائيليين على وزير الخارجية الاسباني موراتينوس ما تمثل في قيام الإسرائيليين بتعليق زيارة وزير خارجية اسبانيا موراتينوس لإسرائيل والتي كانت مقررة في مطلع هذا الشهر إلى أكتوبر القادم، وذلك (عقابا) لوزير خارجية اسبانيا موراتينوس لأنه عقد اجتماعا مع نعيم قاسم نائب اليد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد