عصابات العقارات في خدمتكم
يبدو ان عملية تزوير الوثائق والاوراق المهمة باتت مهنة يبدع فيها البعض ويتفنن فيها البعض الآخر.
موضوعنا لهذا اليوم ليس مجرد تحقيق لعمليات تزوير وثائق مهمة فالامر تعدى ذلك وفيه من الخطورة على اقتصاد البلد وعلى املاك المواطنين ما يستدعي الوقوف عنده.!
عمليات عدة فيها من النصب والاحتيال ما يدهش قامت بها عصابة من خلال بيعهم اراضي وعقارات في مناطق مختلفة من القطر وادعائهم بان الارض مملوكة لهم بموجب سندات تمليك وطابو اخضر وحصولهم على وثائق تثبت ملكيتهم للعقار.
في يوم الخميس الواقع في السادس من شهر ايلول الماضي قام كل من هاني (ع) وهشام (ز) ووليد (ص) وعرفان (م) ومحمد (ر) وحسام (ط) ووليد (ع) ومحمود (ش) بالاحتيال على سليمان (ج) من اهالي درعا منطقة الصنمين وذلك ببيعه قطعة ارض في محلة ام القصور الكائنة في منطقة الصنمين وادعاءهم بان الارض مملوكة لهم بموجب سندات تمليك وطابو اخضر وحصولهم على وثائق تثبت ملكيتهم للعقار وقد قبض المحتالون 10 ملايين ليرة كدفعة اولى على البيعة من ثمن الارض ريثما يتم الفراغ.
يتساءل البعض ان عملية احتيال كهذه كيف يمكن ان تتم والناس لم تعد (غشيمة) هذه الايام فبامكان اي شخص وقبل ان يدفع قرشاً واحداً ان يسأل عن الارض اوالعقار المراد شراؤه من خلال اخراج قيد عقاري يبين ملكية الارض ونحن من خلال اطلاعنا على مجريات وتفاصيل الموضوع نقول ان هذه العصابة استطاعت ان تفعل اكثر من ذلك.!
اعتمد افراد العصابة في عمليات التزوير على شخص يجيد تزوير الوثائق بشكل مبدع على الكمبيوتر والسكنر يدعى هشام (ط) والذي يقبض مبالغ مالية كبيرة لتزوير الوثائق والبطاقات الشخصية.
مصدر مسؤول في فرع الامن الجنائي بدمشق قال ان هذه العصابة تقوم بنقل ملكيات المواطنين من عقارات وغيرها والمراد النصب عليها لاحد افراد العصابة بوثائق وبيانات وعقود وقرارات محكمة مزورة وبالتالي بيعها على هذا الاساس لاشخاص لا يعلمون بان الملكية قد انتقلت لافراد هذه العصابة حيث يلجأ افراد العصابة الى معرفة معلومات عن مفصل هوية الشخص المالك للعقار او الارض عن طريق اخراج عقاري وبيان ملكية العقار والذي يتوضح فيه مفصل هوية المالك الاساسي حيث تقوم العصابة بتزوير بطاقة شخصية للمالك الاساسي ووضع صورة شخص على البطاقة الشخصية المملوءة ببيانات الشخص المالك الاساسي وهذه الصورة التي تم وضعها تعود لاحد افراد العصابة وبذلك يكون مفصل هوية المالك الاساسي وصورة شخص من هذه العصابة على الهوية.! والذي سيمثل دور المالك الاساسي سواء امام كاتب العدل والمحامين او امام المحكمة اثناء الحصول على قرار محكمة حيث يتم نقل الملكية من احد افراد العصابة الذي انتحل صفة المالك الاساسي كما هو مبرز امام المحكمة الى شخص آخر يتم اختياره من قبل احد افراد العصابة.
ويشير المصدر انه وفي بعض الاحيان يكون صاحب العقار رجل مسن حينها تقوم العصابة بتزوير بطاقة شخصية باسمه ويتم وضع صورة لشخص مسن يتناسب سنه مع سن المالك الاساسي ايضا مقابل مبلغ مالي يتفق عيه مع من سيقوم بالدور.
ورداً على سؤال في حال كان صاحب العقار متوفىً يجيب المصدر ان العصابة تقوم بتزوير بيان قيد نفوس للاشخاص المتوفين المالكين للعقار ويتم نقل الملكية بعد تأمين شخص يمثل دور المتوفى. (وكله بحسابه)!.
المصدر يقول ان عناصر الامن الجنائي بدمشق تابعوا العملية ومراقبة افراد العصابة من خلال الآليات التي يستخدمونها في تنقلاتهم بين المحافظات ومراقبة هواتفهم النقالة وقد استطاع عناصر الامن التوصل الى معلومات تؤكد اتفاق افراد العصابة بالانتقال الى محافظة درعا ـ الصنمين وتحديدا الى معرض سيارات (العماد) من اجل لقاء سليمان (ج) وهو الشخص الذي من المفترض ان يشتري الارض.
من اجل اتمام عملية فراغ العقار وقبض مبلغ 22 مليون ليرة اضافة الى الملايين العشرة التي تم التنويه عنها في بداية هذا التحقيق. ومن خلال التنسيق بين سليمان وعناصر الامن الجنائي والمراقبة من مكان بعيد عن معرض السيارات وذلك لمعرفتنا بخطورة افراد العصابة من ناحية انهم لا يحضرون الى اي مكان قبل ان يرسلوا اكثر من شخص للكشف عن المنطقة التي سيتم الاتفاق فيها ويكون الكشف من مسافات بعيدة عن المنطقة ولهذا يقول المصدر ان عناصر الامن اختارت مكاناً بعيداً للمراقبة ليتم التنسيق هاتفياً مع سليمان واستقبال افراد العصابة وضيافتهم وتجهيز اوراق عقود وفراغ الارض والاتصال بعناصر الامن في الوقت المناسب وفعلا في الساعة الواحدة ظهرا حضر افراد العصابة الى المعرض المذكور في سيارة جيب وكان قد سبقهم عدة اشخاص مجهولون ما بين الساعة الحادية عشرة والثالثة عشرة ومراقبة المعرض من بعيد فيما اذا كان هناك اي دوريات قريبة من المكان وبعد دخول افراد العصابة الى المكتب تم القاء القبض عليهم جميعا بعد محاولتهم الفرار.
مع التقدم الكبير في مجال اجهزة الحاسوب والسكنر والطابعة وسهولة اللعب على هذه الاجهزة وتزوير اي مستند ليس امامنا الا ان نرفع امرنا الى الله ومن بعده نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ابن حرام.!
محمد البيرق
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد