جامعة البعث أحيت عيد الطالب بهستيريا "ملعون جنس النسا"
الجمل ـ حمص ـ يامن حسين :أقيم في جامعة البعث مساء يوم الخميس 29/3/2007 حفل فني أحياه حسب إدعاء المكتب التنفيذي للإتحاد الوطني لطلبة سورية " الفنان الكبير وفيق حبيب " !!!
هذا الحفل جاء في ختام الإحتفال المركزي الذي جرى في الجامعة بمناسبة عيد الطالب السوري وتضمنت الإحتفالية إيقاف الدوام في الجامعة مما سبب غبطة وحبور لدى الطلاب وافتتح أيضاً معرضاً للكتاب في كلية العلوم كما عُلِقت على طول ساحات الجامعة اليافطات الملونة والمزركشة وجاء المساء ليختتم العيد بالمسك و(الخبيزة والقرص عني والسلبين ) في أغاني الفنان "الكبير" الذي منًّ على طلبة جامعة البعث بقدومه من اللاذقية إلى حمص
دخلنا إلى ساحة الجامعة بعد عناء طويل نتيجة الإزدحام وخلال نصف ساعة امتلأت ساحات الجامعة بجمهور الطلبة وبلغ عددهم حسب مركز دراسات الدبكة الإستراتيجية التابع لجامعة البعث حوالي السبعة ألاف دبيك ودبيكة وفي الساعة الثامنة والنصف وبعد كلمات الزملاء في المكتب الإداري التي أكدت على الدور الوطني والرائد للطلبة الجامعيين في حماية الوطن أطل الموسيقار العظيم على المنصة التي زينت بالأضواء الملونة وترافق صعوده إلى المنصة مع هيستيرية طلابية وتصفيق حاد وصفير وزغاريد الطالبات
حيا المطرب العظيم الجمهور وشكر من دعاه ومن نقله من مرتبة مطرب كراجات إلى مطرب أكاديمي نخبوي ويغني أيضاً في مهرجانات كانت تستضيف سابقاُ جوليا ومارسيل فيروز وتحولت الآن إلى مهرجانات للدبكة وللراقصات الشقلوبات..
بعد التحيات والشكر بدأ فناننا الغناء وما أن صدح من حنجرته الذهبية حتى عقدت حلقات الدبكة والرقص وتدافع الجمهور على المنصة مما اضطر مرافقة الفنان إلى إبعادهم عنه وامتطى بعض الطلبة أكتاف بعضهم ليستطيعوا رؤية المطرب اللهلوب وعمل القائمين على التنظيم بجهد كبير لتأمين مساحات لمن يريد النخ من الدبيكة في يوم عيدهم ,كما يسجل لهم حسن التنظيم فلم تجري أية مشاكل حول من يستلم الأول في حلقات الدبكة ..
جاءت معظم الأغاني والمواويل هادفة وتربوية وتفيد في تطوير فكر الشباب وعضلاتهم..
وسادت روح الجماعة وتعرف الطلاب بمواهب بعضهم البعض ونقلوا خبراتهم في حركات القدمين لتطوير الدبكة التي تسرع الدورة الدموية وتنشط عمل الغدد الصماء والبلهاء.. وكان ملاحظاً في هذا الحفل وجود المرأة الى جانب الرجل فالمرأة نصف المجتمع وقد خصّها الفنان (اللذيذ) بأحد المواويل " ملعون جنس النسا مالو أمان" وأتبع الموال بأغنية "أنا سوري أه يانيالي"!!
كما أضفى الفنان النجم بعض الحميمية والهيجان على الحفل من خلال إحدى أغانيه عن المصمصة " ويطبق صدري على صدرا وتمصمصني بشفاتا" التي ترافقت مع تصفيق محموم من قبل الشبان وخجل جميل من قبل الشابات.
وكان ملاحظاً وجود عدد من الطلبة العرب الذين أبدوا اعجابهم بهذا الإحتفال وشاركوا إخوانهم السوريين بالدبكة مشاركة فعلية حتى أن أحدهم دبك على الأول ونخ 3 مرات..
لكن شابت الحفل بعض المشكلات ففي حصيلة أولية سقط مئات الجرحى نتيجة عمليات الدبكة والتدافع وجاءت الإصابات خفيفة ( شد عضلي في عضلات القدمين وخلع بالكتف ورضوض في عظم الحوض والورك) وكان لابد من نقل الأوكسجين إلى البعض بعد أن أصيبوا بإعياءات نتيجة تنشقهم لروائح التعرق الطلابية وخلال الحفل لم نميز صوت الفنان ولوهلة ظن الحضور أن صفارات الإنذار أطلقت خوفاً من موجات مد تسونامي في نهر العاصي تترافق مع خبطات أقدام الطلاب القوية والتي سجلت 7 درجات على مقياس ريختر ..
وفي نهاية الحفل ونتيجة البهجة والتوهج قال أحد الحضور "على المسؤولين في الجامعات إقامة أكادمية خاصة بالدبكة تتضمن جميع فنونها ( عرب , عرب ولدة, نشلة , جوبي,...) ومدها بكادر تعليمي ممتاز وبتقنيات عالية وجعل الدبكة مادة أساسية في المدارس والجامعات لما لها من فوائد عظيمة في إعداد الجيل إعداداً جيداً.."
ومن هنا لابد من طرح أسئلة جوهرية وبمرارة..
ألم يلاحظ القائمون على هذا الإحتفال التناقض بين افتتاح معارض للكتاب وندوات وبين إقامة حفلة لغناء استهلاكي رخيص لايحوي أي قيمة.؟
هل شاهد أحد المنظمين لهذا الإحتفال حفلة للمطرب ذاته في أحد المقاصف؟
إذا لم يشاهدوا فليتجهوا الى أحد المحلات المنتشرة وليشتروا سيدي ب20 ليرة وليراقبوا جيداً وليدققوا في الثنائية التالية (مقصف- جامعة) هل تصح؟...
أم أن سياسة الكوكتيل هي السائدة في مختلف قطاعاتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية؟! ,يدعي البعض ويسوق لهذا التناقض بصفته تنوع أذواق , ألا يشبه ذلك إقتصاد السوق الإجتماعي..؟؟ ألا يشبه أيضا المزج الغريب بين مفهوم الدولة العلمانية والإسلامية؟؟
ألم نصاب بعسر هضم وانفصام نتيجة خلطاتنا العجائبية السياسية والإقتصادية والثقافية غير نافعة؟؟...
الجمل
إضافة تعليق جديد