«شرعيو» حلب وإدلب «يكفّرون» المشاركين في الانتخابات
في وقت تستعد فيه عدة محافظات سورية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من حزيران المقبل، أطلقت فصائل مقاتلة على الأرض مواقف مناهضة لهذه الانتخابات، معلنة عن عدة إجراءات ستتخذها لمنع إجرائها، ومن بينها قطع الطرق، وتهديد من يدلي بصوته، وصولاً إلى اعتبار من يشارك في هذه الانتخابات «كافرا» وإعطاء «الإذن الشرعي» بقتله.
وأصدرت «الهيئة الشرعية» في حلب، وهي تشكيل يضم عدة فصائل متشددة أبرزها «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، فتوى بتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وذكرت، في بيان، أنه «بناءً على الفتوى الصادرة عن المفتي العام للهيئة الشرعية بحلب برقم 111، والتي حملت عنوان حكم الإسلام في الانتخابات الجاهلية، والتي تتضمن تحريم الإدلاء بما يُعرف بالانتخابات الهزلية التي يسوق لها النظام الزائل وأذنابه، وعليه فإن الهيئة الشرعية تَعتبر كل من يشارك هؤلاء المجرمين هذه المسرحية تحت أي ذريعة أو حجة مواليًا للنظام وتابعًا له»، ما يعني إعطاء «الإذن» لقتله.
وجاءت هذه الفتوى التي أصدرتها «الهيئة» بناء على فتوى «مدير الإفتاء» عز الدين النعيمي، ووقع عليها «رئيس الهيئة» أبو الحسن بعد أيام من «نداء» وجهته الى المواطنين لعدم المشاركة في الانتخابات تحت طائلة اعتبار من يقدم على هذه الخطوة «كافرا».
وفي خطوة لاحقة، أعلنت فصائل مسلحة تسيطر على حي بستان القصر إغلاق المعبر الوحيد الذي يصل بين شطري حلب الشرقي، الخاضع لسيطرة المسلحين، والغربي الذي تسيطر عليه الحكومة إلى أجل غير محدد، مبررة هذا الإجراء، الذي يشكل عبئا كبيرا على سكان حلب، بعدة أسباب تتعلق بالمعارك الجارية من دون الإشارة لموضوع الانتخابات الرئاسية.
إلا أن تزامن هذا الإجراء مع اقتراب موعد الانتخابات دفع عدة مصادر معارضة للتأكيد أن هذا القرار مرتبط بسلسلة قرارات مشابهة تهدف إلى منع المواطنين من المشاركة في الانتخابات.
وفي السياق ذاته، أوضح مصدر معارض أن السبب وراء إصدار «الفتوى» هو الخوف من عدم تجاوب المواطنين مع النداء السابق، مشيراً، إلى أن عدة ناشطين قاموا خلال الأيام السابقة بنشر دعاوى للمواطنين للمشاركة في الانتخابات، كما قام مجهولون بوضع صناديق ملونة بألوان العلم السوري في عدة محاور في أحياء حلب الشرقية الخارجة عن سيطرة الحكومة، وكتابة عبارات تحض المواطنين على المشاركة في الانتخابات، الأمر الذي دفع «الهيئة الشرعية» إلى إصدار «فتوى شرعية قد تحد من مشاركة المواطنين من خلال التهديد».
إلى ذلك، «قررت الهيئة الإسلامية في إدلب»، إغلاق جميع الطرق المؤدية من الريف إلى المدينة، وهي طرق بنش وعرب سعيد وعين شيت، اعتبارًا من امس، في إجراء يهدف إلى منع المواطنين من الوصول إلى صناديق الاقتراع الموجودة داخل مدينة إدلب.
وذكرت «الهيئة الإسلامية»، وهي تجمع يضم عدة فصائل متشددة، في بيان نشرته مؤسسة «الدرر الشامية»، أن «الطرق ستبقى مقطوعة حتى إشعار آخر»، لم تحدّده، فيما أشار مصدر معارض في إدلب إلى أنه سيُعاد فتح الطرق بعد انتهاء الانتخابات، مبيناً في الوقت ذاته أن الفصائل المتشددة تحضّر في الوقت الحالي لشن هجوم على مدينة إدلب من محوريها الشرقي والغربي قد يتزامن مع إجراء الانتخابات، الأمر الذي من شأنه «إفشال الانتخابات في المدينة».
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد