%90 من وفيات الأمهات السوريات قابلة للإنقاذ

06-01-2007

%90 من وفيات الأمهات السوريات قابلة للإنقاذ

حرصاً على النهوض بالأوضاع الصحية بشكل عام وتحسين صحة الأمهات والأطفال بشكل خاص تبنت وزارة الصحة خطة وطنية لتعزيز خدمات الأمومة الآمنة وعدداً من الاستراتيجيات لخفض وفيات الأمهات.

وتم تقديم دراسة لأسباب وفيات الأمهات في سورية لعام 2005 بالتعاون مع جامعة دمشق- كلية الطب ومع صندوق الأمم المتحدة للسكان, حيث تعتبر هذه الدراسة الأولى في سورية والتي تستقصي أسباب وفيات الأمهات.‏

- السيدة لينا محمود موسى (ممثلة صندوق الأمم) قالت: إن البرنامج القطري السابع للأعوام 2007- 2011 والذي يدعمه صندوق الأمم يؤلف مكون الصحة الانجابية الجزء الأكبر منه ومرتكزاً على الأولويات الوطنية كما حددتها خطة التنمية العاشرة, وعلى الانجازات الوطنية التي تم تحقيقها خلال الدورة البرامجية السابقة من أجل زيادة توفير الخدمات والمعلومات الخاصة بالصحة الانجابية بشكل شامل ومن ضمنها خدمات تنظيم الأسرة والرعاية الولادية الطارئة مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجاً.‏

وأكدت إلى ضرورة إعطاء الاهتمام والأولوية للصحة الانجابية ولاسيما وفيات الأمهات لمعالجة الفجوات بين المحافظات والفجوات الخاصة بالأسباب المباشرة وغير المباشرة لها, ولزيادة الخدمات الصحية المقدمة أثناء الحمل وبعده.‏

- الدكتور مازن خضرة قال: الأمومة واحدة من مكونات الصحة الانجابية الذي يهدف لتحسين الوضع للأمهات والأزواج والأسرة بشكل عام.‏

حيث كانت نسبة الوفيات 84 في كل 100 ألف ولادة حية في عام ,1970 والآن ومن خلال هذه الدراسات وصلنا إلى أرقام لا بأس بها حيث انخفضت إلى 58 من كل 100 ألف ولادة.‏

وهدفنا تخفيض هذه النسبة إلى 32 في عام 2015 وهي من أهداف الألفية ونعمل مع كل الجهات بشكل متواز في إطار تحسين وتقديم الخدمة ورفع الوعي لتحقيق هذه الأهداف.‏

- الدكتورة هيام بشور قالت: الدراسة بمنتهى الأهمية وعلى المستوى الوطني لأنها الطريقة الوحيدة التي نقدر من خلالها اقتراح آليات للوقاية من وفيات الأمهات والتي من الممكن الوقاية منها بدراسة الأسباب, لقد تم إجراء دراسة مجتمعية للوفيات التي سجلت في سجلات الأحوال المدنية بين تاريخ 1/1/2003 - 31/12/2003 وتمت مراجعة جميع الوفيات المسجلة في سن الانجاب 15-49 سنة واعتمد فريق البحث منهجية التشريح الشفوي والتي ترتكز على قصة الأهل للوفاة وتستخدم هذه الطريقة في العديد من دول العالم والتي لا يوجد فيها أنظمة دقيقة لتسجيل الوفيات, وتوجد في سورية أسباب أخرى كضعف الإبلاغ عن الوفيات إضافة إلى أن عدداً كبيراً منها يحدث خارج المستشفيات.‏

- وأشارت د. بشور إلى الصعوبات التي واجهتهم مثل صعوبة مراجعة السجلات وصعوبة الوصول إلى منازل السيدات وصعوبة العمل الميداني بسبب ازدحام العمل في سجلات الأحوال المدنية وتأخر تسجيل الوفيات ولأسباب متعددة حيث كان من المتوقع استقصاء 300 حالة وفاة بينما العدد الذي تم الوصول إليه 129 قصة وفاة فقط.‏

- الدكتور صلاح شيخة قال: إن النتائج التي حصلنا عليها تعكس واقع وفيات الأمهات وطموحنا يجب أن يكون أفضل من ذلك بكثير ففي الدول المتقدمة نسبة الوفيات أقل من 10 لكل 100 ألف, ونحن ما زلنا بعيدين عن هذا الرقم ونحتاج لجهود كبيرة لتحقيقه سواء من وزارة الصحة والقائمين على الخدمات الصحية في سورية وفي مختلف اتجاهاتها ومن الأطباء ومن وزارة الإعلام ودورها في توعية الناس وهناك ضرورة بذل الجهود من وزارة التربية حيث ثبت أن أغلب وفيات الأمهات هن غير متعلمات وأغلب الوفيات كان يمكن تفاديها ولكن يوجد تقصير في اتجاهات مختلفة نأمل تجاوزه.‏

كما أضافت الدكتورة أسماء عبد السلام قائلة: إن أهم الأسباب الأساسية كانت أسباباً طبية, أولها حدوث النزوف سواء أثناء المخاض أو بعد الولادة, ارتفاع التوتر الشرياني أو التهاب الوريد أو حدوث الخثرات أو الانتانات وارتفاع الحرارة بعد الولادة,إضافة إلى أسباب طبية غير مباشرة متعلقة بأمراض تعاني منها المريضة.‏

- وتحدث الدكتور معتز اللحام عن الدروس المستفادة من هذه الدراسة والاستنتاجات الأساسية: منها الأسباب الطبية المباشرة هي النزوف 65%, وأدوية ارتفاع التوتر الشرياني 11% والخثار والصمات 10% واختلاطات الجراحة والتخدير 9% وكذلك الانتان النفاسي 5%.‏

كانت الأسباب الطبية غير المباشرة مسؤولة عن 7,8% من الوفيات والأسباب غير الطبية كانت بسبب وجود سوء رعاية واضح وغياب الكفاءة وإهمال الكادر الطبي بنسب عالية, وتلاها التأخر في طلب الرعاية وغياب العناية المجهزة وإمكانيات نقل الدم.‏

وكان ما يفوق 90% من الوفيات قابلة للوقاية وغالبية المتوفيات كن ذوات حمول عالية الخطر ولم تكن الصفات الاجتماعية الاقتصادية محدداً هاماً لحدوث الوفيات في هذه الدراسة فالمشكلة القائمة لا يمكن تلافيها من خلال برنامج صحي فالبرامج الصحية متوافرة وقيد التطبيق إلا أنها بحاجة إلى نظام صحي متكامل.‏

- أخيراً تحدث الدكتور محمد الطباع عن التوصيات أهمها :‏

إعداد بروتوكولات عمل وطنية شاملة للرعاية التوليدية الطارئة وتطبيقها على كافة المستويات.‏

تشكيل لجنة وطنية عليا لترصد وفيات الأمهات في سورية من خلال استقصاء كل حالة.‏

وضع قائمة بالمهارات الأساسية والإضافية المطلوبة من الشخص المشرف على الولادة ومتابعة العمل في مجال تحسين جودة الخدمات التوليدية, وإجراء دراسة لجاهزية المشافي والتأكد من وجود الرعاية الشاملة والمستمرة أثناء الحمل.‏

وادماج موضوع وفيات الأمهات في التعليم الطبي قبل التخرج من مدارس التمريض والقبالة والتدقيق في حالات الإهمال الطبي ومحاسبتها وفق القوانين وغيرها.‏

براء الأحمد

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...