قصة صورة إردوغان الراكع بجانب قدمي حكمتيار

28-05-2014

قصة صورة إردوغان الراكع بجانب قدمي حكمتيار

 جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:

القصة الحقيقية لتلك الصورة
 
-    تثبيت رقم 1: لم أعد أهتم لكتابات جنكيز تشاندار  (كاتب زاوية في صحيفة راديكال) لأنه برأيي كما منظمات المحافظين الجدد في أميركا وهو كذلك في تركيا.
-    تثبيت رقم 2: مدحت أصلي أيدين باش طاش (كاتبة زاوية في صحيفة مللييت) مقال تشاندار  وعلقت عليه في صفحتها على التويتر بقولها "رائعة... رائعة".
-    تثبيت رقم 3: أسبغ أرطغرول أوزكوك (كاتب زاوية في صحيفة هرريت)  في زاويته الأخيرة المديح على مقال تشاندار ، فأثار انتباهي وقرأته. يقول تشاندار  في المقال: «الجميع بادر إلى تضميد جراح المتضررين في زلزال 1999. ولكن الآن في صوما انقسم المجتمع إلى نصفين، وأردوغان هو من قسمه».
-    تثبيت رقم 4: ذكّر الصحفي يلماز أوزديل (كاتب زاوية في صحيفة حرييت) أردوغان بالصورة التي كان جالس فيها بجانب قدمي حكمتيار، وقال له: «نحن لا نركع لأحد».
-    تثبيت رقم 5: في نفس اليوم الذي كان فيه أردوغان جالس عند أقدام حكمتيار كان هناك شخص آخر في المنزل. إنه جنكيز تشاندار .
-    تثبيت رقم 6: من سلط أردوغان على رأس تركيا؟
-    تثبيت رقم 7: ما علاقة كل ذلك بالـCIA وبمجزرة صوما؟

التقوا في مقر الصحيفة "القومية":
العام 1985:
تحدث الرئيس الأميركي ريغن للصحفيين في حديقة البيت الأبيض مشيراً إلى جهاديين أفغان بجانبه، وقال: «من الناحية الأخلاقية هؤلاء الرجال بنفس منزلة الآباء الروحيين لمؤسسي الدولة الأميركية».
كانت الـ"سي أي إي" تدعم الأحزاب الإسلامية السبعة التي تقاتل الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. واحد من هذه الأسماء هو زعيم حزب الإسلام غلب الدين حكمتيار.
في نفس العام...
جاء حكمتيار إلى اسطنبول. كان إردوغان رئيس فرع حزب الرفاه في اسطنبول، فجمع أربكان (زعيم حزب الرفاه) وحكمتيار في صحيفة المللي غازيته (الصحيفة القومية) في حي توب كابي في اسطنبول.
وفي الليل...
شاركوا في الفعالية التي نظمها نادي إردوغان الرياضي "إيروك سبور" في قصر "الرياضة والفن" باسم (الليلة الرياضية للشباب القومي).
استمعوا إلى أغاني رجب بركيت، وشاهدوا مباراة اليوغوسلافي سينيسا ضد التركي جمال كاماجي. كان التاريخ 29 تشرين الثاني 1985.
فلنأتي إلى أهم صورة في التاريخ التركي القريب...
هذه الصورة التقطت في منزل عضو حزب الرفاه مصطفى أطلاي. في تلك الصورة يظهر حكمتيار جالسا على كرسي وهو في الـ36 من العمر ويجلس عند قدميه راكعاً إردوغان وهو في الـ31 من العمر. في ذلك المنزل كان تشاندار موجود أيضاً، ولكن لسببٍ ما لم يظهر في تلك الصورة.
هذه الصورة لها معانٍ كثيرة من عدة وجهات نظر. وواحد من وجهات النظر هذه تخص الهوية السياسية لحكمتيار.

رمى ماء الكذّاب (الأسيد) على وجه البنات الواتي كشفن وجههن:
عندما ظهرت الصورة عام 2003 قالوا: «حكمتيار ليس إرهابياً، فهو خريج جامعي من قسم هندسة الكهرباء». ولكن تجاهلوا أن حكمتيار كان يقول أن مشاهدة التلفاز والإستماع إلى الموسيقى والذهاب إلى السينما حرام. وتجاهلوا أنه رمى بماء الكذاب على وجه البنات اللواتي كشفن وجههن عندما كان يدرس في جامعة كابل.
تم تهريبه من السجن في أفغانستان عام 1973 عندما سجن بتهمة قتل شاب جامعي يساري التوجه. إن الاستخبارات الباكستانية الـISI هي من هربته. أي أنها الـ سي آي إي بطريقة غير مباشرة. ويعني ذلك أنه ليس مهندساً لأنه لم يكمل دراسته.
بدأت علاقته مع الـ سي آي إي في جامعة كابل بواسطة وقف "آسيا". كان الوقف تابعاً للاستخبارات الأمريكية، وهو الداعم والممول لمنظمة الشباب المسلم التي يتزعمها كلاً من عبد الرسول سيًاف وبرهان الدين رباني وحكمتيار. كان حكمتيار قائد الجناح العسكري في الحزب.
 علم بعد سنوات أنهم قدموا تقريراً للسفارة الأميركية عن فعالية منظمتهم، وقالوا فيه أنهم اغتالوا أربعة شبان يساريين، وأنهم بحاجة للمال والسلاح من أجل افتتاح مطبعة.
بدأت العلاقة قبل الاحتلال السوفيتي بكثير. فقد كان حكمتيار أكثر الرجال الموثوقين لدى سي آي إي في أفغانستان بتوصية من السعودية وباكستان.
انضم إلى منظمته آلاف المتطوعين الأجانب. وقام بزيارة كل أنحاء العالم لجمع المتطوعين من أجل تحقيق عمليات جهادية. فقد درب وأنشأ 35 ألف عنصر جاؤوا من 44 دولة اسلامية.
بقي حكمتيار جالساً في أحضان سي آي إي حتى عام 1996. وبعد خوفه من حركة طالبان ولجوئه إلى إيران انقطعت ارتباطاته مع الاستخبارات الأمريكية. ومن ثم تم إعلانه ارهابياً من قبل الولايات المتحدة الأميركية ومجلس الأمن. انظروا أين كنا وأين أصبحنا!
جلوس أردوغان راكعاً عند أقدام حكمتيار نتيجة ماذا؟ وما هذا الاحترام الشديد؟
إن الشخص الذي يجلس عند أقدامه ليس له منصب ديني أو عالم دين معين، فهو زعيم منظمة ظالم، إنه إرهابيٌ.

فلنأتي إلى البعد الثاني للموضوع:
هناك صورة أخرى في العدد الرابع بمجلة "كيريشيم" التي أصدرها نائب حزب العدالة والتنمية محمد متنير. كان هناك صورة لرفيق القضية لحكمتيار برهان الدين رباني وهو جالس على كرسي ويجلس عند قدميه شخصان آخران. أحدهما بلباس عربي أبيض، إنه محمد أمين صراج. والآخر بنفس الطراز من اللباس ابنه فاتح صراج (ذكرنا سابقاً هاذين الشخصين، وتورطهما مع أردوغان بفضيحة الفساد، لقراءتها: http://www.aljaml.com/node/105009).
كانت عائلة صراج تجري مقابلة مع رباني. هل هي صدفة أن يظهر كلاً من عائلة صراج وإردوغان جالسين عند أقدام رباني وحكمتيار؟ مستحيل...
القضية هي كالتالي:
كيف سيكون خط الإسلام السياسي في تركيا؟ هل سيكون ضمن خط الثورة الإسلامية في إيران أم ضمن خط المملكة السعودية؟
أثرت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 بالشباب المسلمين كثيراً. أساساًَ كانت تقف هذه الثورة على مسافة بعيدة من محمد بن عبد الوهاب، أي من الوهابية.
إذاً...
كيف تم تحويل الشباب المسلمين من أعداء للامبريالية وأعداء للرأسمالية من الذين قرأوا كتابات الدكتور علي شريعتي إلى أعداء للثورة الإسلامية اللإيرانية؟
كيف تم إقحام تيار "الأكينجيلار" (تيار الشباب الإسلامي التركي تابع لحزب الرفاه) ضمن خط السعودية ليتحولوا إلى تنظيم سنّي متزمت محولين قضيتهم إلى قضية مذهبية؟
كيف هزمت الطبقة الإسلامية الراقية في تركيا ؟
كيف تحول جنكيز تشاندار  ومحمد متينر من معجبين ومادحين للثورة الإسلامية الإيرانية إلى منخرطين ضمن التيار الإسلامي الذي رسمته لهم الاستخبارات الأمريكية؟
من لعب دوراً فعالاً ضمن الإسلام المعتدل الذي يمكن وصفه بأنه الليبرالية الجديدة المحلاة بنصوص الدين؟
المهم أن يسمح للخصخصة والسوق الحرة تحت كذبة الحريات الفردية.
المهم أن يلتقوا تحت مظلة الولايات المتحدة الأميركية في السياسة الخارجية.
المهم أن يعادوا الدول الاشتراكية والعلمانية.
ولتحقيق كل ذلك؛ من دعم "الإسلام المعتدل" الذي يحاول تحويل المجتمع إلى فئة متدينة متشدّدة. إن الذين لعبوا دوراً في وضع الليبرالية الجديدة ضمن منحى السياسة الإسلامية تحت مبدأ (الربح... والمزيد من الربح)، أليسوا هم نفسهم المسؤولون عن مجزرة صوما؟
إن إردوغان وتشاندار  شركاء في هذه المجزرة!
الصورة تعبّر عن كل شيء بما فيها مجزرة صوما... لمن يعرف قراءتها.

(سونير يالتشين – صحيفة: سوزجو)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...