قاضي ينفي وجود الدافع الشريف بقتل همجي لفتاة عذراء

07-12-2009

قاضي ينفي وجود الدافع الشريف بقتل همجي لفتاة عذراء

لم يتردد قاضي التحقيق في محافظة الحسكة الأستاذ سالم الصياح في العمل على إرضاء عقله وضميره إزاء القضية التي ينظر فيها في جريمة قتل الفتاة " ر.ع" من محافظة الحسكة على يد والدها بطريقة همجية عندما قرر انتفاء وجود الدافع الشريف في هذه الجريمة التي هزت حي الكلاسة في محافظة الحسكة نظراً لبشاعتها ودمويتها.
فالأب الذي اعتاد على ضرب وامتهان زوجته وابنته لم يكن ليقبل فكرة فرار ابنته لساعات قليلة هرباً من معاملته القاسية، فعلى الرغم من فحصها لدى عودتها عدة مرات لدى طبيبات نسائية أكدن له بأنها عذراء، وتأكيد محضر الكشف القضائي والطبي بأنها عذراء وأن غشاء البكارة سليم ولا يوجد أي آثار أو علامات تدل على ممارسات جنسية معها فقد أقدم بعد أيام من عودتها على ضربها بمهدّة حديدية قبل ان يجز عنقها بسكين كان قد حضرها لهذه الجريمة. ولم تنفع محاولات الجوار ووالدتها إنقاذها. لأنهم عندما تمكنوا من فتح الباب والدخول إلى الغرفة التي نفذ جريمته فيها وجدوها وقد فارقت الحياة. ‏
خيبة أمل المجرمين انتصار للعدالة
لم يكن هذا المجرم ليرتكب هذه الجريمة لولا اعتقاده الراسخ بأنه قادر على الإفادة من نصوص ومواد في قانون العقوبات السوري الذي يمنح الدافع الشريف في مثل هذه الجرائم التي يُحرص عادة على "تزيينها" بسوار الشرف والعفة كي يتمكن المجرمون من الإفلات من العقوبة، لكن قاضي التحقيق الأستاذ سالم الصياح الذي تولى التحقيق في هذه القضية كان له رأي مختلف هذه المرة، عندما وجد أن الوالد " المجرم" حضّر لقتل ابنته وكان هادئ البال طيلة عودتها إلى المنزل بعد هربها منه. واستغل الصباح الباكر كون جميع الجوار نياماً حتى يتمكن من الإجهاز على الضحية رغم معرفته أن ابنته عذراء. وتأكد ذلك من خلال الخبرة الطبية الثلاثية التي كشفت على الضحية الأمر الذي دفعه لنفي وجود أي دافع شريف.
خاصة وان باعث الفتاة على الهرب كان سوء المعاملة التي تتلقاها من الوالد نفسه, وانه ليس لها أية مشكلات أخلاقية أو علاقات غرامية مع أحد. مما يعني أن فترة غيابها عن المنزل لا تشكل الدافع الشريف. الأمر الذي يتوجب معه توجيه تهمة القتل العمد عن سبق الإصرار والتصميم.
مظلة الدافع الشريف... إلى متى؟؟
إن هذه السابقة تمثل نقطة تحول كبيرة لدى العديد من السادة القضاة من أجل الكف عن اعتماد التفسير التقليدي للدافع الشريف ومنحه لكل من يزين جريمته بأنها دفاع عن الشرف وهي في الوقت عينه رسالة لكل الذين يستسهلون قتل النساء بأن يتوقفوا عن استخدام شماعة الدافع الشريف لتعليق جرائمهم المخزية عليها.
لقد حان الوقت لمنع القتلة والموتورين من الاختباء وراء هذا الدافع الذي ظاهره شريف وباطنه لا يعرف للشرف معنى.

يحيى الأوس

المصدر: مجلة ثرى

التعليقات

تحية الى القاضي من القلب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...