بروفات المسرح الشرق أوسطي وسيناريو العاصفة المتوقع

24-01-2011

بروفات المسرح الشرق أوسطي وسيناريو العاصفة المتوقع

الجمل: أصبح المشهد الشرق أوسطي ينطوي على المزيد من عوامل ومحفزات الدفع باتجاه المزيد من التوتر، وفي هذا الخصوص بدا واضحاً أن منطقة شرق المتوسط أصبحت تمضي بوتائر ثابتة نحو حافة الهاوية: فما هي المعطيات التصعيدية الجديدة؟ وهل سوف يؤدي المزيد من التصعيد إلى ضبط المواقف أم إلى الانهيار وتغيير قواعد اللعبة؟
* مسرح شرق المتوسطخارطة قطاع غزة: توصيف المعلومات الجارية
تقول المعطيات الجديدة بوجود أربع معلومات برزت بشكل واضح مؤخراً، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
•    المؤشر المصري: تحدثت المصادر الرسمية المصرية صراحة عن اتهام جماعة جيش الإسلام السلفية الفلسطينية المتمركزة في قطاع غزة بمسؤوليتها عن ارتكاب تفجير كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية المصرية مطلع هذا العام.
•    المؤشر الإيراني: تقول المعلومات بأن طهران قد قررت إرسال بعض قطع البحرية الإيرانية باتجاه مياه البحر الأحمر والمرور عبر قناة السويس ثم التمركز في المناطق البحرية المطلة على شواطئ شرق المتوسط.
•    المؤشر التركي: تزايدت ردود الأفعال التركية إزاء قرار اللجنة القضائية الإسرائيلية التي حققت في أحداث قافلة الحرية واعتبار السلوك الإسرائيلي العدواني شرعياً، وما زاد من حدة الغضب تصريحات الخارجية الإسرائيلية التي طالبت تركيا بتقديم الاعتذار لإسرائيل عن حادثة قافلة الحرية.
•    المؤشر اللبناني: أصبح مرشح المعارضة نجيب ميقاتي قاب قوسين أو أدنى من تولي منصب رئيس الوزراء اللبناني بعد أن أصبحت الاحتمالات تشير إلى إمكانية حصوله على تأييد 73 عضواً من إجمالي أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 128 نائباً.
هذا ونلاحظ أن هذه المؤشرات الأربعة حدثت بشكل متزامن إضافة إلى أنها تزامنت مع جولة أنقرا الأخيرة لمفاوضات مجموعة الـ 5+1 مع طهران والتي أكدت معظم التقارير بأنها قد وصلت إلى نقطة الانغلاق والانهيار بعد مرور ساعتين على انعقادها، فقد رفضت طهران أن يتم طرح برنامجها النووي كموضوع للنقاش وما يمكن فقط طرحه للنقاش هو مدى مشروعية حق طهران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية كما هو منصوص عليه في المواثيق الدولية.
* إستراتيجية حافة الهاوية: البعد التفاعلي
نلاحظ أن المؤشرات الأربعة الجارية تنطوي على المزيد من الروابط والتأثيرات المتبادلة على المستويين الداخلي الخاص بمكونات كل مؤشر والخارجي الخاص بعلاقة المؤشر مع المؤشرات الأخرى، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
•    الاتهام المصري لجماعة جيش الإسلام بالمسؤولية عن تفجير كنيسة القديسين معناه سيناريو المزيد من التحركات المصرية ضد جماعة جيش الإسلام المتمركزة في قطاع غزة وسوف يكون موقف حركة حماس حرجاً للغاية، لأن مصر تتعاون بالضرورة مع إسرائيل في استهداف عناصر جيش الإسلام. وما هو مثير للاهتمام أن حادثة تفجير كنيسة القديسين سبق أن تحدثت العديد من المصادر عن احتمالات متزايدة لجهة تورط الموساد الإسرائيلي في عملية التفجير، خاصة أنه تم لعمليات التفجير التي سبق أن استهدفت بعض المناطق العراقية والباكستانية وتبين لاحقاً أن شركة بلاكووتر الأمريكية الأمنية كانت متورطة في الموضوع.
•    إرسال القطع العسكرية البحرية الإيرانية إلى منطقة شرق المتوسط هو أمر ينطوي على قدر أكبر من المخاطر، وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن تل أبيب تتوقع أن تتمركز القطع الإيرانية في منطقة شرق المتوسط ضمن مجموعتين، الأولى قبالة شواطئ جنوب لبنان بما سوف يشكل تهديداً عسكرياً بحرياً مباشراً لأمن شمال إسرائيل، والثانية قبالة شواطئ قطاع غزة بما سوف يشكل تهديداً عسكرياً بحرياً مباشراً لأمن جنوب إسرائيل.
•    قرار اللجنة القضائية الإسرائيلية وتصريحات داني إيعالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تفيد بوضوح لجهة أن إسرائيل قد قررت ليس إحراق ملف المصالحة الإسرائيلية-التركية وحسب وإنما إلى وجهة النظر الإسرائيلية السابقة القائلة بضرورة ألا تتسرع إسرائيل في عقد مصالحة مع تركيا، لأنها "لن تدوم طويلاً" وبالتالي فمن الأفضل تأجيل هذه المصالحة إلى حين إكمال إسرائيل مخططاتها العسكرية والأمنية الجديدة، بما يؤدي إلى صياغة التوازنات الميدانية بشكل جديد وبعدها يمكن عقد المصالحة والتطبيع مع أنقرا.
•    إذا تمت عملية صعود نجيب ميقاتي لمنصب الرئيس اللبناني ونجح في تشكيل الحكومة، فمن المتوقع أن تبدأ عملية اصطفافات جديدة في الساحة اللبنانية بحيث تصبح قوى 8 آذار في الحكومة وقوى 14 آذار في المعارضة.
إذاً، سوف تستمر هذه التحركات وصولاً إلى نقطة التوتر الحرج أو نقطة الصفر الساخن كما يسميها بعض الخبراء السكون الذي يسبق العاصفة، وعلى الأغلب أن تبدأ عملية تشغيل "سيناريو العاصفة" من لبنان إذا صدر قرار القاضي الظني لجهة توجيه الاتهامات والدفع باتجاه عقد فعاليات المحاكمات الغيابية لجميع الذين سوف تشملهم لائحة الاتهامات، وبعدها سوف تبدأ عملية المطالبة بمن أدانتهم المحكمة غيابياً بما يمكن أن يؤدي إلى احتمالات سعي واشنطن إلى استخدام الفصل السابع ضد لبنان، خاصة أن المحكمة الدولية الخاصة قد تم إنشاؤها وتكوينها بالاستناد إلى بنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يُلزم مجلس الأمن الدولي بالتدخل مستخدماً كل الوسائل بما في ذلك استخدام القوة القاهرة.
أما بالنسبة لسيناريو الاستهداف المصري لقاع غزة، فمن غير المؤكد احتمالات أن تلجأ القاهرة إلى المطالبة بتشكيل فعاليات دولية لجهة إخلاء قطاع غزة من المسلحين الذين تنظر القاهرة لهم باعتبارهم أصبحوا يشكلون تهديداً لأمن مصر وأمن المسيحيين في الشرق الأوسط. ومن الواضح هنا أن القاهرة قد لا تمانع في المطالبة بتشكيل مثل هذه الآلية الدولية طالما أن ذلك سوف يجلب للقاهرة المساعدات الأمريكية إضافة إلى أنه يجعل القاهرة في منأى عن الصدام مع الإسلاميين الأصوليين طالما أن الآلية سوف يتم تشكيلها بواسطة الأطراف الأجنبية الدولية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...