دعوة القذافي «لأسلمة» أوروبا تربك معسكر برلوسكوني

01-09-2010

دعوة القذافي «لأسلمة» أوروبا تربك معسكر برلوسكوني

أثارت تصريحات الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي اختتم زيارة رسمية إلى روما أمس، حول ضرورة «أن يصبح الإسلام دين أوروبا بأسرها» امتعاضا في الأوساط الكاثوليكية وارتباكا لدى الغالبية اليمينية بزعامة رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني.
ورأى القذافي، قبيل مغادرته روما، أن على الاتحاد الأوروبي دفع «خمسة مليارات يورو سنويا على الأقل» إلى ليبيا لوقف الهجرة غير الشرعية وتجنب أن تصبح أوروبا «سوداء». وقال برلوسكوني انه وبفضل الاتفاق الثنائي وطرد المهاجرين،القذافي خلال مغادرته روما امس ساهمت ايطاليا «بنجاح في مواجهة الاتجار بالمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا والذي تشرف عليه عصابات إجرامية».
وأدان سكرتير مجمع تبشير الشعوب في الفاتيكان المونسنيور روبرت ساره، في تصريح لصحيفة «لا ريبوبليكا» دعوة القذافي، ورأى فيها «استفزازا وقلة احترام للبابا ولايطاليا حيث غالبية السكان من الكاثوليك». وقال «أنا غير قلق لتصريحات القذافي، لأنها ليست سوى استفزازا مجانيا وسخيفا».
وأدانت صحيفة «افينيري»، الكاثوليكية التوجه، «جلسة دعاية إسلامية» أرادها القذافي «بشكل متعمد فولكلورية»، متساءلة كيف أمكن له أن يوجه من قلب «ايطاليا متسامحة وتعددية وذات الجذور المسيحية الضاربة في عمق الأرض وفي قدم التاريخ» هكذا دعوة، وان «ينبري عمدا في استعراض تبشيري».
ولكن باستثناء المعارضة اليسارية التي نددت بما اعتبرته بازارا اقتصاديا بين برلوسكوني والقذافي، لم يوجه احد انتقادا صريحا لسلوك رئيس الحكومة بتقبله ما بدر من ضيفه. وشدد العديد من المقربين منه على أهمية اتفاقية الصداقة بين البلدين، والتي احتفل القذافي وبرلوسكوني بذكرى مرور عامين على توقيعها، في تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما.
غير أن البلبلة كانت واضحة في صفوف معسكر رئيس الوزراء وأنصاره، ولا سيما لدى الكاثوليك الملتزمين دينيا. وتساءل ماوريتزيو لوبي، نائب رئيس مجلس النواب وعضو حزب شعب الحرية بزعامة برلوسكوني، في رسالة وقعها مع رئيس كتلة الحزب في البرلمان الأوروبي ماريو مورو ونشرتها صحيفة «لا ستامبا»، ما إذا كان «من الملائم أن نعرض بلدنا مسرحا لاستعراضات الرئيس» في إشارة إلى القذافي. وأضافا «بالتأكيد انه لأمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا أن نطور علاقات دبلوماسية مميزة مع ليبيا ولكن لماذا لا نرى هكذا مسرحيات في ألمانيا أو في مكان آخر في أوروبا؟».

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

القذافي يشتري إيطاليا
ما هي انعكاسات الشراكة الليبية-الإيطالية على العلاقات الأوروبية-العربية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...