المعارضة السورية وسيناريو اختطاف الجامعة العربية

11-11-2011

المعارضة السورية وسيناريو اختطاف الجامعة العربية

الجمل: تحدثت التقارير والتحليلات كثيراً عن انعقاد اجتماع لجنة الجامعة العربية الوزارية، المحدد له يوم غداً السبت 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م، بمقر أمانة الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، وتقول المعلومات والتقارير بأن هذا الاجتماع سوف يكتسب أهمية قصوى، في تحديد العديد من التطورات المستقبلية المتعلقة بإدارة أزمة الاحتجاجات السياسية السورية: فما هي طبيعة وأهمية اجتماع أمانة الجامعة العربية، وما هي فعالية جهود الجامعة العربية في إدارة الأزمة: هل باتجاه التصعيد، أم باتجاه التهدئة، أو باتجاه "المنزلة بين المنزلتين" كما يقول المعتزلة!؟

* جهود لجنة أمانة الجامعة العربية الوزارية:  بين الشك واليقين
سعت أمانة الجامعة العربية إلى تشكيل لجنة وزارية عربية من أجل احتواء أزمة الاحتجاجات السياسية السورية، وبرغم قبول دمشق لمبادرة الجامعة العربية، وعدم قبول المعارضة السورية لهذه المبادرة، فقد سعت اللجنة العربية لجهة الدعوة لاجتماع طارئ سوف يخصص لمناقشة التطورات الجارية في ملف الاحتجاجات السورية، الأمر الذي ألقى بالمزيد من التداعيات على مدى مصداقية اللجنة الوزارية العربية، وفي هذا الخصوص برزت النقاط الآتية:
•    المؤشر الأول: سعي المزيد من الأطراف العربية لجهة اعتماد التطبيق غير المتوازن لبنود المبادرة العربية، عن طريق توجيه الانتقادات لدمشق التي وافقت على المبادرة وباشرت تنفيذ بنودها، وغض النظر عن توجيه أي انتقادات للطرف الآخر الذي أعلن صراحة عدم قبوله بالمبادرة، إضافة إلى عدم قبوله أصلاً بالجامعة العربية كطرف وسيط.
•    المؤشر الثاني: الدعوة الطارئة لانعقاد الاجتماع جاءت قبل الموعد المتوقع، وهو أمر يعكس المزيد من التساؤلات والشكوك: لماذا الاجتماع الطارئ، وما هي البنود الحقيقية لهذا الاجتماع.
•    المؤشر الثالث: سعي واشنطن  الاستباقي لتخريب جهود المبادرة العربية من خلال دعوتها للمسلحين المعارضين بعدم  قبول المبادرة، وسعي أنقرا لتخريب جهود المبادرة من خلال تجاهل فعاليات المسلحين السوريين الناشطين في الأراضي التركية.
•    المؤشر الرابع: حديث بعض الأطراف العربية الخليجية الذي اتهم دمشق صراحة بعدم الالتزام بتطبيق المبادرة، إضافة إلى التسريبات القائلة بأن هذه الأطراف الخليجية تحاول دفع الجامعة العربية باتجاه فرض المزيد من الضغوط على دمشق.
سوف ينعقد اجتماع لجنة أمانة الجامعة العربية الوزارية غداً السبت، وسوف يترتب على نتائج هذا الاجتماع العديد من النتائج ذات الأبعاد الفائقة الخطورة بالنسبة لمستقبل الملف السوري، وأيضاً وبقدر أكبر بالنسبة لمستقبل ملف  مصداقية جامعة الدول العربية ومدى فعالية أو عدم فعالية كفاءة العمل العربي المشترك.

* المعارضة السورية: الضغوط وسيناريو اختطاف الجامعة العربية
برغم الحجم المحدود لحركة الاحتجاجات السياسية السورية، واقتصارها على ثلاثة مناطق رئيسية، دون سائر المدن الرئيسية السورية وبالذات العاصمة دمشق وحلب ثاني أكبر مدينة، فإن المعارضة السورية أصبحت منقسمة حالياً ضمن العديد من المجموعات، ومن أبرزها:
•    لجان التنسيق المحلية.
•    الهيئة العامة للثورة.
•    المجلس الوطني السوري.
•    مجلس قيادة الثورة.
•    الجيش السوري الحر.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية ما زالت تفتقر إلى القوام السياسي الموحّد، وذلك بفعل طموحات زعماء المجلس الوطني الخارجي، لجهة القيام بالسيطرة على فعاليات المعارضة الداخلية والخارجية، وبكلمات أخرى، فقد سعى المجلس الوطني لجهة الانفراد بالأنشطة الخارجية والسيطرة على الدعم الخارجي، إضافة إلى محاولات تتبيع المعارضة الداخلية، الأمر الذي أدى إلى حدوث المزيد من الخلافات حول القضايا الأساسية، وحالياً نشير إلى الآتي:
•    يطالب المجلس الوطني السوري بالتدخل الخارجي الأجنبي، في مواجهة المعارضة الداخلية التي ترفض أي تدخل أجنبي.
•    يطالب المجلس الوطني بعدم القبول بأي حوار أو الموافقة على أية مبادرة، في مواجهة المعارضة الداخلية التي ترى بأن كل شيء قابل للحوار.
تزايد الخلافات بما أدى إلى قيام الجامعة العربية بمحاولة الاستماع إلى وجهات نظر المعارضة الداخلية والمعارضة الخارجية، وفي هذا الخصوص فقد سعت المعارضة الخارجية إلى إيصال وجهة نظرها للجامعة العربية، ولكن، عندما جاء وفد زعماء المعارضة الداخلية لمقابلة أمين الجامعة العربية، وإبلاغه بوجهة نظر المعارضة الداخلية الرافضة للتدخل الأجنبي، فوجئت الأوساط الدولية والإقليمية بحادثة قيام أنصار المعارضة الخارجية الداعمين للتدخل الأجنبي، وبالتجمهر أمام مقر الجامعة العربية والقيام بالاعتداء على رموز المعارضة الداخلية وهم:
•    الناشط السياسي السوري المعارض: ميشيل كيلو، مفكر سياسي.
•    الناشط السوري السوري المعارض: هيثم منّاع، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
•    الناشط السياسي السوري المعارض: صالح مسلم.
هذا، وتقول المعلومات والتقارير بأن الناشط السياسي السوري المعارض، حسن عبد العظيم زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي، قد تمكن من الدخول ومقابلة أمين الجامعة العربية، أما الثلاثة المشار إليهم فقد عادوا أدراجهم، ولم يتمكنوا من إجراء المقابلة.
إن حادثة اعتداء عناصر المعارضة الخارجية التابعين للمجلس الوطني السوري على رموز المعارضة الداخلية الثلاثة التي حدثت مساء أمس الأول في العاصمة المصرية القاهرة، هي حادثة وإن كانت تبدو في ظاهرها مشهداً يتعلق بالخلافات الحادة في أوساط المعارضة السورية، فإنها في العمق تعبر عن معطيات فائقة الخطورة يمكن الإشارة إليها على النحو الآتي:
•    تمادي المعارضة الخارجية في انتهاك سيادة الدولة المضيفة لها، فالمعارضة الخارجية لم تحصل على إذن من السلطات المصرية يسمح لها بالتجمهر، إضافة إلى أن مقر جامعة الدول العربية هو مقر ديبلوماسي يتمتع بالحصانة الدبلوماسية الكاملة التي يتوجب على الجميع بما في ذلك السلطات المصرية نفسها احترامها، بما يوفر الحمائية لأمانة الجامعة العربية، والحمائية اللازمة لجعل الجامعة تقوم بتنفيذ فعالياتها على الوجه الأكمل.
•    السعي الاستباقي لجهة توجيه فعاليات السياسة الإقليمية العربية، وتحديداً الجامعة العربية، بما يخدم وجهات نظر المجلس الوطني السوري، وهو أمر يقضي تماماً على استقلالية الجامعة العربية، ويجعل عملية صنع واتخاذ القرار العربي في "المجلس الوطني السوري" وزعيمه برهان غليون.
•    عبر برهان غليون زعيم المجلس الوطني المعارض مراراً وتكراراً، عن استيائه إزاء وجهات نظر أمين الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، والآن جاءت عملية الاعتداء على رموز المعارضة الداخلية، لكي تبدو ضمن جانبين الأول معلن، وهو منع رموز المعارضة الداخلية من إيصال وجهات نظرهم  لأمين الجامعة العربية، والثاني غير معلن، وهو منع أمين الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من تنفيذ قراره بالاستماع لوجهات نظر رموز المعارضة الداخلية.
تثير حادثة الاعتداء على رموز المعارضة الداخلية الكثير من الشكوك، والتي من أبرزها: من الذي وفّر الغطاء والحمائية لعناصر المعارضة الخارجية لجهة القيام بهذه العملية. وما هي علاقة وجهة نظر المعارضة الخارجية بالمطالبة بالتدخل الأجنبي بوجهة نظر بعض الأطراف الخليجية المطالبة باستخدام الجامعة العربية كوسيلة لاستهداف دمشق. وما هي الحلقة الثالثة التي تربط بين المعارضة الخارجية، والأطراف الخليجية، وهل هي الحلقة التي تقول جميع وجهات النظر بأنها واشنطن التي سعت منذ البداية إلى رفض مبادرة الجامعة العربية، وعلى المستوى المعلن إلى تحريض المعارضين بعدم إلقاء السلاح، وعلى المستوى غير المعلن إلى تحريض الخليجيين من أجل المضي قدماً في مشروع استهداف دمشق.

* إدارة التنازلات: الحلقة الجديدة في مخطط استهداف دمشق
انعقاد اجتماع لجنة أمانة الجامعة العربية الوزارية، الذي سوف يتم يوم غدٍ السبت، سوف لن يكون الأخير في مسلسل محاولات واشنطن الرامية إلى تعبئة القدرات العربية والشرق أوسطية  في عملية استهداف دمشق، وفي هذا الخصوص لم يعد من مجال لإخفاء الحقائق، فالمطلوب سوف يتمثل في قيام اللجنة العربية بإدارة الآتي:
•    استخدام الأساليب الإدارية السياسية التكرارية في عملية الحصول على المزيد من تنازلات دمشق.
•     استخدام إدارة الضغوط الزمنية في عملية دفع دمشق باتجاه تنفيذ التنازلات في أسرع وقت ممكن، بما يتيح تسريع القيام بمطالبة دمشق بالمزيد من التنازلات الأخرى الإضافية.
هذا، ونلاحظ أن الأهداف غير المعلنة لعملية إدارة التنازلات التي سوف تقوم بها لجنة أمانة الجامعة العربية الوزارية، تتزامن مع جهود أخرى تقوم بها أطراف مثلث واشنطن ـ لندن ـ باريس، إضافة إلى تركيا، وتتمثل في تكثيف وتصعيد وتائر الضغوط الدولية والإقليمية، ضمن محورين: الأول يمضي ضمن مسار الضغط المباشر على دمشق، والثاني يمضي ضمن مسار الضغط غير المباشر على دمشق، وتحديداً باتجاه الضغط على روسيا والصين من أجل التخلي عن مساندة دمشق.
ضغوط إدارة التنازلات الدولية بواسطة واشنطن ولندن وباريس، وضغوط إدارة التنازلات بواسطة لجنة أمانة الجامعة العربية المختطفة خليجياً، إضافة إلى ضغوط مجلس المعارضة السورية الخارجي، تهدف جميعها إلى إنفاذ سيناريو واحد: الدفع باتجاه التدخل الخارجي الأجنبي ضد سوريا بما يضع سورياً عملياً تحت الاحتلال الأجنبي المرفوض بشكل قاطع بواسطة كل السوريين. والمقبول حصراً بواسطة جماعات اللوبي الإسرائيلي وحلفاءهم المعارضين الخارجيين.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

ذكرت وسائل الإعلام (الإسرائيلية) أن نبيل العربي، أمين عام جامعة ماعز الخليج، التقى وزير الخارجية (الإسرائيلي)، أفيجدور ليبرمان، في أحد قصور الماعز ورجاه أن تقبل (إسرائيل) دعوة القطيع الإنضمام إليها. فما كان من لبيرلمان إلا أن قفز من مكانه وتفّ بوج العربي قائلا: تفوو عليك وعلّي خلفوك، بدك تفضحنا بين الناس في العالم! وهمّ بضربه، لولا تدخل الدبّ حمد (جوز بنانا) قائلا للبيرمان: امسها بهلحيّة.. ثم صفع العربي كفّا وقال: فوت بكرة بفرجيك يا عرص، هيك بتهين إسرائيل.. بفرجيك يا كلب!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...