60 ألف جندي وشرطي لحماية بغداد وتركيا تريد محاربة الدولة السورية لاداعش

13-10-2014

60 ألف جندي وشرطي لحماية بغداد وتركيا تريد محاربة الدولة السورية لاداعش

الحرب على «داعش» تراوح مكانها، شكلياً، لكنها في الواقع لا تحول دون انتشار خطر عصابات التكفير ما بين سوريا والعراق، وربما أبعد من ذلك بكثير. فبعد اكثر من شهرين على بداية الغارات الاميركية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، تزايد امتداد مسلحي التنظيم سواء على الساحة العراقية وتحديداً باتجاه بغداد والمناطق الغربية من العراق، او على الساحة السورية باتجاه السيطرة على عين العرب التي وصلتها تعزيزات من «الجهاديين» تحت مرأى من طيران التحالف وتركيا، بينما اتهمت ايران السلطات التركية بمنع وصول مساعدات الى هذه البلدة السورية بما كان يمكن ان يمنع سقوطها.
وبينما كان المقاتلون السوريون الاكراد يقاومون بشراسة تغلغل عصابات «داعش» في عين العرب، تتجه الانظار غداً الى واشنطن حيث يعقد رؤساء أركان وقادة عسكريون لنحو 20 دولة، بينهم دول عربية، اجتماعاً يحمل ما هو اكثر من الطابع التشاوري، ويميل الى منطق ضرورة اتخاذ قرارات محددة في ما يتعلق بتطورات الحرب على الساحتين العراقية والسورية، مع ما يعتري الحملة الجوية الطابع، من عثرات حتى الآن، تتجلى بوضوح الآن في محيط بغداد، وتدفع متحدثاً أميركياً الى اضطرار نفي احتمال وقوع بغداد نفسها تحت سيطرة «داعش».
وبينما ترفض أنقرة، المتهمة بتسهيل مرور آلاف «الجهاديين» على مر الأزمة السورية، فكرة السماح لمتطوعين اكراد بعبور أراضيها للدفاع عن عين العرب (كوباني)، فإنها اعلنت في المقابل، استعداداها لتدريب اربعة آلاف من مقاتلي المعارضة السورية من اجل هدفين: محاربة المتطرفين الاسلاميين، ومقاتلة النظام السوري نفسه. الموقف التركي الذي يصفه الاكراد وغيرهم من السوريين بأنه متآمر، بالإضافة الى قمع تركي للاحتجاجات الكردية في المدن التركية الذي اوقع عشرات القتلى، دفع الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني جميل باييك الى الحديث عن عودة المقاتلين الاكراد الى المناطق التركية التي انسحبوا منها، واحتمال اندلاع انتفاضة كردية جديدة وسقوط عملية السلام بين الاكراد وأنقرة.
وفي العراق، أدى تردي الأوضاع الأمنية في محافظة الأنبار، وخصوصاً هجوم «داعش» على مدينة الرمادي، إلى إطلاق تحذيرات من أن سقوط المحافظة قد يفتح الطريق أمام «داعش» لشن هجوم كبير على العاصمة بغداد، حيث عزز مسلحو التنظيم سيطرتهم على منطقة أبو غريب، ما يضعهم في مركز قوة على بعد حوالى 23 كيلومترا عن «المنطقة الخضراء» في بغداد.
لكن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل اعتبر، في سانتياغو في تشيلي، أن قوات الأمن العراقية تسيطر تماماً على بغداد وتواصل تعزيز مواقعها هناك. وقال هايغل، الذي اتصل بنظيره التركي عصمت يلماظ، «نواصل مساعدتها بالضربات الجوية وبمساعدتنا وبمستشارينا».
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان لوكالة «اسوشييتد برس» إن هناك 60 ألف جندي وشرطي في مناطق تقع في حزام بغداد، فيما أعلن مسؤول أميركي أن العاصمة ستظل هدفاً لهجمات «داعش» لكنه استبعد إمكانية سيطرته عليها.
وكرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في القاهرة، أن «الولايات المتحدة قلقة للغاية من الوضع في كوباني لكن القرارات الخاصة بها لا تحدد الإستراتيجية ضد الدولة الإسلامية»، معتبراً ان «الأمر سيستغرق بعض الوقت لتجميع التحالف بشكل كامل لمواجهة داعش». وأضاف «التركيز يجب أن يكون على العراق بينما يتم إضعاف الدولة الإسلامية في سوريا».
وذكر أن «داعش» يرسل تعزيزات من الرقة وحلب إلى عين العرب، حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد. وقد وضع التنظيم كل ثقله في المعركة، معتبراً أنها معركة حاسمة بالنسبة له، إذ إن خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين».
وشنت طائرات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، تسع غارات على معاقل «الجهاديين» أمس الأول، استهدفت خصوصا الأحياء الشرقية.
وفي طهران، انتقد رئيس الأركان الإيراني اللواء سيد حسن فيروز آبادي، أمس الأول، تركيا من دون تسميتها. وقال إن «دولة جارة قرب الحدود أغلقت طريق وصول المساعدات إلى أهالي كوباني المظلومين»، مضيفاً «إذا تم إيصال المساعدات إلى سكان كوباني فسيتم إبعاد داعش إن شاء الله». ودعا إلى اليقظة والحذر حيال أهداف التحالف الغربي. وقال إن «رائحة المؤامرة تفوح بأن يكون أهالي كوباني هم الضحية لتمهيد الأرضية لتواجد التحالف العسكري في سوريا».
وقال مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى في إيران علي اكبر ولايتي، خلال لقائه وفداً من مؤسسة الدراسات الإستراتيجية الآسيوية في تركيا، «من الضروري منع تدخل الجهات الأجنبية في هذه المنطقة، وعلى جميع الدول أن تتحرك في هذا المسار». وأضاف إن «سياسة الأجانب في منطقتنا تشبه سياسات الاستعمار، وعلى إيران وتركيا بما لهما من تاريخ أن يمنعا هذه التدخلات». وتساءل «بأي مبرر يمكن السماح للدول الأجنبية بأن تهجم وتقصف مناطق في سوريا والعراق وباكستان من دون إذن من حكومات هذه الدول».
ورفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، في تصريح لقناة «فرانس 24»، إنشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوعين من تركيا إلى بلدة عين العرب.
وقال جاويش أوغلو إن «تركيا لا يمكنها فعلا منح أسلحة لمدنيين ومطالبتهم بالعودة لقتال جماعات إرهابية». وأضاف «هذا (الممر) غير واقعي. من سيقدم إمدادات الأسلحة اليوم؟ قبل أي شيء فإرسال مدنيين إلى الحرب جريمة».
وكرر جاويش اوغلو إن الضربات الجوية فشلت في وقف «داعش» وإنه ينبغي وضع إستراتيجية أوسع عبر المنطقة، بما في ذلك إنهاء الحرب في سوريا.
وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، في مقابلة مع صحيفة «صباح» نشرت أمس، «نحن بحاجة الآن إلى قوة امن تحمي الشعب السوري من تنظيم الدولة الإسلامية ومن النظام». وأضاف إن «الحل يكمن في قوة ثالثة غير النظام والدولة الإسلامية، تمثل الشعب السوري وتكون مكونة من سوريين وليس من مقاتلين أجانب»، معتبراً أن «هذه القوة يجب أن تمثل كل الأطراف في سوريا، والائتلاف الوطني السوري والمعارضة تتوفر فيها هذه الشروط».
وفي إطار مواصلته تسويق فكرة المنطقة العازلة، التي لم تدعم تركيا فيها إلا باريس، قال داود اوغلو إن «قوة أخرى ستسيطر على الأرض بفضل الحماية الجوية، هذه القوة هي المعارضة المعتدلة».
وأعلن مسؤول تركي أن أنقرة وافقت على طلب أميركي بتدريب أربعة آلاف مسلح، موضحاً أن الاستخبارات التركية هي من سيقوم بالتدقيق بهم. وكانت السعودية وافقت على تدريب الآلاف على أراضيها. وأعلن مسؤولون أميركيون أن أنقرة وافقت على السماح للدول الغربية باستخدام مطاراتها لمهاجمة «داعش».
وواصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، هجومه على المتظاهرين، معلناً أن الحكومة ستعمد إلى تشديد قوانينها لقمع التظاهرات، وذلك بعد الاضطرابات التي هزت البلاد، وأدت إلى مقتل 34 شخصاً، وإصابة حوالي 350. وتساءل «أين كان الذين يذرفون الدموع من أجل كوباني، ويتحدثون عن الإنسانية والضمير، عندما قصفت حلب وحماه وحمص؟ وأين كانوا من أجل الموصل وكركوك؟ وأين كانوا عند مقتل 250 ألف شخص في سوريا بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والتقليدية، ونزوح 7 ملايين شخص؟».
وهدد رئيس اللجنة القيادية في «حزب العمال الكردستاني» جميل باييك تركيا بانتفاضة جديدة في حال أصرت على سياستها الحالية. وقال، لشبكة «إيه آر دي» الألمانية، «لقد أنذرنا تركيا. إذا استمرت على هذا النهج فعندئذ ستستأنف مجموعاتنا المقاتلة حربها الدفاعية ذوداً عن شعبنا». وأضاف «حزب العدالة والتنمية هو المسؤول عما يحدث حالياً في كوباني وفي تركيا».
وتابع باييك «أعدنا جميع مقاتلينا الذين كنا قد سحبناهم من تركيا إلى هناك، لأن تركيا مستمرة في سياستها من دون أي تغيير». وانتقد التفويض التركي الذي يسمح بتوغلات عسكرية في العراق وسوريا لمحاربة مقاتلي «داعش»، معتبراً أنه يهدف إلى قتال «الكردستاني». وقال «بالكاد يأتي هذا التفويض على ذكر الدولة الإسلامية، لكنه يذكر حزب العمال الكردستاني كثيراً. إن هذا التفويض يرقى لكونه إعلان حرب على الكردستاني، وبموافقة البرلمان عليه تكون تركيا قد أنهت عملية السلام».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...