560 موفداً في مهب الريح

29-01-2009

560 موفداً في مهب الريح

تطفو على السطح مشكلة الطلاب الموفدين للدراسة خارج البلاد وكالعادة نسمع وعوداً أو طمأنات بالعمل على حل مشكلاتهم الكثيرة التي تبدأ بتأخر رواتبهم التي يتقاضونها كل عدة أشهر وقد لا تنتهي بعدم قدرة تلك الرواتب على مجاراة غلاء المعيشة في البلدان التي يوفد إليها الطلاب.
وحين ذهبنا إلى مدير محاسبة البعثات في وزارة التعليم العالي ناصر الشملي لنقل بعض شكاوى الطلاب وأهاليهم على مشكلة الرواتب وتأخرها، صادفنا ولي أمر موفدة كان لدى المدير ليشكو حال ابنته التي أوفدت إلى الجزائر حديثاً ولم يصلها أي راتب أو معونة وقام ولي أمر الموفدة بشرح وضع ابنته الصعب حيث إنها متغربة عن أهلها ولا معين لها ولا تملك النقود وهو غير قادر على إرسال كمية من النقود لإعانتها ريثما يتم تحويل راتبها الذي تخصصه وزارة التعليم العالي وانتهى لقاء الاثنين بأن يعود ولي أمر الطالبة بعد بضعة أيام ليتم السؤال عن الموضوع.
سألنا مدير محاسبة البعثات عن سبب تأخر رواتب الموفدين وعدم إيجاد حل لهذا الموضوع الذي يتجدد كل عدة أشهر فقال:
نقوم بتحويل الرواتب كل 4 أشهر ولكن في الثلث الأول من العام تصادفنا مشكلة متجددة تتعلق بتخصيص القطع الأجنبي من وزارة المالية وهي مسألة إجرائية ولا تقتصر فقط على رواتب الموفدين وعموماً الأخيرون سيستلمون رواتبهم مطلع الشهر القادم, وقمنا نحن بابتكار طريقة تساعد الطالب في ظل تأخر الرواتب في بداية كل عام وذلك بتوزيع مخصصات الكتب والملابس في شهر كانون الأول وبذلك نخفف من أثر التأخير الذي يحصل في الرواتب في بداية العام.
وعن وضع رواتب الموفدين والشكوى من هزالتها وعدم قدرتها على سد جميع احتياجات الموفد ما يضطره في كثير من الأحيان للعمل والانصراف عن التحصيل العلمي قال الشملي:
خلال العام المنصرم شهدت رواتب الموفدين إلى جميع البلدان زيادة وقدرتها 25% على الرواتب وحالياً رفعنا مقترحاً إلى وزارة المالية لزيادة الرواتب بحدود 50% وكل حسب بلده ووضعه وقد قمنا بإعداد الدراسة بالتعاون مع اتحاد الطلبة والسفارات السورية في مختلف البلدان.
وعن مصير بطاقات الفيزا كارد التي وعد الموفد بها كثيراً والتي تضمن سرعة تحويل الرواتب في مواعيدها، ختم الشملي تصريحه قائلاً:
حسب دراسة أجراها الاتحاد الوطني لطلبة سورية فإن 99% من الموفدين طالبوا بإلغاء فكرة الفيزا كارد وذلك نظراً إلى العمولات التي تقطع من رواتب الموفدين عند عملية الإيداع والسحب لذلك ونزولاً عند رغبة معظم الطلاب فقد تم إلغاء- أو بالأحرى التريث قليلاً- في إصدارها.
يذكر أنه يبلغ عدد الموفدين السوريين إلى الخارج لنيل التحصيل العلمي نحو 560 موفداً وتبلغ الميزانية السنوية التي تخصصها الوزارة للإنفاق على هؤلاء نحو مليار و400 مليون ل.س.

 

علاء الخضر

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...