أهـلا بالمغتربين ..سنوافيكم بالردود المناسبة في أقرب وقت

15-05-2007

أهـلا بالمغتربين ..سنوافيكم بالردود المناسبة في أقرب وقت

الجمل – حسان عمر القالش: اختتمت الأحد الفائت فعاليات مؤتمر المغتربين السوريين الثاني بنهاريـه اليتيميـن, وبما أن الحدث مازال طازجا وساخنا في الذاكرة وعلى صفحات الجرائد المبيّضـة لوجهه, قد يكون مفيدا أن نتساءل: لمن تتوجه وزارة المغتربين؟ ومن هم المغتربين؟.. أي ماتعريفهم؟  وهذا السؤال/ العنوان لا يسأل لغايات تعجيزية أو تحبيطيّة كما قد يظن, انما هو آت من واقع الحال, من كلام وتصرفات المغتربين أنفسهم خلال مؤتمرهم, فالنهارين الطويلين كانا مهميـّن وفعـّالين للمغترب كفرصة لتبادل المعلومات والأفكار والتواصل مع "غيره من الحاضرين" أكثر مما كانا من حيث التواصل مع الطاقم الرسمي والاقتصادي للحكومة. ولم تتحفنا الصحف الرسمية بلقاءات مع هؤلاء الضيوف أو أصحاب البيت – لا فرق – بل اكتفت بنقل كلمات وحوارات الطاقم الحكومي المضيف وتمجيد هذا الحدث كانجاز وابداع لا يمكن تجاوزه أو الاتيان بمثله.
وفي الوقت الذي كانت فيه وزيرة المغتربين تتحدث في جلسة شؤون المغتربين الختامية مستخدمة لغة القيم والمقادير والكميـّات قائلة: "المغترب قيمة وطنية هامة.." كما هي لغتها في الكتيـّب الذي وزعته الوزارة على الحاضرين في المؤتمر والذي تنادي فيه المغتربين بقولها:"..الوطن في شوق كبير لـيـسـتـثمر طاقاتنا..". في هذه الأثناء كنا ندردش مع مغتربين سوريين أتوا من أوستراليا ونسألهم عن حياتهم هناك, فهذا المغترب الذي نظنـّه جميعا وبمن فينا وزارته وكأنه "يمتلك مطبعـة نقود" وهي الصورة الخاطئة والنمطية التي نكبر معها ومع أسطورتها, يكون في كثير من الأوقات لا يملك مصاريف السفر لقضاء الاجازة مع أسرته في الوطن فهو كما يقولون "يستدين ويقترض من البنوك هناك", يشتري لأهله الهدايا التذكارية ويصرف الباقي في سوريا بحسب ما يظن الناس به من غنى وبحبوحة, "وعندما يعود الى بلد الاغتراب – غالبا ما يكون وطنا أيضا – يمضي سنوات ثلاث من حياته في تسديد قروضـه" والأكيد أن هذا النموذج من المغتربين ليس مرحب به على أنه "مستثمر" بل هو مقبول عندنا كعائد و"تائب" عن غربته اذا ما أراد. وبسام بحكم  عمله مع الكنيسة في أستراليا يرى هؤلاء الناس يوميا ويؤلمه عدم القدرة على مساعدتهم واضطرارهم للاعتماد على مساعدات الحكومة الأسترالية, وبرأيه أن حالهم هذه أحد أسباب بقائهم هناك, حيث يفضلون البقاء على "شماتة الأقارب والناس بهم".
من هنا كان الغياب التام لأي ذكر لما قدمته بلاد الاغتراب لأبنائنا فيها, بل ان بعض المغتربين غيـّبوا هذا الأمر ولم يذكروا هذه البلاد الا من خلال كلمات مقارنة استعلائية على وطنهم الأم. وكان وحده رجل الدين الشيخ حسين شحادة رئيس منتدى المعارج لحوار الأديان والذي تكلم بدون أي خطابة دينية أو وعظيـّة أتى على ذكر هذا الأمر عندما توجه الى "الدول المضيفة" بالشكر, وتابع متحدثا عن تجربته مع المغتربين وبلاد الاغتراب في أفريقيا من الناحية المجتمعية والانسانية البحتة, داعيا الى "تأسيس المجلس السوري اللبناني للاغتراب".
فهؤلاء المغتربين ليسوا فقط قيمة وثروة وجالبي عملة صعبة ودعامات اقتصادية ورجال أعمال ومستثمرين كما تنظّر وتخطّط لهم أسس وقواعد عودتهم واقامتهم بيننا, انهم بكل بساطة عنصر هام من مكونات النسيج المجتمعي السوري بكل أشكال تفاعلهم معنا السلبية منها والايجابية, ولعل هذا ما عناه نائب وزير الخارجية د.فيصل المقداد بقوله عنهم بأنهم "سفراء الوطن في الخارج".
ويبقى هناك خوف وقلق على سفرائنا هؤلاء من تفشـّي التقاليد الحزبيـّة الرفاقية بينهم, أو بالأحرى بين طبقـة المسؤولين عنهم عندهم, من رؤساء جاليات ومجالس الاغتراب, وهم المكلّفون بالتعاطي المباشر مع وزارة المغتربين والجهات الرسمية هنا لتمشية أحوالهم, فأحد هؤلاء أخذ من الـ60 دقيقة التي شـدّد على الالتزام بها رئيس الجلسة الختامية د.جهاد الخياط (سكرتير اتحاد الجاليات وجمعيات الصداقة الأوروبية السورية) دقائق ثمينة ليقرأ بلغة متلكـّئة من ورقة في يده كلمات الشكر والتقدير والـكثـّر الله خيركم, بينما التزم رئيس الجلسة وبحضور وزيرة المغتربين ودون ممانعتها بالستين دقيقة لسبب غير مفهوم حيث كان ينتظر الحضور أن يسمعوا اجابات على أسئلتهم سواء المكتوبة على أوراق أو المباشرة, في حين اكتفى رئيس الجلسة بسؤالين مكتوبين فقط بحجة أنهما الأكثر ورودا بين الأسئلة "المكتوبة" وأنهى الجلسة مذكـّرا بدقائقه النفيسة.
وكان طاقم الضيافة والتنسيق من الصبايا والشباب قد وزعـوا على الحضور ورقتين بيضاوين فارغتين, احداها تحت عنوان "توصيات" أي لملئـها بما لـذ ّوطاب منها, وأخرى عليك تعبئة فراغاتها التالية: (موضوع الطلب, الاسم والكنية, بلد الاغتراب, رقم الجوال, بريد الكتروني) ومذيـّلة بالجملة التالية :( بعد دراسة طلبكم من قبل المكتب الأمامي في الوزارة, وعرضه على السيدة الوزيرة, سوف نوافيكم بالردود المناسبة في أقرب وقت).


الجمل

إلى الندوة

التعليقات

نشكركم على اهتمامكم بالمغتربين إلا أن وزارة التعليم العالي تسيء للمغتربين بالسعودية ولأولادهم وخاصة المتفوقين منهم فتمنعهم من التسجيل بكلية الطب والصيدلة إلا بشرطين أن يكون معدله أكثر من 99% وبرسم 160 ألف لأنه ابن مغترب بينما السوري العادي يدخل بالمجان وبنسبة اقل بكثير وحامل الشهادة السعودية من غيرالجنسية السورية دخل كلية الصيدلة ومعدله جيد اي اقل من90% لانه غير مغترب وبقي اولادنا بالشوارع رغم ان معدلهم ممتاز لان الجامعات الخاصة امتلئت من اول يوم ولم يتمكن ابنائنا من دخولها لان وزارة التعليم العالي قد حددت عدد المقاعد فأقفل التسجيل من اول يوم أليست رسالة للمغتربين أننا لا نريدكم ولا نريد أولادكم وخاصة المتفوقين منهم نأمل مساعدتناوكل ما نريه المساواة وشكرا

انا سوري مقيم على كفالة والدي منذ1996 ولكن بشكل متقطع مع ان الاقامة مستمرة من تاريخه وكان عمري تقريبا باول ال14 سنةكم هو البدل النقدي بالنسبة لي وهل استطيع دفعه حاليا وشكرا على اهتمامكم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...