هجوم معاكس لاستعادة حقل غاز «الشاعر»

20-07-2014

هجوم معاكس لاستعادة حقل غاز «الشاعر»

استعاد الجيش العربي السوري زمام المبادرة وباشر بهجوم معاكس على إرهابيي «الدولة الإسلامية» الذين تسللوا إلى حقل الشاعر للغاز شمال مدينة تدمر شرق محافظة حمص.

وقالت مصادر متابعة لعلميات الجيش هناك «إن الجيش يخوض معارك شرسة لاستعادة الحقل وهو مصمّم على ذلك مهما كلّف الأمر». وحسب المعلومات الأولية المتوفرة بخصوص عدد الشهداء الذي تم الترويج له هو أقل من ذلك بكثير من ذلك وهو نحو 60 شهيداً بين عناصر الجيش ولجان الدفاع الوطني. وتسللت عناصر من «الدولة الإسلامية» بأعداد كبيرة يوم الخميس الماضي إلى حقل الشاعر للغاز شرق حمص، وسيطرت عليه.

وصباح أمس وصلت تعزيزات الجيش العربي السوري إلى تخوم حقل الشاعر للغاز، بحسب ما أكد مصدر عسكري وذكر المصدر أن «التعزيزات المذكورة تبعد عن الحقل كليومترات عدة، باعتبار منطقة الاشتباك المتوقعة تمتد بين 5- 8 كلم حول الحقل» الذي يعتبر أكبر حقول الغاز الطبيعي في سورية.

وأشار المصدر إلى أن عناصر حماية الحقل الناجين نصبوا كميناً للمسلحين، فجراً، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين. وأكد المصدر أن «الظروف الطبيعية الجبلية يمكن أن توفر النجاة والتخفي لعدد من العناصر المجهولي المصير، في ظل وصول تعزيزات الجيش سريعاً إلى المنطقة». ويقدر المصدر أن «عدد عناصر حماية الحقل هو 350 عنصراً موزعين على 5 نقاط حول حقل الشاعر، خرج منهم سالماً 60 فقط». في حين أكد أن «220 منهم مجهولو المصير، بينهم قرابة 25 عاملاً فقد الاتصال معهم، في ظل عدم وجود أي اتصالات في المنطقة». ورداً على اللغط الحاصل في الشارع السوري حول تأخر وصول التعزيزات إلى الحقل المذكور، يشدّد المصدر على أن «عدد عناصر الحماية كاف لتأمين موقع الشاعر»، الذي يبعد عن مدينة حمص 120 كلم شرقاً.

وبحسب المصدر فإن «عملية تسلل قوات داعش تمت من جبل البلعاس وعقيربات في ريف حماه»، ما أدى إلى «انضمام المسلحين إلى عناصر مقاتلة متمركزة على جبل الشاعر المطل على حقل الغاز، ضمن المنطقة الجبلية الوعرة الممتدة على 15 كلم». ويشار إلى أن المسلحين اعتمدوا الهجوم ليلاً من الجبال، تشتيتاً للمدفعية وسلاح الجو الذي حاول ضرب خطوط المسلحين الخلفية، قبل بدء الاشتباكات. أحد القادة العسكريين المتوجهين إلى المنطقة أكد أن «لا خيار أمام الجيش سوى استعادة الحقل خلال مدة قصيرة، وإلا فسترابط القوات في العراء». وتوقّع أن «الإرادة بالسيطرة على الموقع الإستراتيجي تطغى، بالنسبة إلى الجيش، على ظروف المعركة الصعبة». وأضاف: «محاولات المسلحين تشتيت قوات الجيش في حمص بين الريف الشرقي والشمالي، والسيطرة على مرافق الثروات الحيوية، لن تنفع، إذ إن الدول تحدد أولوياتها في القتال، حسبما تفرضه المصالح الإستراتيجية». وأكمل: «المصلحة الآن تقتضي استعادة حقل الشاعر الذي يغذي محطات توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الوسطى». ونفذ سلاح الجو أمس غارات عديدة تمهيداً للتوغل البري المتوقع خلال الساعات المقبلة.

وكانت معركة حقل الشاعر بين المسلحين وعناصر حماية الموقع استغرقت ساعات، قبل انتهائها بسيطرة «داعش» على الحقل وآباره الممتدة على مساحة 13 كلم. وتقدر أعداد المسلحين المشاركين في الهجوم بما يزيد على 2000 مقاتل، قتل منهم ما يزيد على 40.

ونقلت تقارير صحفية عن محافظ حمص طلال البرازي تأكيده سيطرة مسلحين على «محطة للغاز» في المنطقة التي تعرف باسم جبل الشاعر.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على حقل شاعر للغاز الواقع إلى الشرق من مدينة تدمر وسط سورية، وذلك إثر هجوم واسع نفذه مقاتلوه من محاور عدة»، مشيراً إلى أن الهجوم «أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 23 شخصاً من عناصر حماية الحقل وقوات الجيش»، وأن «مصير 340 شخصاً من قوات الدفاع الوطني والقوات السورية والعاملين في الحقل لا يزال مجهولاً، في حين تمكن 30 شخصاً آخر من الفرار إلى حقل قريب».

وأكد البرازي أن «مسلحين سيطروا على محطة للغاز في جبل الشاعر» في الريف الشرقي لمحافظة حمص، مؤكداً «فقدان الاتصال بثلاثة تقنيين كانوا يعملون في المحطة».

وأوضح أن مجموعات مسلحة «كانت تسيطر على بعض الآبار الموجودة في المنطقة، وقامت بتوسيع سيطرتها وصولاً إلى المحطة».

وتابع أن «الجيش يعالج الموضوع، والعمل مستمر لاسترجاعه وثمة عمل عسكري على الأرض»، متحدثاً عن «اشتباكات في المنطقة وضربات جوية».

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...