مخترع سوري يبتكر سلسلة آلات للصناعات الخشبية
ابتكر المخترع السوري عبد القادر بدوي سلسلة من آلات تلبيس حراري للخشب بالضغط الفراغي أحدثت قفزة نوعية في مجال الصناعات الخشبية وأوجدت حلولا مبتكرة لمشكلات يعاني منها الصناعي خلال تصنيعه للأثاث الخشبي والديكور حيث نال عليها العديد من الجوائز وشهادات التقدير من جهات محلية وعالمية.
وقال بدوي الحاصل على دبلوم الكترونيات متقدمة من مركز الإلكترونيات والعلوم الفنية والصناعية بدعم من أكاديمية أورليك.. فرنسا في سورية إنه ابتكر آلة تلبيس حراري بالضغط الفراغي بي تي سي 940 المطبقة على مادة الـ بي في سي التي تلبس على جميع أنواع الخشب الطبيعي والصناعي مستخدما نظام تحكم رئيسا يشمل الحاسب ووحدة التحكم التي تضم المعالج المركزي ويربط بينهما كبل تسلسلي ويقوم بإدارة وتشغيل ومراقبة عمل الآلة وبواسطته يتم التحكم بأوامر التشغيل والإيقاف وتبيان مراحل العمل ومراقبتها عبر شاشة الحاسب وذلك بإستقبال المعلومات من حساسات وأجهزة مراقبة ضمن الآلة.
وأوضح البدوي الذي يمتهن صناعة وتصميم آلات مبرمجة في دمشق وعضو جمعية المخترعين السوريين أن الجدوى الاقتصادية للآلة أثبتت قدرتها على التوفير في الطاقة الكهربائية والوقت وضمان جودة المنتج مقارنة بالآلات التقليدية.
وأشار إلى أن الابتكار منفذ ومستثمر صناعيا من قبل شركة صناعات خشبية في دمشق منذ تاريخ منح براءة الاختراع من قبل مكتب البراءات السوري في وزارة الاقتصاد عام 2007 حيث استغرقت مدة الدراسة والتنفيذ حوالى 18 شهراً.
واعتمد بدوي بعد نجاح الآلة عمليا أساليب وطرقا أكثر تطورا في الصناعات التقنية حيث صنع النموذج الثاني والمطور لآلة التلبيس الحراري بالضغط الفراغي المبرمجة آليا بي تي سي 950 و تعمل بنظام الأتمتة الصناعية والتحكم الآلي.
تتميز الآلة المطورة بإمكانية تعديل برنامجها الآلي من قبل المستخدم ولأي نوع من بي في سي وحتى الأنواع التي قد تصنع مستقبلا وبإمكانية تلبيس اللدائن الحرارية على خامات أخرى مثل بلاستيك خلائط إسمنتية وتلبيس القشر الطبيعي والصناعي على كافة أنواع الخشب بالإضافة لثني الخشب ومعالجته عن طريق الحرارة والضغط الفراغي وصناعة قوالب من بي في سي.
وعرضت الآلة الجديدة التي استغرقت مدة الدراسة والتنفيذ لها 12 شهرا في عدة معارض محلية ودولية كمعرض دمشق الدولي دورة 55 ومعرض المفروشات والديكور وآخرها معرض الباسل للإبداع والاختراع عام 2009 ونالت الميدالية الذهبية كما نالت ميدالية الإيفيا الذهبية من الاتحاد الدولي للمخترعين عن أنظمة تحكم الحاسب في الآلات الصناعية عام 2009 وعلى الميدالية الفضية إثر المشاركة في معرض ايينا الدولي للاختراع والأفكار في مدينة نيرنبيرغ الألمانية عن الآلات الميكانيكية المبرمجة في العام نفسه وعقد خلال فعاليات المعرض اتفاقا مع شركة دوغلاس بموجبه تم تصدير الآلة إلى أوروبا وتدريب الفنيين في الشركة على التعامل مع الآلات الجديدة.
واشترك بدوي عبر آلة الضغط الفراغي بالحرارة المبرمجة آليا في معرض جنيف الدولي للاختراع والتقنيات عام 2010 وحصل على الميدالية الذهبية كما نال الميدالية الذهبية من اتحاد المخترعين الهنغاريين في العام ذاته والتي تمنح للمتفوقين في معرض عباقرة أوروبا.
من جهة ثانية طبق بدوي تقنية الليزر في القراءة الحرارية وابتكر آلة التلبيس الحراري بالضغط الفراغي بتقنية الليزر مبرمجة آليا بي تي سي 950 ليزر وتمتاز بالقراءة السريعة لسطح المنتج أثناء التصنيع صعودا وهبوطاً والدقة في الأداء حيث أن الاستجابة السريعة للمتغيرات الحرارية أثرت بشكل إيجابي على الجدوى الاقتصادية للآلة وتتمثل في التوفير بالطاقة الكهربائية والوقت وعلى سرعتها في تنفيذ الأوامر.
وحصل بدوي هذا العام على ابتكاره آلة التلبيس الحراري بالضغط الفراغي بتقنية الليزر مبرمجة آليا على الميدالية الذهبية لدى اشتراكه بالمعرض الدولي لإختراعات الشرق الأوسط الذي أقيم في الكويت تشرين الثاني الماضي كما حصل على الميدالية الذهبية من الرابطة الروسية للتعاون الدولي العلمي والتكنولوجي وعلى درع وشهادة دبلوم من المعهد الأول لأبحاث المخترعين في إيران عن الاختراع نفسه والذي استغرقت مدة دراسته حوالى ثمانية أشهر.
وأشار إلى أن الصعوبات التي واجهها خلال مراحل التصنيع تتمثل بعدم توفر القطع الالكترونية والكهربائية اللازمة للتصنيع لذلك اضطر إلى تصنيعها والتعديل على بنيتها الأساسية وتم تبنيها من قبل شركة صناعات خشبية تابعة لوالده.
وتزخر مسيرة بدوي العملية بابتكارات متعددة وفق خطة عمل ودراسة جدوى اقتصادية متضمنة الأمور المالية والتسويقية ومنها منفذة ومستثمرة في الصناعات الخشبية كآلة قص قشر الخشب بالضغط مبرمجة آليا وآلات القص الثنائية لشرائح الألواح الخشبية المستعملة في الديكور وآلة لقص الزاوية والمستقيم للألواح الخشبية وهي قيد الإنجاز بالإضافة لابتكار عدة آلات صناعية أوجدت حلولا جديدة للصناعيين في مجالات متعددة كتعديل الآلات التقليدية والقديمة إلى آلات آلية وحديثة.
ميساء الشمالي
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد