انتهاء دورة تصنيع الشوندر السكري لهذا الموسم
انتهت دورة تصنيع الشوندر السكري لموسم عام 2006 وبلغت الكميات المصنعة مليونا و367 ألف طن وهي قريبة جدا من الكميات التي كانت متوقعة والبالغة مليون و400 ألف طن نتج عنها كمية من السكر الأبيض قدره 116 ألف طن.
علما أن هذه الكمية لها علاقة مباشرة بدرجة حلاوة الشوندر فكلما زادت درجة الحلاوة زادت كمية السكر المنتج والعكس صحيح.
المهندس عدنان جمعة المديرالعام للمؤسسة العامة للسكر قال :إن متوسط درجة الحلاوة لهذا الموسم كانت 13 درجة بينما المواصفة القياسية العالمية لا تقل عن 16 درجة وسطيا ويعود نقص درجة الحلاوة إلى عدة أسباب أهمها:
عدم اهتمام المزارع بالنوع وإنما بالكم لأن الشوندر إذا كانت درجة حلاوته صفرا كان سعر الطن الواحد منه1100 ليرة سورية, وأمام هذا الواقع يقوم المزارع بإضافة المزيد من الأسمدة الآزوتية التي تؤدي إلى زيادة حجم درنة الشوندر على حساب المواصفة.
علما أن سعر الطن الواحد من الشوندر ذات الحلاوة 16 درجة يبلغ 2700 ليرة,وكل درجة تقل عن 16 درجة يتم حسم 100 ليرة سورية من سعر الطن وكل درجة حلاوة تزيد عن 16 درجة يزيد سعر الطن 250 ليرة وهنا وأمام هذا الواقع نلفت انتباه الأخوة المزراعين إلى أن الفائدة التي يحققها من الاعتناء بالنوعية على حساب الكم من خلال تطبيق المعادلة السمادية على أساس تحليل التربة بشكل علمي وصحيح والاعتناء بمواعيد الزراعة وبعمليات الري النظامية, لها منعكس إيجابي واقتصادي على المزارع أكبر من الاعتماد على الكم على حساب النوع.
الدورة الزراعية في سورية مختلفة عن باقي دول العالم حيث إن هذا المحصول ينضج في سورية في أشهر حزيران وتموز وآب وهذه الأشهر من المعروف أنها ذات درجة حرارة أعلى من أي فصل في السنة ,ولدرجة الحرارة تأثير كبير جدا على تفكك السكر وضياعه داخل الشوندرة وما يؤدي إلى خفض درجة الحلاوة.
وأمام هذا الواقع تقوم الهيئة العامة للبحوث الزراعية بإجراء تجارب من أجل حرف الدورة الزراعية للشوندر في محافظتي الرقة ودير الزور, بحيث يتم نضج المحصول في أشهر آذار ونيسان وأىار وهذا له تأثير إيجابي على المحافظة على تخزين السكر داخل الشوندر ومن المتوقع البدء بهذه الدورة الزراعية في العام القادم.2007
وعندما يتم حرف الدورة الزراعية يمكن زراعيا تأمين كامل كمية الشوندر احتياجات شركتي سكر الرقة ودير الزور والبالغة بحدود 600 ألف طن المنتج منها من المحافظتين كانت هذا العام بحدود 300 ألف طن وباقي الكمية ينقل من المحافظات الأخرى والتي تبلغ تكاليف نقله على حساب المؤسسة بحدود 300 مليون ليرة بالإضافة الى تحمل المؤسسة تراجع مواصفات الشوندر المنقول, وهذا يتطلب تطوير وسائل الإنتاج الزراعية فلاحة وزراعة ري بالطرق الحديثة لأن ذلك يساعد على خفض تكلفة وحدة المساحة وينعكس إيجابا على المزارعين في إنتاج وفير ومواصفات جيدة.
ونأمل من هيئة البحوث الزراعية التوسع في التجارب بهذه المحافظات للوصول إلى دورة زراعية جديدة ملائمة أكثر من الدورة الحالية وفي حال نجاح هذه التجربة الزراعية وفي محافظتي الرقة ودير الزور من المتوقع أن تزداد المساحات المزروعة بالشوندر ليصل الإنتاج السنوي إلى حوالي 2 مليون طن...علما أن كمية السكر الناتج عن تصنيع الشوندر والسكر الناتج عن عمليات تكرير السكر الخامي المستورد يغطي بحدود 33% من حاجة القطر من السكر الأبيض وهي تغطي حاجة البطاقات التموينية المقننة, بينما حاجة القطر تقدر سنويا بحدود 600 ألف طن قابلة للزيادة حسب النمو السكاني, والمؤسسة العامة للسكر وضعت في خطتها القادمة العمل على زيادة تكرير السكر الخامي المستورد بحيث يمكن تغطية 50% من حاجة القطر من السكر.
نتج عن تصنيع الشوندر كمية 70 ألف طن من مادة الميلاس الذي يدخل في صناعة الخميرة والكحول التابعة للمؤسسة بالإضافة الى بيع قسم منه للقطاع الخاص الصناعي , وفائض الكمية تقوم مؤسسة التجارة الخارجية ببيعه داخليا وخارجيا ,حيث أعلنت هذا العام عن بيع كمية 12 ألف طن .حاجة القطر من الميلاس سنويا تقدر مابين 50 إلى 55 ألف طن.
مادة التفل الرطب وهي مخلفات صناعة الشوندر بلغت كميتها 320 ألف طن بيعت وفق نظام العلنية لمربي الثروة الحيوانية سعر الطن الوسطي 1200 ليرة سورية.
بلغت قيمة محصول الشوندر الذي اشترته المؤسسة هذا العام بحدود 4 مليارات ليرة سورية بزيادة قدرها نحو 700 مليون ليرة عن العام الماضي.
والخطوة الهامة التي حصلت عليها مؤسسة السكر هي صدور قرار من السيد رئيس مجلس الوزراء والقاضي بالسماح باستخدام أكياس البولي بروبلين المبطن في تعبئة السكر بدلا من أكياس القماش والذي يوفر على المؤسسة سنويا بحدود 126 مليون ليرة سيخصص لاستيراد السكر الخامي من الأحمر لصالح تشغيل معملي شركتي سكر الغاب وحمص.
راسم الوعري
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد