اقتراح بتبريد الأرض اصطناعياً بعد "فشل" كيوتو
في خضم المخاوف الدولية بشأن الاحتباس الحراري، بحثت مجموعة من الباحثين والفلاسفة والعلماء القانونيين في إمكانية تدخل الإنسان بالطرق الاصطناعية لتبريد الأرض ونتائج عملية كهذه في مؤتمر دوربان الدولي للمناخ في جنوب أفريقيا أمس.
وقيل في البيان الذي أطلق في ساعة متأخرة من أمس الأول، وتمّت مناقشته أمس في المؤتمر، أن عكس كمية قليلة من أشعة الشمس – نظرياً - إلى الفضاء قبل وصولها إلى سطح الأرض من شأنه أن يأتي بنتائج دراماتيكية.
ففي غضون سنوات، قد تعود أشعة الأرض لما كانت عليه قبل 250 عاماً، أي قبل اندلاع الثورة الصناعية وبالتالي قبل البدء بإلقاء كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون في الجو، ما أدّى إلى الانحباس الحراري وبالتالي رفع درجة حرارة الأرض.
لكن لا أحد يعرف ما قد تكون تداعيات هذا المشروع، فقد تكون فيزيائية وتؤدي إلى تغير المناخ والأمطار بطريقة لا إرادية، حتى أنها قد تكون سياسية حيث إنها قد تؤدي إلى صراعات بين الدول غير القادرة على الموافقة على كيفية التحكم بهذه المداخلات.
وأشارت الجهات التي أعدّت الدراسة وهي الجمعية الملكية البريطانية، وصندوق الدفاع عن البيئة – مقرها واشنطن - ، و"تواس" – أكاديمية العلوم في العالم الثالث ومقرها في إيطاليا - إلى أن فكرة التحكم بالإشعاع الشمسي قد تكون "مفيدة جداً أو مضرة جداً".
واعتبر المعد الرئيس للتقرير عالم المحيطات البريطاني في جامعة ساوثهمبتون جون شيفرد أن هندسة المناخ ليست بديلاً للحلول المناخية العادية، "أحداً لم يفكر أن هذا يقدّم تبريراً لعدم تقليص انبعاثات الكربون... يجب أن نلتزم بخطة "أ" في الوقت الحالي، ما قد يتطلب وقتاً طويلاً وهذا طبيعي، وهذا قد يمنح الوقت للبشر حتى ينتقلوا إلى مرحلة انبعاثات كربونية ضئيلة".
ويتوقع الفريق الحكومي الدولي لتغير المناخ ارتفاع درجات الحرارة 6,4 درجة مئوية بحلول العام 2100 إذا استمر الوضع على حاله، ما قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب البحار بشكل دراماتيكي بفعل اختلاطها بالثلوج الذائبة، وما يؤثر بدوره سلبياً على المناخ حول العالم.
ويذكر في التقرير أن إطلاق ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف العلوي الجوي قد يحاكي انخفاض درجات حرارة الأرض عند تفجّر بركان طبيعياً، إلا أن العبث بالطبيعة لتلافي أضرار الاحتباس الحراري قد يكون حلاً موقتاً ومحفوفاً بالمخاطر.
وإطلاق ثاني أوكسيد الكبريت في الجو وإحداث التغييرات في الغيم لطرد كمية أكبر من أشعة الشمس يجب أن يستمرّ على نحو ثابت لأن توقفه بشكل مفاجئ من شأنه إحداث "تغير مناخي سريع وواسع". إلا أن السماء الغائمة قد تؤثر على الطقس والزراعة. ويتطلّب الأمر سنوات من الدراسة لتحديد التداعيات البيئية.
إلا أن الأسئلة الكبرى التي تطرح هي سياسية. من سيقرر أين ومتى ستجري التجارب؟ وأين ستضبط الحرارة العالمية؟ وماذا لو تصرفت دولة على سجيتها وبدون اتفاقية دولية؟ وهل تثبط عزيمة الدول بالقيام بالجهود لتقليص انبعاثات الكربون؟
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد