إسرائيل قلقة من تدهور علاقاتها الإقليمية حتى مع حلفائها

24-12-2010

إسرائيل قلقة من تدهور علاقاتها الإقليمية حتى مع حلفائها

شهدت اسرائيل خلال العامين الأخيرين تدهوراً واضحاً لسمعتها وعلاقاتها الدولية، وتكشف وثائق «ويكيليكس» المسربة عن «قلق» اسرائيلي عميق من مستقبل الدولة العبرية في المنطقة، حتى مع الدول الحليفة التي يقوم التحالف معها «على سلام مع الدولة لا مع الشعب».
صحيفة «لوموند» الفرنسية، وضمن اتفاقها الحصري مع موقع «ويكيليكس» لنشر الوثائق الأميركية المسربة، والذي ينتهي مفعوله قريباً بحسب تأكيدات مؤسس الموقع جوليان أسانج، ما سيؤدي إلى تكثيف كمية الوثائق المنشورة يومياً، أشارت إلى مجموعة من البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي تؤكد تزايد قلق اسرائيل ازاء محيطها وتدهور علاقاتها حتى مع حلفائها الاقليميين.
وتكشف البرقيات الاميركية المسربة انه في لقاء مع مسؤولين أميركيين في نيسان 2009، انطلق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في «درس تاريخ»، متحدثاً عن الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، الذي وصفه بـ«أفضل حلفاء اسرائيل العرب، رجل متعلق جدا بالسلام». لكن نتنياهو ذكّر أنه عندما اجتاح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت، ساند الملك حسين العراقيين، بحسب نتنياهو المقتنع بأنه إذا حصلت ايران على سلاح نووي «فستتحول كل الدول العربية إلى (نموذج) قطر»، في إشارة إلى العلاقات الجيدة مع ايران.
لكن المخاوف الإسرائيلية تشمل أيضاً «المعسكر العربي المعتدل»، مثل مصر والأردن. وفي برقية مفصلة صادرة عن السفارة الأميركية في اسرائيل عشية زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في أيار 2008، تعطي مساحة واسعة لوصف «القلق» الاسرائيلي، يشير الدبلوماسيون الأميركيون إلى أن «الاسرائيليين يقلقون من تصدع علاقاتهم مع مصر، وليست لهم أية ثقة في القيادة المصرية التي ستخلف الرئيس حسني مبارك»، فيما كان قد أشير إلى برقيات تعود إلى العام 2007، أعرب فيها الاسرائيليون عن ريبتهم من وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي «ألذي يتصرف وكأن اسرائيل العدو الوحيد»، وتحدثوا عن «إشارات مقلقة في الشارع المصري» منها أن المصريات صرن يلبسن ثياباً أكثر محافظة من الماضي، مشتكين من سلام «ضعيف وسطحي جداً».
وتضيف برقية أيار 2008: «تحافظ اسرائيل على علاقات ممتازة مع القصر الملكي الأردني وأجهزة الأمن الأردنية، لكنها لا تمتلك أي تواصل مع المجتمع المدني الأردني، الذي يشكله فلسطينيون بشكل واسع». وتذكر «لوموند» انه بعد أكثر من عام على تاريخ البرقية الأخيرة، أي في أواخر العام 2009، «وحين بدأت العلاقات الاسرائيلية مع تركيا تتوتر»، تشير برقية أميركية إلى أن الاسرائيليين «أكثر قلقاً من المعتاد»، مضيفة إن «علاقات اسرائيل مع جيرانها تتدهور، على الأقل على المستوى الخطابي، في كل المجالات».
ويقول رئيس الإدارة السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، في لقاء مع دبلوماسيين أميركيين، إن «الركيزة الأساسية» لأمن اسرائيل، المتمثلة بالتعاون مع الأردن، تبدو محدودة بـ«سلام مع النظام، لا مع الشعب». ويؤكد الدبلوماسيون الأميركيون أن «الشراكة الأمنية الاسرائيلية ـ الأردنية تبقى قوية، فيما تعاني العلاقات السياسية بعمق. عند نقطة ما، ستنتهي الشراكة الأمنية بالتأثر بانحلال الروابط السياسية».
وفي هذا الإطار المقلق بالنسبة لإسرائيل، تأخذ العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية معناها بشكل خاص في المجال العسكري. ففي وثيقة تعود إلى آب 2007، يفاخر رئيس الموساد الاسرائيلي مئير داغان بالاتفاق على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 30 مليار دولار بين العامين 2008 و2018، المسمّى بـ«التفوق العسكري النوعي». ويكرّر الاسرائيليون في المقابل، بحسب البرقيات الأميركية، الإعراب عن «تحفظاتهم» و«قلقهم» ازاء صفقات بيع السلاح الأميركي للدول العربية. ويعرب داغان في العام 2007 عن الموقف التالي: «تريد دول الخليج والسعودية رفع قدراتها العسكرية الدفاعية ضد إسرائيل لمواجهة ايران، لكنها قد لا تكون قادرة على استخدام كمية العتاد العسكري التي تريد شراءها».
وفي لقاء بتاريخ تموز 2009 مع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، سمع الدبلوماسيون الأميركيون موقفاً إسرائيلياً يقول بأنه «على رغم تفضيل اسرائيل لرؤية صفقات سلاح أميركية في المنطقة، عن الصفقات الصينية أو الروسية، فإن المشترين وهم حالياً دول عربية معتدلة وحلفاء لأميركا، قد يتحوّلون في المستقبل إلى أعداء (لإسرائيل)». وفي الشهر نفسه أعرب الاسرائيليون للاميركيين عن قلقهم ازاء صفقة بيع أميركا لطائرات «اف 35» للسعودية، وخاصة ازاء إمكان وضع الطائرات في قاعدة تبوك الجوية. كما انتقد الإسرائيليون شحنة صواريخ جو ـ جو أميركية للأردن.
غير ان هذه الخلافات تبقى ضمن إطار توافق أميركي ـ اسرائيلي ثابت على تفادي «المفاجآت» بحسب قول جلعاد الوارد في وثيقة تعود إلى تشرين الثاني 2009، والذي يشير فيه إلى إعطاء اميركا لاسرائيل حقّ الإطلاع المسبق على المعدات العسكرية لحلفاء اميركا العرب.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...