أوباما يهاجم روسيا ويحذر من معاقبة إيران: صلاحيات إضافية لشن الحرب على «داعش»
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن الولايات المتحدة «تحتفظ بحق التحرك من طرف واحد في سبيل القضاء على الإرهابيين الذين يشكلون خطرا مباشرا علينا وعلى حلفائنا»، مطالبا الكونغرس بمنحه صلاحيات إضافية لشن الحرب من أجل هزم المتشددين في العراق وسوريا.
وفي الوقت الذي هاجم فيه أوباما، في خطاب «حال الاتحاد»، «العدوان الروسي على أوكرانيا»، هدد الكونغرس باستخدام حق النقض (الفيتو) إذا أقر عقوبات جديدة على إيران، محذرا من ان هذا الأمر سيؤدي إلى فشل الديبلوماسية مع طهران حيال برنامجها النووي.
وبرز في خطاب أوباما، الذي غلب عليه الوضع الاقتصادي الداخلي، عدم تطرقه إلى وضع الرئيس السوري بشار الأسد، واضعا عملية تدريب المسلحين السوريين في إطار مساعدة واشنطن لهزم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش».
وطلب أوباما من المشرعين الأميركيين منحه صلاحيات إضافية لشن الحرب لتمكينه من استخدام القوة العسكرية الأميركية لمطاردة «داعش»، مؤكدا أن ذلك سيوفر لإدارته السلطة التي تحتاجها.
وقال أوباما «أدعو هذا الكونغرس كي يظهر للعالم أننا متحدون في هذه المهمة، عبر المصادقة على قرار إجازة استخدام القوة» ضد «داعش»، لكنه شدد على أن المسؤولين الأميركيين «يحتفظون بحق التحرك من طرف واحد، على ما فعلنا بلا كلل منذ توليت منصبي، في سبيل القضاء على الإرهابيين الذين يشكلون خطرا مباشرا علينا وعلى حلفائنا».
ووعد بالنصر في الحرب على «داعش»، قائلاً «في العراق وسوريا إن القيادة الأميركية - بما في ذلك قوتنا العسكرية - توقف تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية»، مضيفا «هذا المجهود سيستغرق وقتا وسيتطلب التركيز، لكننا سننجح». وتابع «بدل أن نغرق في حرب جديدة على الأرض في الشرق الأوسط، إننا نقود ائتلافاً واسعاً، يضم دولا عربية، من أجل إضعاف هذه المجموعة الإرهابية وصولا إلى تدميرها. كما ندعم المعارضة المعتدلة في سوريا والتي يمكنها ان تساعدنا في هذه الجهود، ونساعد جميع الأشخاص الذين يقفون ضد الايديولوجيا العنيفة»، معتبرا أن الولايات المتحدة أقوى حين تجمع بين «القوة العسكرية وديبلوماسية قوية».
وأضاف «نقف صفا واحدا مع كل الذين استهدفهم إرهابيون في جميع أنحاء العالم، من مدرسة في باكستان إلى شوارع باريس»، موضحا «سنواصل مطاردة الإرهابيين وتدمير شبكاتهم، ونحتفظ بالحق في التحرك من طرف واحد».
وندد أوباما «بمعاداة السامية المدانة» التي عادت إلى الظهور في بعض أنحاء العالم. وقال «نواصل رفض الأفكــــــار النمــــــطية المهينة حــول المسلمين، الذين تشاطر الأكثــــرية الساحقة منهم التزامنا بالسلام».
وفي ما يتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني، قال أوباما إن «ديبلوماسيتنا تواصل العمل في ظل احترام إيران، حيث تمكنا للمرة الأولى منذ عقد من وقف تقدم البرنامج النووي والحد من مخزون المواد النووية». وأضاف «أمامنا حتى الربيع فرصة للتفاوض على اتفاق كامل يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ويضمن أمن أميركا وحلفائها، بمن فيهم إسرائيل، مع تفادي نزاع جديد في الشرق الأوسط».
وتابع «ليس هناك أي ضمانة بأن المفاوضات ستكلل بالنجاح، لكن أي عقوبات جديدة يقرها هذا الكونغرس في هذا التوقيت ستضمن فشل الديبلوماسية، لذلك سأستخدم الفيتو ضد أي قانون عقوبات جديد يهدد بإحباط هذا المسار».
وأشاد بنتائج العقوبات المفروضة على روسيا ردا على «عدوانها» ضد أوكرانيا، معتبرا أن ذلك يثبت قوة الديبلوماسية الأميركية. وقال «إننا ندافع عن المبدأ الذي يقول انه لا يمكن للقوى الكبرى التعرض للدول الصغيرة، إذ نعارض العدوان الروسي وندعم الديموقراطية في أوكرانيا ونطمئن حلفاءنا في الحلف الأطلسي». وأضاف «العام الماضي، فيما كنا ننجز العمل الصعب القاضي بفرض عقوبات مع حلفائنا، اقترح البعض ان عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يشكل دليلا لافتا على الاستراتيجية والقوة. واليوم، الولايات المتحدة هي التي تقف قوية ومتحدة مع حلفائها، فيما روسيا معزولة واقتصادها متهالك».
ودعا الكونغرس إلى رفع الحظر الاقتصادي المفروض على كوبا في سياق التقارب التاريخي بين البلدين الذي أعلن في 17 كانون الأول الماضي. وقال «حين لا ينجح ما تقومون به منذ 50 عاما، فلا بد من محاولة شيء آخر».
لافروف
وسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الرد على أوباما، معتبرا أن «الولايات المتحدة تريد السيطرة على العالم». وقال ان «خطاب أوباما يثبت انه في قلب الفلسفة الأميركية هناك أمر واحد: نحن الأفضل، ولا بد للعالم من الإقرار بذلك». وبشأن قول أوباما إن روسيا معزولة واقتصادها متهالك، أكد لافروف أن هذا «لا ينطبق على الواقع الحالي»، محذرا من أن الأوضاع «ستتغير، وهذا التغيير سيستغرق بعض الوقت»، معتبرا أن الأميركيين «سيدركون انه لا يمكن البقاء باستمرار على هذا الموقف»، داعـــيا الولايات المتحدة وجمــــــيع البلدان الأخرى إلى اتباع «فلسفة التعاون لا الديكتاتورية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد