أردوغان يغرق في وحول السياسة العراقية والسورية
رأت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يغرق في وحول السياسة العراقية والسورية، معتبرة أن مساهمة القوات التركية في البلدين تُعقّد واقع القتال والجهود التي يبذلها «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لطرد مُسلّحي تنظيم «داعش» من الموصل والرقة.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان يُريد دوراً في الهجوم على الموصل، بينما تُطالبه الحكومة العراقية بسحب قواته من أراضيها. وأضافت أن لأردوغان ثلاثة أهداف: الأول يتجسّد في أن اللغة التي يستخدمها لتأكيد حقه في المشاركة في معركة الموصل، تستعيد مزاعم المطالبة بالموصل بعد استقلال تركيا بوصفها ولاية عثمانية سابقة، ويهدف من وراء ذلك إلى كسب دعم القوميين المتطرفين في تركيا لسعيه لطرح استفتاء بشأن انشاء نظام رئاسي في تركيا على طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما يطرحه الربيع المقبل.
أما الهدف الثاني برأي الصحيفة، فيتمثّل في كبح أي تقدم لحزب «العمال الكردستاني» و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» في سوريا، حيث يُقاتل الأكراد السوريون مسلحي «داعش» تحت غطاء جوي من طيران «التحالف الدولي»، لتحقيق منطقة حكم ذاتي خاصّة بهم في مناطق شمال سوريا المحاذية لتركيا التي ترى في هذه المنطقة «نواة» لدولة كردية على حدودها ستُسهم في إذكاء تمرّد حزب «العمال الكردستاني» داخل بلادهم.
وتؤكد الصحيفة على التناقض بين سعي واشنطن لشنّ هجوم لطرد المُسلّحين من الرقّة، في الوقت الذي تقوم به حليفتها في حلف الناتو، تركيا، بقتال حلفائها الأكراد في سوريا.
أما الهدف الثالث فيتمثّل في سعي أنقرة لإعادة تأكيد قوة وخبرة جيشها في داخل تركيا وخارجها، لاسيما بعدما كشفت محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز الماضي، أن الكثير من قيادات الجيش يُوالون الداعية الاسلامي فتح الله غولن.
وتخلص الصحيفة إلى أن من حق تركيا أن تتوقّع إخلاصاً من حلفائها، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن تطالبهم بتحديد مدى دعمهم للطموحات الكردية، ولكن ما يفعله أردوغان، وليس للمرة الأولى، هو إخضاع كل شيء لرغبته في الوصول إلى دور رئاسي مُهيمن وغير مُعرّض للمساءلة، وهو الأمر الذي منحته إياه المحاولة الانقلابية الفاشلة.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد