«سندريلا» و«العندليب» يدخلان التنافس على شاشة رمضان
في رمضان المقبل، سيحظى المشاهد بفرصة استرجاع زمن ذهبي وحنين إلى عصر كان محمولاً على الحلم الرومانسي والمد القومي. فهل تنصف الشاشة شقاوة سعاد حسني ونهايتها التراجيدية، ومكابدات عبد الحليم وآلامه؟
العندليب والسندريلا سيجدان نفسيهما للمرة الأولى في منافسة حادة على الشاشة، على العكس تماماً مما كان يدور في السرّ. فحكاية الزواج السري بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، ظلت في إطار التكهنات، على رغم أن بعضهم أكد القصة، فكانت عائلته تنفي وقوعها وعائلتها تؤكد الزواج، فيما تجري أحداث العملين في العلن.
“العندليب” يرصد محطات أساسية في حياة “العندليب” الذي يلعب دوره شاب مجهول، اكتشفه برنامج “العندليب من يكون” في رهان على تشابه هذا الشاب مع عبد الحليم حافظ. والحال أن المقارنة بين شادي شامل والراحل أحمد زكي الذي أدى الدور في فيلم “حليم”، لا يتوقع أن تصب في مصلحته، على رغم أن الفيلم خيّب توقعات النقاد ولم ينجح في تقديم شريط موثّق عن حياة حافظ.
مهما يكن، فإن مسلسل “العندليب” الذي يعرض على شاشة “إم بي سي” التي تخوض من خلاله أولى تجاربها الانتاجية، سيحظى بنسبة مشاهدة عالية نظراً إلى خصوصية حياة “حليم”، وما رافقها من آلام ومكابدات، إضافة إلى صعوده في فترة المد القومي والحقبة الناصرية، بكل ما فيها من ازدهار وهزائم.
ولن يكتفي المشاهد هنا بشريط حياة عبد الحليم حافظ، إذ لن يتوانى عن المقارنة بشخصيات سيجدها حاضرة في عمل آخر يُعرض في الفترة نفسها على شاشة “إل بي سي”، هو “السندريلا”... ولكن بوجوه أخرى.
في “السندريلا”، فضاء آخر يعود إلى الفترة نفسها تقريباً، مقروناً بزمن سعاد حسني وسيرتها المثيرة للجدل، سواء لجهة علاقتها السرية بعبد الحليم حافظ أو لجهة تربّعها على عرش السينما المصرية لثلاثة عقود. جسدت حسني خلال هذه السنوات دور “السندريلا” في أدوار متباينة التي شكلت مجتمعة ألبوماً سينمائياً ساحراً، منذ أن اكتشفها صلاح جاهين وقدمها إلى السينما في نهاية الخمسينيات لتؤدي دور بطولة “حسن ونعيمة”. وقدمت الممثلة الحسناء أدواراً لا تنسى، كان أبرزها في فيلم “خلّي بالك من زوزو” مع المخرج حسن الإمام الذي وضعها على القمة في شباك التذاكر. كل ذلك، قبل أن تغرق سفينتها في السنوات الأخيرة، لتتحول الابتسامة إلى بكاء مكتوم، وعزلة ومرض في لندن، في ختام تراجيدي انتهى بها إلى الانتحار.
لا أحد يعرف تماماً حقيقة انتحار سعاد حسني، ولا كيف عالجه المسلسل، ولا إلى أين ستنتهي الاشكالات القانونية بين ورثة النجمة الراحلة ومنتج المسلسل طارق نور وكاتبه ممدوح الليثي.
يذكر أن المنتج ومجموعة الممثلين المشاركين في العمل تحدّوا الحظر الذي أقامه ورثة المشاهير على تقديم قصص حياة أقاربهم على شاشات السينما والتلفزيون. وإذا رضخ منتجون لشروط الورثة ووافقوا على الدفع واستشارتهم قبل تصوير أي مشهد، فقد جاء المنتج طارق نور مع ممدوح الليثي وعاطف بشاي ليبدلوا ملامح المشهد. هؤلاء قالوا إنهم سيقدمون مسلسلاً عن شخصية عامة لا يحق لأحد منع تناولها درامياً، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء، وعندما يفصل القضاء سيكون الجمهور قد شاهد المسلسل في رمضان المقبل.
عائلة حسني رفعت دعوى قضائية ضدّ نور، لوقف تصوير مسلسل السندريلا، قالت فيها إن الشركة المنتجة لم تحصل على تصريح بتصوير المسلسل من أسرتها، ولم تحدث أية اتفاقات بينهما. ولم تحصل الأسرة على أية حقوق مادية أو أدبية، في وقت باعت الأسرة حق استغلال سيرة السندريلا لشركة “العدل غروب”.
التحدي الأكبر سيكون من نصيب منى زكي التي أدت دور السندريلا، ولعله أصعب الاختبارات التي ستواجهها هذه الممثلة الشابة. وهو الأمر نفسه الذي ستواجهه عبلة كامل التي أدت دور “علية” شقيقة العندليب في المقارنة مع عايدة رياض التي تؤدي الدور عينه في “السندريلا”. يشارك في بطولة “السندريلا”، غادة رجب التي تطل كممثلة للمرة الأولى في دور نجاة الصغيرة، ومدحت صالح الذي يؤدي دور عبد الحليم حافظ، وعبد العزيز مخيون الذي يجسد من جديد شخصية محمد عبد الوهاب، ورجاء الجداوي التي تطل في دور تحية كاريوكا. ويؤدي السيناريست تامر حبيب دور صلاح جاهين، ويجسد سامي مغاوري شخصية الصحافي كامل الشناوي. وستظهر شيري عادل في شخصية صباح شقيقة سعاد المتوفاة في مرحلة الشباب، ولطفي لبيب في دور الأب، وأحمد عبد الحي في دور مجدي العمروسي، ولانا يوسف في دور نادية يسري الصديقة التي أمضت عندها سعاد أيامها الأخيرة. بينما يظهر النجم أحمد السقا ضيف شرف في دور أحمد رمزي. كتب سيناريو المسلسل ويخرجه عاطف بشاي. وقد أحاط فريق العمل الذي تنقّل بين القاهرة ولندن، أحداث التصوير بسرية تامة.
أما فيلم “العندليب”، فكتبه مدحت العدل، وأنتجته شركة “العدل غروب”، وأخرجه جمال عبد الحميد. ويشارك في بطولته شادي شامل وعبلة كامل وكمال أبورية ومحمد الشقنقيري ومجدي كامل ومفيد عاشور. وفيما بُدئ تصوير “السندريلا” قبل 3 أشهر، انتظر “العندليب” حتى أوائل شهر حزيران لتصوير أول أحداثه.
على أي حال، فإن الوجبة الدسمة هي من نصيب المشاهد، وخصوصاً أن الشاشة الصغيرة قد آلت على نفسها، في السنوات الأخيرة، إماطة اللثام عن سير شخصيات مشهورة تركت بصماتها الواضحة خلال عبورها الخاطف في حياتنا.
المصدر: الأ خبار
إضافة تعليق جديد