واشنطن ورحلة العودة على خط دمشق: تقارير وتحليلات

18-07-2009

واشنطن ورحلة العودة على خط دمشق: تقارير وتحليلات

الجمل: على خلفية زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى العاصمة السورية دمشق بدأت تبرز بعض وجهات النظر الساعية لتقديم التعليلات والتفسيرات لهذه الزيارات وكانت وجهة النظر الأكثر حضوراً تتمثل في التأكيد على أن واشنطن بدأت رحلة العودة إلى المسار السوري ولكن بخطى هادئة وبطيئة الإيقاع.
* الإشارة الأولى: تحليل بيكوم:
نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمنظمة اللوبي الإسرائيلي البريطاني تحليلاً أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• يوجد فصل جديد في العلاقات السورية – الأمريكية وهو فصل يعود الفضل فيه إلى سياسة الرئيس أوباما الراغبة في التعامل مع دمشق.
• تنشيط العلاقات الثنائية أدى إلى خلق الفرصة للإدارة الأمريكية لجهة السعي باتجاه مسار السلام السوري – الإسرائيلي.
• أعد المسؤول الأمريكي فريدرك هوف دراسة سياسية حول صنع السلام بين سوريا وإسرائيل وقد قام هوف هذا الأسبوع بإجراء اللقاءات في سوريا وإسرائيل.
• عودة الوئام في العلاقات السورية – الأمريكية تعزز مصالح سوريا السياسية والاقتصادية وإضافة لذلك فإن سوريا ما تزال متمسكة برغبتها من أجل استعادة مرتفعات الجولان.
وقد تضمن التحليل أربعة مفاصل يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• المقدمة: تضمنت إشارة إلى أن سوريا دعت الرئيس أوباما لزيارة دمشق على خلفية رغبة أوباما بزيارة بكل العواصم التي ظلت إدارة بوش تصنفها كعواصم معادية لواشنطن.
• مصلحة واشنطن في إحياء العلاقات السورية – الأمريكية: تتمثل هذه المصلحة في تحقيق استقرار العراق وتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط ووضع حد للبرنامج النووي الإيراني إضافة إلى المصالح الإسرائيلية الممثلة في نزع أسلحة حزب الله والقضاء على حركة حماس وحالياً ترى واشنطن أن سوريا هي اللاعب الرئيس القادر على القيام بالدور الأكبر في المنطقة لتعزيز مصالح واشنطن إضافة لذلك فإن جولات المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة التي تمت برعاية أنقرة هي جولات تمثل بداية يجب تطويرها.
• مصلحة دمشق في إحياء العلاقات السورية – الأمريكية: تتمثل في مصلحة دمشق في تعزيز مساعي استعادة مرتفعات الجولان وتعزيز العلاقات السورية مع البلدان الغربية والقضاء على الضغوط الأمريكية والغربية وإفساح المجال أمام إحياء العلاقات مع الأطراف الشرق أوسطية وعلى وجه الخصوص حلفاء أمريكا الذين توترت علاقاتهم خلال الفترة الماضية مع دمشق.
وعلى أساس اعتبارات المقابلة بين مصالح واشنطن ومصالح دمشق إزاء إعادة إحياء العلاقات والروابط فقد خلص التحليل إلى أن المحصلة الرئيسية لجهود الإحياء ترتبط بشكل أساس بما سينطوي عليه المسار السوري – الإسرائيلي وملف استعادة سوريا للجولان وملف حزب الله وحركة حماس والعلاقات السورية – الإيرانية.
* الإشارة الثانية: تحليل ستراتفور:
نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمركز دراسات ستراتفور الاستخباري الأمريكي تحليلاً أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• زيارة المبعوث الأمريكي فريدريك هوف هي جزء من عودة الوئام البطيء إلى العلاقات بين الغرب وسوريا.
• تنتظر سوريا عودة الوئام مع واشنطن باعتبارها تمثل فرصة لإعادة تشكيل مكانة دمشق في المنطقة.
وقد تضمن التحليل الإشارة إلى العديد من الأبعاد المتعلقة بسيناريو عودة الوئام على خط دمشق – واشنطن ويمكن الإشارة إلى ذلك ضمن النقاط الآتية:
• لقاء المبعوث الأمريكي هوفمان مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم هو لقاء يشكل مقدمة لقيام المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط جورج ميتشل بزيارة سوريا والبلدان المجاورة.
• اهتمام واشنطن المتزايد بدمشق يهدف إلى دفعها باتجاه التعاون مع الجهود الدبلوماسية السعودية في المنطقة.
إضافة لذلك، خلص التحليل إلى أن أمريكا والغرب والسعودية تحاول تقديم القليل إلى سوريا مقابل الكثير المطلوب منها ولكنهم ظلوا يجدون أنفسهم في مواجهة دمشق التي تأخذ منهم الكثير ولا تعطيهم إلا القليل!!
عموماً، برغم توافر الرغبة والإرادة في دمشق لإعادة العلاقات السورية – الأمريكية إلى وضعها الطبيعي فإن واشنطن تمتلك الرغبة أما الإرادة فهي ليست متوافرة بالشكل الكافي وعلى ما يبدو فإن السبب في إرادة واشنطن المنقوصة يعود إلى الآتي:
• ترسانة القوانين والتشريعات التي سبق أن وضعتها إدارة بوش والكونغرس الأمريكي السابق بما ترتب عليه وضع الإدارة الأمريكية الحالية في مواجهة عوائق وعراقيل تشريعية قانونية يصعب التغلب عليها بسهولة.
• وجود العديد من حلفاء إسرائيل داخل الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي والبيت الأبيض.
• وجود العديد من الأطراف الشرق أوسطية ذات الصلة الوثيقة بإدارة بوش السابقة وهي أطراف ما زالت تسعى إلى دفع واشنطن تجاه عدم تطبيع علاقاتها مع دمشق.
• وجود تأثير العامل الإسرائيلي وحالياً تسعى حكومة نتينياهو بقوة إلى تقويض مساعي إحياء العلاقات السورية – الإسرائيلية.
برغم كل ذلك، فمن الممكن التغلب على هذه الصعاب فقد نجحت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في استئصال عقبة دنيس روس والآن تشير المعلومات والتقارير إلى أن بعض أطراف اللوبي الإسرائيلي بدأت في شن حملة ضد هيلاري كلينتون ومن أبرزها المقال الذي تم نشره اليوم في الموقع الإلكتروني الخاص بمركز دراسات مؤسسة هيرتيدج فاونديشن الأمريكية الذي صب جام غضبه على كلينتون محملاً إياها ما أطلق عليه تسمية "الإخفاق الدبلوماسي الأمريكي". وتأسيساً على ذلك، فمن المتوقع أن تشهد السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية خلال الفترة القادمة المزيد من حرية الحركة وتقليل الخضوع لتوجهات عناصر اللوبي الإسرائيلي

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...