ناجح بالسلوك

12-09-2007

ناجح بالسلوك

المعروف أن أشهر مفكري العالم ومبدعيه لم يكن سلوكهم يتناسب مع عبقريتهم، ولو أنهم جاؤوا ليتلقوا تعليمهم في مدارسنا اليوم لحصلوا على صفر بالسلوك من وزارة التربية، ولكان حُرِمَ السيد الوزير علي سعد من إنجازات مخترعي سياراته وتلفوناته وكمبيوتراته وأساليب التعليم التي يعتمدها في مؤسساته..
وعلى أي حال فقد أثبتت سورية استقرارها واستمرارها دون حاجتها إلى مبدعين.. فقط هي بحاجة إلى أفراد مطيعين يتقنون التصفيق وابتداع الشعارات.. وصدق منير الجبان عندما قال مبتهجاً بمناسبة كسوف الشمس العتيدة فوق سمائنا السعيدة بأن الشعب السوري.. منضبط ومطيع..

نبيل صالح

إلى الندوة

التعليقات

ياسيدي الكريم نحنا مو بس شعب منضبط ومطيع ومنعرف منخ منيح (على فكرة بسبب وبدون سبب )وها الاكتشاف لازم نطالب ببراعة اختراعة وتنفيذه بشكل عفوي ولذيذ ولازم كمان نععممو على دول العالم الغير نخاخا .لسبب بسيط ماأكتر انو بيساعد عاالعيش بها الدني بكل الشروط وبيساعد كمان على الراحة والبلادةوقلة التفكير (دخيلك شو بحاجة للتفكير نحنا)أهم شي بالنسبة النا انو كل مافاق واحد منا وماشاف اسموا بلائحة النعوات تنهد بثقة وقال مستحيل أنا موت لأني انسان واقعي بالدني وبالاخرى وبعرف مصلحتي منيح وعم نام بلا هز

عندما سافرت إلى أميركا لأسكن فيها، بعد سنوات من الدراسة والعمل ضمن وظيفة في بلدي، وجدت نفسي أحسب حساب لكل الناس وأتعامل معهم من منطلق واحد هو الحيط الحيط يارب السترة وخجولة وخائفة فهكذا ما تعودت عليه منذ المدرسة الإبتدائية حيث هناك يقولون نظرك بالأرض أما هنا فأنت إذا كنت لا تنظر إلى الشخص بعينيك فأنت تخبئ شيئ ما تخافه مرورا بالجامعة إلى الوظيفة دوما مطلوب منك أنك تنخ ولا تعبر عن نفسك. مرت فترة طويلة هنا قبل أن اكتشف أني أتصرف بطريقة حمقاء مع الناس وأني يجب ألا أخاف أحد طالما لم أرتكب عملا ضد القانون ، وأنه لا يمكن لأحد الإساءة لي، وعند ذاك بدأ التغيير ، كم هو جميل الشعور بقدرتك أن تعبر عن نفسك بثقة دون خوف من أحد والشعور بالإعتزاز بالنفس والثقة ولكن هل نحن بحاجة لنذهب بعيدا عن الوطن لنشعر به؟

في الدينمارك عندما تقدم المعلمة وظيفة للطلاب فإن احد الطلبة يصادف ان لا يمتلك الملكات اللازمة لإنجاز الحل فيكون على فريق من الطلاب ان يساعد الطالب الأضعف في فهم المسألة و إيجاد الحل. هذه العقلية المعاكسة تماما لمفهوم السوبرمان و مفهوم التنافس في الإنتاج قد استوقفتني كثيرا و حلت كثيرا من مشاكلي العالقة مع الآخر مفرداً كان أم جماعة. من المعروف ان أحد أهم الأعمال التي تدر دخلا وطنيا للدينمارك هي تنظيم المؤتمرات ابتداءا بمؤتمرات الطب و انتهاءا بمؤتمرات السلام و الحرب. وهي خبرة تستمد نسغها من الدروس الأولى في فهم حاجات الآخر و معرفة الذات من خلال الإطار الجماعي و ليس الفردية المطلقة. في التيبت عندما تدخل الى تواليت عام ستلاقيك عبارة بأكثر من لغة مفادها أن لا تفسد المجتمع بدفع النقود في المرافق العامة!! و الحال هو ان التبت أكثر فقراً من بلادنا و لكنه قادر على بناء فلسفة لإنقاذ الروح من آفة الفقر. طلاب المدارس بقمصانهم الزهرية و ربطة العنق لا يفترقون في تهذيبهم أنى صدفتهم : من احسن شوارع العاصمة الى أبعد قرى الهمالايا. لا ندري ما هو الأوكسير الناري الذي يشربه منظروا التربية في بلادنا. فاليوم نقف على محاولة غريبة أشبه بالمخابر السرية في الأفلام الغربية إذ لا يخفى على احد الإهتمام الذي تمنى به سلسلة محددة من المدارس على أمل أنها ستشكل نخبة المستقبل السوري و كأننا نبني مستقبلاً تلفزيونياً! سيكون هذا أحد أكبر الأخطاء السياسية إذ كان ثمة اعتقاد أن الدولة يمكن اختصارها بحلقة ضيقة من فئران الإختبار. المضحك هو أن المثقفين و السياسيين و اللصوص و كل من مشى على إثنين -عن جدارة او لأن الله غفور رحيم- كلهم يريد أن يركب المركب الدولي قبل أن يفوته القطار و لا ندري ما هو القطار الذي سيفوتهم! فعندما تضع دول أوروبا ضرائبا على شعوبها فإنها أولا و أخيرا تححق الكثير من توازناتها على حساب الشعوب المستضعفة فهي تسلب هذا و تسرق ذاك و تستغل هؤلاء. أما دولتنا العتيدة فنسألها ما هي غايتك من فرض الكثير من الضرائب و شعبك في أسفل الهرم الإقتصادي . قد لا يكون الوقت فات لنبحث لنا عن موديل يناسب مكوننا الإنساني و الإقتصادي عوضاً عن الكلب وراء النموذج الاستعماري الذي يطرح فضلاته في حوض الدول الفقيرة لأننا في حال اعتمدنا فلسفته فإننا لن نجد من نفرغ فيه تناقضاتنا .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...