مذكرة تفاهم روسية ـ أميركية للسلامة الجوية في سماء سوريا

21-10-2015

مذكرة تفاهم روسية ـ أميركية للسلامة الجوية في سماء سوريا

مع انتهاء الأسبوع الثالث من «عاصفة السوخوي» الروسية في سوريا، وقّع الجيشان الروسي والأميركي، أمس، على مذكرة لضمان تجنب اي حادث جوي بين الطرفين في السماء السورية، سارعت واشنطن الى التأكيد على انها ليست معاهدة تعاون او تنسيق لاستهداف تنظيم «داعش» في سوريا.مسلحان من "حركة احرار الشام" قرب الية متضررة جراء غارة جوية على قاعدتهم في ريف ادلب امس (رويترز)
في هذا الوقت، أدلت أنقرة بدلوها مجددا بشأن المرحلة السياسية المقبلة في سوريا. وبعدما كانت السعودية أعلنت أمس الأول رفضها اي دور للرئيس السوري بشار الاسد ولا حتى مشاركته في الانتخابات، قالت انقرة التي ظلت طوال أعوام تطالب بتنحي الأسد فوراً، انها تقبل بانتقال سياسي يتنحى بموجبه الأسد بعد 6 أشهر، في تناغم مع موقف بريطاني عن ضرورة رحيله في «مرحلة ما» في إطار أي اتفاق.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الإرهابيين الذين أرسوا لأنفسهم موضع قدم في سوريا يعتزمون التوسع والامتداد لزعزعة استقرار مناطق أخرى، مؤكداً أن العملية العسكرية في سوريا تؤكد قدرة روسيا على مواجهة «أية تهديدات».
ووقّع مسؤولون عسكريون اميركيون وروس «مذكرة» لتجنب حوادث جوية في الأجواء السورية. وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف إن «المذكرة تتضمن عدداً من القواعد والقيود الرامية إلى تجنّب حوادث (اصطدام) بين الطائرات الروسية والأميركية» فوق سوريا.
وقال المتحدث في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك إن النص الكامل للمذكرة لن ينشر تلبية لطلب روسيا، لكنه يشتمل على بروتوكولات معينة يجب على أطقم الطيران إتباعها، بالإضافة إلى إنشاء حلقة اتصالات أرضية بين الجانبين في حالة تعطل الاتصالات الجوية، والترددات التي سيستخدمها الجيشان للتواصل، وأن تحرص الطائرات على الحفاظ على مسافة آمنة، لكنه أشار إلى أن الاتفاق لا يتضمن مشاركة معلومات حول الأهداف التي سيتم قصفها.
وقال كوك «إن اضطرارنا إلى اللجوء إلى مذكرة تفاهم، يوضح قلقنا من الأنشطة الروسية، وكذلك استعدادنا للعمل مع الروس حينما يكون في ذلك مصلحة لنا».
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن الاتفاق يتصل فحسب بالحفاظ على سلامة الطيارين. وقال «إنها ليست معاهدة تعاون أو شيئا من هذا القبيل، وهي لا تشير إلى التعاون او التنسيق أو الاستهداف المشترك».
وقال مسؤول أميركي، لوكالة «فرانس برس»، إن الجيش أرسل 12 طائرة عسكرية هجومية، من طراز «ايه 10»، إلى قاعدة انجيرليك في جنوب تركيا لتعزيز القدرات العسكرية ضد «داعش» في العراق وسوريا. وهذه الطائرات المعروفة بقدراتها على تدمير دبابات نقلت في نهاية الأسبوع لاستخدامها في مهمات ضد التنظيم.

بوتين
 وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يثبت أن موسكو تستطيع مواجهة «أية تهديدات».
وقال بوتين، أمام قادة الجيش والاستخبارات في الكرملين، إن «النتائج التي حققتها العملية العسكرية الروسية في سوريا حتى الآن، أكدت قدرات روسيا على تقديم الرد المناسب والفعّال على الخطر الإرهابي وأي مخاطر أخرى تهدد البلاد». وشكر «العسكريين الروس المشاركين في العملية الروسية في سوريا، على ما أبدوه من شجاعة وأظهروه من حرفية».
وأكد بوتين أن «العملية الروسية ضد الإرهاب في سوريا جاءت بمثابة إجراء احترازي»، مكرراً أن «تقديم المساعدات العسكرية الروسية لسوريا يتم بمراعاة تامة للعقيدة العسكرية الروسية والقانون الدولي».
وأشار إلى أن قوات الأمن أحبطت 20 عملاً إرهابياً داخل البلاد، وقتلت 112 مسلحاً واعتقلت 560 خلال العام الحالي. وقال «يجب أن نواصل التحرك بنفس القوة والفعالية». وأعلن انه «من المهم للغاية» كشف العلاقات بين المسلحين الروس والجماعات الإرهابية الدولية ومن يدعمها.
وقال «بعد أن أرسوا لأنفسهم معقلا في سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط يضع الإرهابيون الخطط للتوسع وزعزعة استقرار مناطق بأكملها»، موضحاً أن «الإرهابيين يواصلون تجنيد مقاتلين جدد من دول عديدة، بما فيها روسيا».
وأكد بوتين أن «روسيا ستواصل تعزيز قدرات القوات المسلحة». وقال «يبقى جيشنا وأسطولنا ضامنين موثوقين لسيادة البلاد، ويقومان بدور إيجابي في ضمان الأمن العالمي والإقليمي».
ونفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف الأنباء التي تحدثت عن عرض الرياض مبالغ مالية على موسكو مقابل تخليها عن دعم الحكومة السورية.

تركيا وبريطانيا
 وقال مسؤولان في الحكومة التركية، لوكالة «رويترز»، إن أنقرة مستعدة لقبول انتقال سياسي في سوريا يظل بموجبه الأسد في السلطة لمدة ستة أشهر قبل تنحيه، وأن تركيا تناقش الخطة مع الحلفاء الغربيين.
وقال مسؤول إن «العمل على خطة لرحيل الأسد جار. يمكن أن يبقى ستة أشهر، ونقبل بذلك، لأنه سيكون هناك ضمان لرحيله. تحركنا قدماً في هذه القضية لدرجة معينة مع الولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين. لا يوجد توافق محدد في الآراء بشأن متى ستبدأ فترة الستة أشهر هذه، لكننا نعتقد أن الأمر لن يستغرق طويلا»ً. وقال المسؤول الآخر إن الولايات المتحدة ستطرح الاقتراح على روسيا، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت موسكو سترحب بالفكرة.
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في مجلس العموم، «نحن على استعداد للتواصل مع كل من يريد التحدث عن شكل الانتقال السياسي في سوريا، لكننا واضحون جداً في ما يتعلق برؤيتنا في أنه لابد وأن يتضمن في مرحلة ما رحيل بشار الأسد». وأضاف أن اقتراحاً تركياً بإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا لاستخدامها كقاعدة لقتال «داعش» اقتراح غير عملي. وأشار إلى أن بريطانيا تعتقد أن هناك ما بين 10 و13 ألف مقاتل نشط لتنظيم «داعش» في العراق، وان عدد المقاتلين غير المنتمين إلى «داعش» أو «جبهة النصرة» في سوريا يبلغ حوالي 80 ألفاً.
وسارعت طهران إلى الرد على تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول «احتلال إيران لسوريا». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن «استخدام مثل هذه الأدبيات المتفرعنة والسخيفة والبعيدة عن العرف الديبلوماسي حول مصير الشعوب الأخرى تدلل على عدم النضج السياسي، مضيفة «هذا التوجه غير البناء والمدمّر لن يصل إلى أي نتيجة».
وتابعت أفخم إن «وزير الخارجة السعودي، الذي انتهجت بلاده توجهات عسكرية ومتطرفة خلال الأزمات الحالية في المنطقة بحيث أنها تستهدف لأكثر من سبعة أشهر بلدها الجار والمسلم اليمن عبر الغارات والقصف، وعززت التطرف في الصراعات الإقليمية، ليس مؤهلا للتحدث حول دور إيران الإقليمي».
وكان الجبير اعتبر أن على الأسد أن يتنحى ما إن تتشكل هيئة انتقالية، بما يتفق مع بيان «جنيف 1». وقال «بعد تشكيل هذه الهيئة على الأسد أن يتنحى. لو كانت شهرا أو شهرين أو ثلاثة أو أقل هذا ليس مهماً، ولكن لا دور للأسد في مستقبل سوريا». وأضاف «قيل من ناحية أخرى إن بشار يجب أن يبقى حتى تقام الانتخابات، ويشارك في الانتخابات، (ولكن) لا مستقبل لمثل هذه الخيارات».

ميدانيات
 وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «أسفرت الضربات الجوية الروسية في سوريا منذ 30 أيلول عن مقتل 370 شخصاً على الأقل، بينهم 243 مقاتلاً، 52 منهم من تنظيم الدولة الإسلامية». وأشار إلى أن الغارات الروسية المكثفة على جبل الأكراد في ريف اللاذقية أدى إلى مقتل قائد «الفرقة الساحلية الأولى» باسل زمو، بالإضافة إلى 45 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات «سوخوي» نفذت 55 طلعة، وقصفت 60 هدفا لتنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» في محافظات حماه واللاذقية ودمشق وحلب وإدلب وحمص ودير الزور. وأشارت إلى أن المقاتلات الروسية دمرت مركز قيادة لجماعة «فيلق عمر» في ضواحي مرج السلطان قرب دمشق.
وأعلنت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (اوتشا) فانيسا اوغنان، في بيان، أن العمليات البرية التي يقودها الجيش السوري، بغطاء جوي روسي، دفعت بحوالى 35 ألف سوري إلى النزوح من بلدات عدة في الريف الجنوبي لمحافظة حلب.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...