محكمة افتراضية

24-11-2008

محكمة افتراضية

أقترح اختصار الوزارات السورية في وزارة واحدة هي وزارة العدل لتبدو الصورة الافتراضية لشعبنا المظفر حيث كل مواطن يجلس خلف قوس العدالة ويمسك المطرقة بيده ويطلق أحكاماً مبرمة بحق الآخرين: هذا كاتب عميل، وذاك صحفي مخبر، وتلك شيوعية شرموطة، وفلان اسلامي متزمت.. ممثل فاشل، مسؤول حرامي، شيخ منافق، امرأة نقاقة، موظف متسلق، تاجر حقير.. حيث يبدو المواطن السوري ككائن متألّه معّتدٍ بنفسه لايأتيه البلل من خلفه أو أمامه عند إطلاق أحكامه، ولأنه كذلك فإنه -على الأغلب - غير قابل لاستبدال أفكاره أو تغيير سلوكه حيث تبدو البلد مثل محكمة كبيرة، الجميع فيها يحاكم الجميع، ولو نزل المسيح إليهم ليقنعهم بالمحبة والتسامح لصلبوه ثانية ولاتهموه بأنه عميل لدى جهة خارجية.. الآن فقط، وبعد هذا السطر، فهمت لماذا أحس بالحرية كلما سافرت خارج حدود محكمة الوطن وقضاته المقدسين..

 

هامش: عندما سلم الرئيس شكري القوتلي مفاتيح سورية إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وكان عدد سكان سورية خمسة ملايين، قال له: أسلمك بلداً يضم خمسة ملايين سياسي كل واحد منهم يظن أنه رئيس جمهورية.. والآن يمكننا القول أننا بلد يضم 20 مليون قاضٍ يلزمهم كامل إنتاج سورية من الخشب لتأمين أقواس عدالة ومطارق للاستخدام الشخصي..

نبيل صالح

التعليقات

عندها قال الرئيس جمال عبد الناصر لو قلت هذا قبل توقيع الإتفاقية لما وقعت

نظرة سوداوية البلد بخير و الأمة بخير فلا تبحث عنها خلف الكواليس بل على متن الحياة

حسيت بكلمات السطر الأخير من القسم الأول لانني اشتغلت صحافي بأماكن كتيرة بسورية بس صدقني استاذ نبيل أبشع شي لما زملاءك وهنون على أساس مثقفين وصحافيين وفهمانين بيفرزوك على أساس طائفي ومذهبي وبيصنفوك فوراً مثلاً انك مخابرات لمجرد عرفوا أنك من ****** والشاطر بيتزلف قدامك عاساس انت بتحكي مع اكبر متنفذي البلد من موبايلك.. والأبشع من هيك "التقيّة" السائدة بمجتمعنا بين الناس الجميع عرفان شلون اللعبة وعم يلعبها والخريطة كل يوم بتتغير ..ولما سافرت لبلد خليجي حسيت بالحرية وعالاقل بعيد عن الضغط النفسي والملاحقة والتنغيص .

لقد عشت في بلدان كثيرة و عدت مؤخرا الى الوطن الحنون، و كل شعب في العالم له صفات عامة و من صفات شعبنا كما تذكر هنا هو ما يسمى labeling يعني تصنيف الأشخاص و لكن بشكل سلبي و سيئ، وهو في علم النفس فعل نقوم به لنقص نحس به فينا فنصنف الآخر سلبا لنحس بأننا أفضل، و لكنني أعيد هذه الصفة الى أشياء أكثر من مجرد عقدة نقص ، لقد لاحظت أن شعبنا غاضب جدا و حزين و يفتقد الى اللون (مع أن هناك شعوب مجاورة أقل دخلا و لكنهم ليسوا بهذا الحزن و شعوب أخرى خاضت حروب و أهوال و ليست بهذا الغضب و شعوب تعيش في صحارى و لا زال لديها لون. أظن أن خيبات الأمل المتراكمة و الاحباطات بسبب عدم وفاء الحكومات المتعاقبة بأي وعد ايجابي اتجاه المواطن، الضغط النفسي بسبب منع الحريات بجميع مفاهيمها و أشكالها احساس المواطن بأنه ليس موجودا على قائمة المسؤولين و لا حتى في ذيل القائمةالطويله التي يعدها أي مسؤول عندما يتسلم مهام عمله و هي قوائم طويلة تبدأ : بالتفكير بعدد السنين التي سوف يحتل فيها المنصب ثم يتبعه عدد الملاينن(بالدولار) التي يجب أن يصمدها من معاشاته فقط!. المغزى من كل كلامي السابق لو أعطي شعبنا حرية تعبير علنية لوصف الناس الذين يود فعلا وصفهم بألقابهم الحقيقية لا الذين يتفشش بشتمهم بما هو فيهم و معظم الأحيان بما هو ليس فيهم كونه ممنوع عليه قول رأيه الحقيقي في أي شخص أو شئ.

bt3ref m3 kel had estaz nabil ella enni b3shk ard elsham we ahla we ma lakit atyeb wela ahsen men heak sha3eb rohi feda elsham we nasa

حين يصيبك الوعي، بالغثيان، والشارع بالدوار، إعلم أنك في بلد اسمه سوريا.

عمر أي مواطن في بلدنا الحبيب هو مجرد اللحظة التي يعيش فيها, لأنّ تاليها من الزمن غير مضمون الحدوث والعواقب على مذهب الخالة فيروز " حبني اليوم وإنساني بكرا " لذا تراه حين يمرض يتوقع الموت لاالشفاء , وحين يتقدم إلى وظيفة يرتجف من فكرة الفشل دون أي أمل بالنصر , وحذرا من الإنفصال لادوام الإتصال درج الأهل عندما يخطب شاب إبنتهم أن يرسنوه بحبل طويل من " بدّي و بدّي ومابدّي " ليتحول أخونا في الإنسانية حسب العم داروين إلى كائن يمشي على أربع ولايبقى له سوى شمشمة رائحة التي تجره ورائها ولحس آثار خطواتها على الدرب الطويل , أمّا أجمل إختراع سوري بهذا الخصوص فهو أن المواطن الحبيب والمواطن الرفيق حين يعيش لحظته الراهن فإنه يعصرها ويعصرها حتى ينشف آخر قطرة فيها , ويجاهد بكل ما أوتي من أنانية أن يتملكها لنفسه حصرا دون سواه , بكل محتوياتها من حجر وشجر وبشر, وكأنها مرصودة على إسمه من ايام آدم أبو البشر , ولايفسر ذلك سوى خوف وجودي مزمن من أن تنزلق لحظته الراهنة بغتة من بين أصابعه إلى العدم دون أن يدري الغشيم أنه بذلك ينزلق بسرعة الصاروخ على موتور " بارت " في وجه قاطرة مقطورة من اللواتي يحبهن قلبك تاركا لأهله وهو " ذكرهم " الوحيد الندب والدموع وللمعزين طول البقاء والعمر المديد 0

ليس بتللك الطريقة توردالابل الكلام المنمق والفلسفي لايصنع خبزانحتاج لخطوات عمليةفي لبننة المستقبل بوصفه الوصف الدقيق والمفيد ياأستاذنا المبجل وأنت خيرالعارفين أن العقل هو اعقلها وتوكل والشكوى العرجاء افسدت وادمت قلوبنابعدين حط بالخرج ياصاحبي ردا على تعليق مصطفى عبد الرزاق حصرا واقتضى التنويه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...